قراءة في اشعار الشاعرة السورية رغد امين (احمد محمود القاسم )

الجسرة الثقافية الالكترونية – قراءة في أشعار
الشاعرة السورية رغد أمين
الكاتب والباحث الدكتور احمد القاسم
السيدة رغد أمبن، من دولة سوريا الشقيقة، وتقيم حالياً بدولة الإمارات العربية المتحدة، وهي خريجة كلية الفنون الجميلة، متزوجة، ولا تعمل حالياً، تحب مطالعة وكتابة الشعر، وتكتب الومضة الشعرية أيضا، وقراءة القصص القصيرة. هي لا تدعي بأنها شاعرة، ولكنها تعبر عن إحساسها ومشاعرها بكل دقة وجمال، وتترجمه إلى كلمات موسيقية عذبة مؤثرة، ومعبرة جداً. هوايتها ممارسة الرياضة. الشاعرة رغد، تمتاز بسلاسة أسلوبها في التعبير، وعذوبته ورقته، وتمتاز بكتاباتها الرومانسية الحالمة، وما تحتويه من صور تعبيرية، في قمة الجمال والتأثير، عواطفها جياشة، تعابيرها منتقاة بعناية ودقة، وتمتاز بصدقها ولوعتها، وببساطتها، ولكنها ممتعة حقاً، تسحرك وتأسرك بتعابيرها وصورها الأدبية، عندما تقرا لها، فتشعرك بأنك أمام شاعرة مثقفة، وواعية، وان كانت تدعي بأنها خلاف ذلك. أفكارها قيمة وموضوعية. تقول شاعرتنا في إحدى قصائدها:
قلمي ينزف دماً، وكلماتي تتلوى من الوجع، فكل حرف فيها، منحوت من القهر، أسير وحيدة في الشوارع المسكونة بالخوف، والعنف، اركض هاربة إلى هربي.
هذا نموذج رائع، لما تعبر به شاعرتنا رغد، عن مكنونة نفسها، وما يعتري جوارحها، وكيف تعبر عنه بكل دقة وشفافية وروعة، فالقلم ينزف دماً والكلمات تتلوى وجعاً ……… الخ.
لنقرأ ونستمتع، بما تود التعبير عنه في نماذج لها، من ومضاتها الشعرية، وبأسلوبها المقتضب والمؤثر:
# أيها البحر، أراك حائراً، هل قتلكَ البرد؟؟؟ أم انك مثلي وحيداً لم يصل حبيبك بعد؟؟؟
# إلى ان يحين اللقاء، هل تسمح لي أن اعلق أحلامي بقلبك .
# صوتك، وماذا استطيع أن أقول، يجعلني في عالم آخر، يحملني إلى النجوم، يسكنني القمر، حيث لا يوجد فيه، إلا أنت وأنا.
# قلمي ينزف دماً، وكلماتي تتلوى من الوجع، فكل حرف فيها، منحوت من القهر، أسير وحيدة في الشوارع المسكونة بالخوف، والعنف، اركض هاربة إلى هربي.
# عندما تمر بخاطري، تخطفني غيمة، أغرق بها واغرق،، في مطر الحلم بلقياك.
# عصرَ الماء من كفي، ليغسل ذنبه بهجري، لن أسامحه.
# أنت روحاً بين ضلوعي، غرستها عيناك، عطراً، يفوح بين دمي وأنفاسي شذاه.
# عندما قال أحبك، قبيلة من الأشواق سكنت قفاري، فاخضوضرت.
# تذوق كلامك قبل أن تخرجه من اللسان، لتعلم مذاقه قبل أن تذيقه لغيرك، حلو كان أم مُر.
# حبيبي، أناديك عبر أثير المسافات، فهل يا توأم روحي تسمع نداي؟؟ كلمة احبك، اقل ما يقال.
#لماذا نتلاعب بالحروف كي نبدل المعني، ونقبل بإنصاف الحلول ونستكين لسطوة الدمعة، كيف نطفئ نور الشمس بأيدينا، ونقتنع بوميض شمعة، لا أدري.
في قصيدة لها تعبر فيها عن حبها للحبيب، وتصف فيها هذا الحب وتأثيره على نفسها، بأسلوب المتسائل، وكيف حول حبه لها خريفها إلى ربيع، فملأ قلبها وفؤادها، رغم إنها تعتبر هذا الحب، وكأنه نوع من المقامرة، لكنها تصر على المقامرة في حبها، وتصف كيف أن حياتها تغيرتْ وتبدلتْ كثيراً فجعلها تعود الى عهد الطفولة، لنقرأ ونستمتع بما تود أن تقوله شاعرتنا رغد:
حبك ملأ قلبي وفؤادي، أستحلفك بالله، كيف أداري، نبتَ حبكَ في قلبي، وأزهرَ في خريف عمري، واصفراري، أحببتكَ رغم إني أعلم ابتعاد الأماني، وأعلم أني بحبكَ مقامرة، وسأقامر، برغم جنون القمارِ، سآتي إليكَ بكل لهفة، وأدفع عمري بأجمل اللحظات، جعلتني أعيش طفلة، تلهو، تلعب، لا تبالي، أتذكر صوتك، وكلمات حبك، وأنا أرقص بغرفتي على انفرادِ، أُداري حبي في صدري خوفه ً عليه من الحسادِ، وأقف أمام المرآة أسألها، أفي خريف العمر، لي قلب يدق، آاااااااه آأأأأأأأأأأأه واخجلاً.
في قصيدة أخرى معبرة لها، تقسم بها فيما لو عاد الربيع إلى قفارها الصحراوية، فإنها ستحتسي مع الحبيب، كاس الرجوع، لنقرأ ونرى كيف تقسم شاعرتنا غادة، وكيف تبرر قسمها هذا، وماذا تود قوله والتعبير عنه:
قسماً، إن عاد الربيع إلى قفاري، وذاب الثلج عن محيط أيامي، سأراقصك حتى تأذن الشمس بالشروق، واحتسي معك حتى الثمالة، نخب الرجوع.
في قصيدة أخرى لها تعبر فيها عن بعد حبيبها عنها، وتصف الصورة من حولها، وكيف أن الليل أرخى سدوله عليها، والسماء ملبدة بالغيوم السوداء، ، وهي قابعة في سكون تناديه وتناجيه، كي ينفذ ما بقي منها، او ما أبقاه لها، ولكن لا سمع ولا طاعة، لنقرأ ونستمتع بما تود أن تقوله شاعرتنا الخلاقة وما تود التعبير عنه في قصيدتها:
الخوف يلتهم بقايا الأمان في قلبي، الظلام الحالك بدأ يسدل خيوطه السوداء، والسماء..من فوقي ملبدة بالغيوم..ساكنة..كسكون ما قبل الرعد، وأنا أتسكع ما بين سطوري، وضوء القنديل يكاد ينطفئ، والبرد تغلغل بين أضلعي، أبحث عنك هناك، ابحث عنك من بين الكلمات، أكتبك بحروف الحب والحنين، أكتبك بخوف طفل أضاع الطريق، اصرخ بصوت مبحوح، أين أنت؟ اين تكون؟ أناديك، ألا تسمعني؟ ألمْ يصلك صوت همسي؟ أناديك، تعال لملم ما بقي مني، أناديك، تعال لملم بقايا ما أبقيت مني.
في قصيدة أخرى لها، تعبر فيها شاعرتنا، عن حزنها وألمها، عندما، تتخذ قلبا توأما لها، وتضحي بكل شيء من اجل إسعاده، ولكنه يبتعد عنك، وأنت في أمَّس الحاجة له، لنقرأ ونستمتع بما تقوله شاعرتنا بهذا الخصوص:
كم هو مؤلم، عندما يكون هناك قلباً اتخذته توأماً لك، وتنفق جل ما تملك من حياتك لإسعاده، وتراه يتولى عنك، وأنت في أمس الحاجة له، فتحمل أحلامك التي قتلت، من قبل ميلادها، ودمعت حزن كادت تحرق محياك، وترحل في عالم النسيان.
في قصيدة أخرى لها، تعبر فيها عما يجول في خواطرها من هواجس وأحلام رومانسية وعذبة، وتحلم بخيالها بالحب الذي يسيطر على روحها، وإنها ترى شخصاً تحبه وتتخيله أمامها باستمرار، ولكنها لا تعرف من يكون، مع إنها ترى طيفه في خيالها، ويذهب، ولا يلبث أن يعود لها مرة أخرى، ويشاركها افراحها واحزانها، ويرسم البسمة على شفاهها، لذلك، فهي ستترك لقلمها أن يصول ويجول، ويعبر عن مكنونات نفسها بحرية كما يشاء، لنقرأ كيف تعبر شاعرتنا الراقية رغد، عن مكنونة نفسها وأحلامها، وما تشعر به من أمنيات تحوم بها روحها:
.ساترك لقلمي العنان ليكتب عن شوق..ووله..وشجون..أكنه في داخلي لشخص مجهول..لا أعرف من يكون.. فقط أرى طيفه يمر أمامي بين حين وآخر..يرسم على شفتاي الابتسامة، يشاركني في آلامي وإحزاني..ويمسح دموعي ..ويرحل، أنظر الى البحر الغارق بالأسرار..وأدرك أن قلب ذلك الرجل كالبحر، بحبه..وبوسع صدره..وبغموضه..احس بأنه دائماً قريباً مني..لكنني لا أراه، وأظل حائرة…إن طيفه عني غاب، وأبقى بانتظار عودته..بفارغ الصبر..لا أعلم هو حقيقة أم أضغاث أحلام ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
في قصيدة أخرى لها تعبر فيها كيف أنها تؤمن بالقضاء والقدر، ولهذا تترك نفسها لما يقرره قدرها لها، فهي قد سالت العرافين، وما يخبؤه الزمان لها، وفعلت المستحيل من اجل اللقاء، وانتظر فؤادها أشهراً، وبدون نتيجة تذكر، على الرغم من الأمل واليأس الذي نتابها بين الفينة والأخرى، ولم تمل من الانتظار، لنقرا ونتابع كيف شاعرتنا كيف تعبر عن حالتها هذه، بكل صدق وموضوعية، وما تريد قوله لنا في قصيدتها هذه:
ما ذنبي إذا أخطأتُ يوماً بعنوان، ذكرى على استعجالِ، يأتيني الرد دوماً، إلى صاحبته يعاد، بذلتُ المستحيل للقاء، وتعاند الأقدار، سألت كل العرافين، وقلبت الفنجان، عن صدفة ضيعتها بين طيات الزمان، أًشهر يا قلبي مرَّتْ، وما مللتُ الانتظار، ومع أملي ويأسي، علمتُ أن اللقاء مقدر، فتركتُ نفسي للأقدار، وجمعتُ جميع رسائلي، وأعطيتها عود ثقاب.
