قراءة في رواية ” تحيا الحياة ” للروائي العراقي فيصل عبد المحسن ..

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر / صفحة الفيس بوك
قراءة في رواية ” تحيا الحياة ” للروائي العراقي فيصل عبد المحسن ..
الجزء الأول : إن الحديث عن الحياة بفصولها و تفاصيلها يحتاج منّا الى مقالات و دراسات و حكايات، حتى نستطيع الوصف بعين شاهد و نختزل التجارب في روايات خارج ثنائية الأنا و الهو …لعلّها تحيا فينا الحياة ..بالرغم من التناقضات التي نعيشها و نُعايشها قسراً و طوعاً…
هكذا.. جاءت رواية ” تحيا الحياة ” للروائي العراقي فيصل عبد المحسن.. تجربة على قيد الخيبة حينا و الانتصار احياناً، تترجم ما عجز العديد منّا التعبير عنه ، و تصويره، و معايشته.. حكاية تقف على اعتاب الواقع بكل تناقضاته و ارهاصاته ، حيث يتباين الخير و الشر و يتوحّد الأمل بالإحباط … و يعجز الوفاء احيانا امام جبروت الخيانات.. و بين السخرية المريرة و الاسلوب المكتنز بالبلاغة و الدّقة في الوصف و التصوير الذي اعتمدهما الكاتب فيصل عبد المحسن .. كان هناك أبطال يجسدون واقعنا ، يحرّكهم وِفق احلامنا و طموحاتنا و يقّدهم على قيد الفقر و الضعف و تناسل الخيبات من وطنٍ يبيع ابناءه و يستقبل في فراش عزّه الخائنين و اللصوص و المتملقين…
” تحيا الحياة ” … رواية من وحي الواقع و الثورة و رحم التمرّد ..، ملحمة طويلة تتناول الوجع العربي بهذا المعنى في كل تحولاته، أبطالها -نحن و من حولنا – بصرخاتنا و احلامنا و نقاط ضعفنا حيث نعيش في حقلين متضادين بين الفضيلة و الخطيئة ،اذ استطاع الكاتب من خلال فصول روايته ان يجعل الحياة رهان جميل ، صاغه كما يشتهيه ليقول ان الحيوات لا تتشابه من وطن لآخر .. و تحت ضوء التجربة : اني مررت من هنا، حتى ينفض التراب عن ذاكرة الحب و الحرب التي خاضها ابطالها…و يُشرّع قانون الخير و الأمل و الحق في وطن عربي لكسر قدسية السلطة الوهمية التي تقودنا .
يذكر ان رواية ” تحيا الحياة “
هي السابعة للمؤلف بعد إصداره لخمس مجموعات قصصية.. والروائي الذي يقيم في المغرب منذ عشرين عاماً يكتب عن هموم العراقيين في منافيهم، وداخل وطنهم. والرواية تقع في 224 صفحة من القطع المتوسط. كتب ناشر الرواية عن ” تحيا الحياة “:
لدى الروائي فيصل عبد الحسن دائماً ما يقوله عن بنى كتاباته الروائية، ف” تحيا الحياة ” لا تشبه ” سنوات كازابلانكا ” روايته قبل الأخيرة ولا ” عراقيون أجناب ” التي سبقتها ولا ” فردوس مغلق” ولا ” أقصى الجنوب” ولا حتى ” سنام الصحراء” ربما هي لها صلة خفية أكثر مع قصص مجموعته ” أعمامي اللصوص”التي صدرت في القاهرة عام 2002 من جانب سخريتها المريرة من اللصوص والمنافقين وسارقي الفرص من غيرهم، ولها علاقة وطيدة أيضاً ببضعة قصص أخرى كتبها في مجموعته القصصية الأخيرة” بستان العاشقين ” التي صدرت في بغداد عام 2013 .