في ذهني عمل روائي عن قطر وأهلها وتراثها وتطورها

الجسرة الثقافية الالكترونية

*كريم إمام

المصدر: الراية

 

عبّر الروائي السوداني الدكتور أمير تاج السرّ عن سعادته بصدور روايته الجديدة “طقس” عن دار بلومزبري للنشر، في أول تعاون مع هذه الدار التي وصفها بأنها دار لها نموذجها الخاص في النشر، مشيرًا إلى أن الكتاب من المنتظر أن يصدر باللغة الإنجليزية في شهر أبريل المقبل في العاصمة البريطانية لندن. مشيدًا بمبادرة بلومزبري لنشر هذا الكتب في قطر.

 

وأكّد تاج السر في حواره مع ” الراية ” بعد حفل التوقيع الذي أُقيم للرواية الجديدة ضمن فعاليات معرض الدوحة الدولي الخامس والعشرين للكتاب بخصوص الشخصيات والأماكن غير الاعتيادية التي تحملها الرواية، أن هذا يعدّ أسلوبًا من أساليبه في الكتابة، حيث دائمًا ما آتي بشخصيات واقعية وشخصيات مخترعة ومفترضة، وأشتغل من الواقع والخيال حتى في السرد، مشددًا على أن هذا مقصود، وأن ذلك الأسلوب تكوّن لديه عبر سنوات من الكتابة ليصبح بهذه الطريقة.

 

وحول تأثير الواقع العربي والسوداني على كتاباته أكّد أن كل ما يحدث في العالم العربي عمومًا وفي السودان خاصة له تأثير على كتاباتي، حيث تجده بصورة أو بأخرى، سواء كتبت نصًا صريحًا عن الأحداث التي تجري، أو من خلال أسلوب الإشارات أو التلميحات، معبرًا عن اعتقاده بأن هذا يؤدي الغرض.

 

وعن اختياره الرواية البوليسية في بداياته، قال إنه عندما كان طالبًا في المرحلة الابتدائية كان يكتب محاكاة للروايات البوليسية والألغاز الخاصة بالمغامرين الخمسة في الماضي، ومن هنا ظهرت اهتماماته بالكتابة، لكني لم أكتب رواية بوليسية وإنما لغز محاكاة كنت أنسخها باليد للزملاء في المدرسة.

 

وبخصوص العلاقة بين الرواية والشعر وسبب توقفه عن كتابة الأشعار، أكد أن الشعر كان مهمًا للغاية بالنسبة له، حيث استفدت من الشعر في الكتابة، ولكني هجرت الشعر وأكتب القصائد داخل النصوص الروائية، واستخدم لغة الشعر إلى حد ما في الكتابة وهذا من الأشياء التي استفدت منها، لكني شعرت بوجودي في السرد بشكل أكبر، وبالطبع يمكنني أن أكتب الشعر، ولكن ضمن أسلوبي الخاص في السرد.

 

أما بخصوص انعكاسات الحياة العملية والعلمية – كونه طبيبًا – على الحياة الفكرية والأدبية، أكّد أنه ليس هناك انعكاس مباشر، وإنما قد تعطيك الشخصيات وتمنحك بعض الأفكار المعينة حين تشرع في الكتابة عن مرض معين، كما تعلمك الصبر في كتابة نصّ رواية، ولكن الحقيقة أنه ليس هناك علاقة مباشرة بين الطبّ والأدب وكل شيء له طريقته.

 

وعن نظرته للأديب القطري ووضعه على الساحة الأدبية العربية حاليًا أكّد تاج السرّ أن قطر من الدول التي ظهرت فيها حاليًا حركة أدبية كبيرة، بجانب الحركة التشكيلية والمسرحية المترسخة منذ زمن، وهناك أجيال من الكتاب والروائيين من جيل الشباب ومن جيل أقدم، بعضهم ترجمت أعماله إلى لغات أجنبية، والحمد لله هناك إنتاج جيد، فأسوة بكل العالم العربي هناك نهضة ثقافية موجودة الآن في قطر.

 

وعن انعكاس حياته في قطر على ما ينتجه من إنتاج أدبي، قال: حتى الآن – كما ذكرت في الندوة – مازلت أكتب عن البيئة السودانية، ولكن في ذهني نصّ كبير عن حياتي في دولة قطر، وما شهدته من تطور ونهضة في هذا البلد على مدى السنوات التي عشتها فيه، نصّ سيكون غنيًا بأهل البلد وتراثها وبالمحبة تجاهها.

 

وقال إن المواصفات التي تجعل المثقف القطري ينطلق إلى العالمية هي الموهبة والاجتهاد، والآن الأستاذ عبد العزيز آل محمود بدأ ينطلق وترجمت روايته “القرصان” إلى الإنجليزية، وهناك غيره ترجمت أعمالهم للإنجليزية أيضًا، ووزارة الثقافة لها مجهود في ترجمة الأدب القطري للغات أخرى مثل الإنجليزية والفرنسية، والأستاذ سنان المسلماني في الشعر والكاتبة سعاد الكواري والقاص جمال فايز كاتب القصة القصيرة. مؤكدًا أن هناك تنافسًا كبيرًا وازدهارًا في حركة النشر ما بين الشركات المختلفة الصغيرة منها والكبيرة، مشيرًا إلى أن الناقص في العملية هو القارئ الذي مازال غير موجود بكثافة القارئ الأمريكي والأوروبي، ونحتاج إلى زمن طويل لإعداد جيل مختلف من القرّاء.

 

وعن دور الكتابة في التحريض على التغيير، وما قدّم عن الربيع العربي من قبل بعض الكتاب، أكّد تاج السر أن الكتابة عن الربيع العربي مازالت مبكرة، وهناك من قدموا وكتبوا بالفعل لكن النصوص التي عثرت عليها لم تكن ترقى لمستوى الأحداث الكبرى التي حدثت، فلابد من وقت طويل لتتخمر فيه الأحداث ومن ثم يكتب الناس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى