قانون الاستجابة الشعورية / المدخل الى علم الجمال التطبيقي

الجسرة الثقافية الالكترونية
افضل ما يمكن تصوره للعامل الاهم الذي تحدث فيه الظاهرة الخارجية اثرا شعوريا عند الانسان هو الحجم، اي حجم التاثير ، ولهذا الحجم عاملان مهمان المساحة و السرعة .،
و قيل تصور مساحة التاثر و سرعته يكون من المفيد تصور ان للشعور طبقات ، وكلما كانت الطبقة اعمق كانت التجربة المتحققة اكبر ، و كلما استمر توهج تلك النقطة من الطبقة كانت وحدات التجربة المتولدة اكثر متناسبة مع زمن استمرار التوهج ، بمعنى اخر ان التجربة الشعورية تتناسب مع عمق الطبقة المنفعلة و عدد نقاطها و زمن التوهج في كل نقطة ،.
الوصول الى الطبقة الاعمق اما ان يكون بالمرور بالطبقة التي قبلها وهو الغالب او ان يمر بمنفذها الخاص دون المرور بالطبقة التي قبلها ، و نسمي الاول بالوصول الطبيعي و الثاني بالوصول غير الطبيعي او الاستثنائي .
ان حجم الاستجابة الشعورية يتناسب مع مساحة التاثير الظواهري و سرعته و نوع اللذة المتحققة به .
المساحة
لو تصورنا ان للتاثير سطحا فان حجم التاثير سيتاثر بالمساحة السطحية له ، فيكون لدينا تاثير نقطي ، و تاثير مستوياتي و تاثير مجسمي ، و من خلال ما بينا و اعتبار العدد و الزمن ، فان التاثير النقطي محدود ، و اما المستوياتي فيكون بشكل لوحة و يكون عدد النقاط المتوهجة اكبر الا ان الزمن لا يتغير ، و اما المجسمي فانه الاوسع ، و يكون عدد النقاط المتوهجة اكبر و زمن توهجها اكبر ايضا فتكون وحدات التجربة المتولدة اكبر بكثير .
و مساحة تاثير الظاهرة تتناسب مع حجم المعرفة التي تتصف بها الظاهرة ، فكلما كانت اكثر اتقانا و اكثر جوهرية كانت اكثر مساحة ، و الجوهرية تعني سعة التجربة التي تحملها ، فان كانت ظاهرة غير بشرية قورنت بالتجربة البشرية و ان كانت بشرية نظر الى حجم انسانيتها .و اما الاتقان فهو الفنية و الكمالية في توظيف الاداة . و التجربة اما ان تكون شخصية او نوعية انسانية او كلية كونية ،و الاتقان اما ان يكون ضعيف او جيدا او ممتازا او عظيما . فالمساحة تتناسب مع الاسلوب و التجربة و هي اما نقطية للظواهر اليومية و الواقعية المنطقية ، او مستوياتية للفنية التحسينية ، او مجسمة هي الفنية الجمالية الايحائية .
السرعة
ان العامل الاخر في كم التجربة المتولد هو العمق فكلما كان الانفعال اعمق كلما كانت وحدات التجربة اكبر ،و العمق يتناسب مع السرعة و سرعة التاثير الظواهري يتناسب مع مقدار ابهاره ، اي كلما كان العنصر الظاهري مبهرا كان العمق اكبر ، و الابهار يكون بوحدات العجز تجاه المنجز ، و النقص تجاهه ، فكلما كان الادهاش اكبر كانت الاستجابة اعمق وهذا واضح . كما ان حقائقية المعرفة و مجانيتها و تجاوزها للزمان و المكان ايضا يدخل في سرعة تاثير الظاهرة . و لكل من الابهارو المجانية ثلاث درجات ،بسيط و متوسط و عالي .فالسرعة تتناسب مع الابهار و المجانية .
النوع
لا ريب اننا انما نعيش بالمشاعر و لا ننفك عنها ولو للحظة ، الا اانا نرى في داخلنا تباينا ظاهرا في طبيعة الاستجابة و الانفعال الشعوري بالاشياء ، و تباينا في اشكال اللذة و المتعة ، مما يشير الى وجود انواع من عناصر الاستجابة ، و من هنا فبالاضافة الى طبقات الشعور هناك اختلاف في مناطق الشعور ، و يمكن رد هذه المناطق بشكل اجمالي الى اشكال اللذة فهناك اللذة النورانية المعرفية ، و هناك اللذة الفكرية و هناك اللذة العلمية ، و هناك اللذة الحسية .