في قصيدة أخرى لها تناجي فيها البحر، وتشكو له همَّها، وتسأله فيما إذا كان يسمعها ويشعر بحالها، فهي تعتبره ذكراها، والمعبر عن حالها وأحوالها، وآلامها وإحزانها، لكنه لا يجيبها، وتشعر بأنه حائر في أمرها، لنقرأ ونستمتع بما تود قوله شاعرتنا للبحر وكيف ترى اوجه الشبه بينهما:
أناجيك أيها البحر، أناديك من عمق جوفي، فهل تسمع ندائي؟ أنت عمر من ذكرياتي، وأنت أمل في منايا آهاتي، وأنت جزء من حياتي، فكلما كبر الحزن في قلبي، لجأت إلى أمواجك، فكم إليك أشتاق، ولكن مالي أراك حائراً
تتلاطم على شطآنك الأمواج؟؟؟
في قصيدة أخرى لها تعبر فيها عن طبيعة الحبيب، وكيف انه برجل خطير، يستعمر أنفاسها، ويستغل جنونها، ويتركها تتعارك مع آهاتها، وأنها أصبحت تخاف على حالها منه، فهو قد اقتحم حياتها بكل جرأة، وهذا ما شدها اليه، لنقرأ ونتفاعل مع شاعرتنا رغد، ومشاعرها وأحاسيسها، وكيف تعبر عنها بكلمات حلوة، وعذبة، حالمة، تدغدغ بها أعصاب القاريء.
أنت رجل خطير، تجيد استعمار أنفاسي، تجيد أسر جنوني، تتركني أتعارك مع الآهات، أخاف علي منك، فأنا حين لا أكلمك.. أفتقدك بجنون، وأبكيك في الخفاء كالأطفال، نعم أنت رجل اقتحم حياتي بكل جرأة، وهذا ما شدني إليك، فكن ملكي.
في قصيدة أخرى لشاعرتنا الرائعة رغد، تعبر فيها عن مللها من الحزن، والمواقف الرمادية الغير واضحة، والوقوف أمام الأطلال والذكريات، والنحيب على ما مضى، لذلك فقد قررت ان تبدا من جديد وتستنشق بتلات جديدةن لنستمتع ونقرأة كيف تعبر شاعرتنا رغد عن تغيرها هذا:
مللت الحزن، مللت الأحرف الرمادية، مللت وقوفي على الأطلال، مللت زفر المعاناة، من الآن، سأبدأ من جديد، باستنشاق بتلات الفرح.
في قصيدة وطنية أخرى لها تعبر فيها شاعرتنا رغد، عن حبها لوطنها، وخوفها عليه، من المرتزقة والخونة والفاسدين والأشرار، وتطلب منه عدم اليأس او الاستسلام، مهما الم به من الأحزان، فهي عهدته دوما محفورا في قلبها، وموقعه في السماء بين النجوم، لنقرأ ونستمتع بما تعبر عنه شاعرتنا من حب لوطنها، وما تقوله في قصيدتها:
وطني…لا تستسلم، لمكايد الأشرار، فلا أحداً يستطيع تغييبك، من قلبي و وجداني، ومن خريطة الزمان والمكانِ، فاسمك محفور فيَّ حتى آخر الزمان، لكن..أخاف عليك من أسوار حديدية، أخاف عليك من سحابة سوداء صيفية، تحجب عنكَ الضياء، ما عهدتك إلا عالياً شامخاً، متصدر نجمات السماء.
هذه هب شاعرتنا الرائعة والراقية رغد آمين، وكيف تعبر لنا عن أحاسيسها بكل صدق وصراحة ووضوح، بأسلوبها الشيق والممتع، والسلس والحالم، والموسيقي، وبكلماتها العذبة والنقية والأخاذة، فتسحرك وتأسرك بإشجانها وأفراحها، ومشاعرها وبصورها التعبيرية الجميلة والخلاقة، والإبداعية، فألف إلف تحية، لشاعرتنا رغد أمين، متمنين لها المزيد من التقدم والتألق والنجاحات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى