قسم المسرح مطالب بتنشيط وإثراء الحركة المسرحية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*محمود الحكيم

المصدر: الراية

 

يشعر الفنانون أحيانًا بأن هناك ما ينقصهم ويؤثر بالتالي على قدرتهم في تقديم الخدمات الفنية للجمهور، إلا أن هناك من يتهمهم في بعض الأوقات بالتقصير، وبين اتهاماتهم التي يلقونها على أكتاف البعض والاتهامات التي توجه إليهم نرى أنفسنا نقف في المنتصف، وعلى ذلك نحاول من خلال ذلك الباب تقريب وجهات النظر ومحاولة الخوض في بعض تفاصيل أبرز الإشكاليات التي تواجه الحراك الفني لمعرفة أصوله وتداعياته من خلال عرض كافة الآراء، وذلك عبر محاكمة افتراضية يتمّ خلالها توجيه اتهام أو أكثر إلى الضيف، ثم ننتقل إلى مرحلة أخرى يقوم خلالها الضيف بدور وكيل النيابة الذي يلقي هو بالاتهامات على من يراه مقصرًا، ثم يقوم في المرحلة الأخيرة بإلقاء عددٍ من الأحكام على هؤلاء المقصّرين، وفي باب اليوم سنستضيف المخرج علي التميمي كبير مخرجي تلفزيون قطر ليكون ضيف زاوية المحكمة الثقافيّة.

 

في البداية، نفى الفنان إبراهيم محمد رئيس مجلس إدارة فرقة الدوحة المسرحية الاتهام الموجه إليه قائلاً: اتهامي بأني ابتعدت عن التمثيل اتهام باطل ولا أساس له من الصحة، وأكّد أنه كممثل وجود على الساحة الفنية بشكل دائم ومستمرّ.. ولم أنقطع نهائيًا.. من يهوى ويعشق المسرح يرتبط به ولايبتعد عنه.. وعندما تكون الفرصة متاحة لأداء شخصية ما ويتمّ ترشيحه من طرف مخرج العمل لايتوانى عن المشاركة، وبالنسبة لي لم أنقطع ولم أبتعد عن التمثيل، ففي العام 2013 شاركت في مهرجان الدوحة المسرحي 2013 بمسرحية “مهرة” من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي، ومن إنتاج فرقة الدوحة المسرحية، وفي العام 2014، شاركت ضمن فريق عمل مسرحية “المرزام” أيضًا من تأليف وإخراج عبدالرحمن المناعي ومن إنتاج فرقة مسرح قطر الأهلي التي تتبع وزارة الثقافة والفنون والتراث وشاركنا بالمسرحية في مهرجان الشارقة الخليجي الأول في فبراير 2015، ومستمر بإذن الله في مجال التمثيل، وأيضًا شاركت في المسلسل التلفزيوني الإماراتي “حبة رمل” من تأليف الكاتب الإماراتي جمال سالم وإخراج المخرج السوري باسم خالد شعبو، والذي عرض في شهر رمضان الماضي مع مجموعة من الفنانين الإماراتيين الذين أعتزّ بتجربتي معهم، وكانت تجربة جديدة استفدت منها كثيرًا وأقدم لهم التحية على هذا المسلسل الجميل الذي لاقى استحسان المشاهد الخليجي، وحاز المركز الأول كأفضل مسلسل تلفزيوني في استفتاء لإحدى الصحف الإماراتية، لم أتوقف أو أبتعد خلال مسيرتي الفنية والتي تجاوزت الأربعين عامًا في هذا المجال، أحيانًا قد تأخذني الأمور الإدارية في الفرقة بحكم رئاستي مجلس الإدارة، وهذا لا يعني أني أبتعد عن العرض المسرحي الذي لا أشارك به، بل على العكس تجدني مرتبطًا بالعمل من البداية حتى آخر يوم للعرض، ويحدث أن لاتمثل بشخصية في العرض المسرحي، ولكن تمثل فيه إداريًا وتبذل الجهد لتسهيل وتذليل العقبات وإنجاح العرض المسرحي، ولذلك أنفي هذه التهمة عني ولا أساس لها من الصحة.

 

 

 

وفي المحور الثاني من الحوار، انتقلنا مع إبراهيم محمد ليؤدّي دور وكيل النائب العام ويتلو بعض الاتهامات ضدّ أي من يراه سببًا في تراجع الموسم المسرحي، حيث أكد أن الموسم المسرحي توقف تمامًا منذ فترة ليست بقصيرة ما أثار قلقًا كبيرًا وجدلًا لدى المهتمين والمتابعين للحركة المسرحية واتهمت الفرق المسرحية بالكسل وعدم بذل جهودها في تنشيط الموسم المسرحي، وهي قضية الساعة والتي من خلالها أصبح النشاط المسرحي شبه مفقود إلا من خلال مهرجان الدوحة المسرحي والمشاركات الخارجية، واتهم كل الجهات التي لها علاقة مباشرة بالحركة المسرحية وأحملهم مسؤولية عدم بذل الجهد للقضاء على هذه الظاهرة وعدم حرصها على حل المشكلة بدلًا من الدخول في مهاترات لا أول لها ولا آخر.

 

وفي دور القاضي قال إبراهيم محمد أحكم على الجهات التي لها علاقة مباشرة بالحراك المسرحي سواء الفرق المسرحية أو الجهة التي تشرف عليها متمثلة بقسم المسرح بإدارة الثقافة والفنون بترك التهاون ووضع حد للتقصير في حق الحركة المسرحية والعمل يدًا واحدة لحل القضية وبالعمل على توفير كل السبل التي من شأنها إثراء الحركة المسرحية وتفعيل النشاط الموسمي بالتكاتف والتعاضد وتوفير الدعم المعنوي والفكري واللوجيستي، وحلّ المشكلات العالقة والتي بسببها توقف النشاط المسرحي وتتحرك في اتجاه واحد لرسم خطة مسرحية موسمية ليكون الفعل الأهم هو النشاط المسرحي بدلاً من إلقاء اللوم على جهة معينة بعينها، والجلوس على طاولة واحدة لطرح كل القضايا والمسببات التي تعيق الحركة المسرحية بكل همومها ومساراتها، وإيجاد البديل لتنشيط الموسم المسرحي بعروض تليق بسمعة الحركة المسرحية القطرية ليدبّ النشاط في موسمنا المسرحي الذي نتمناه كما عهدناه في فترة سابقة من الزمن الجميل حين كان الهم الأكبر هو العمل المسرحي دون النظر لأي شيء آخر وكان الجميع يتسابق بروح واحدة وبحب كبير وبعشق لهذا الفن الجميل لاستمراره والتواصل بين الخشبة والمتلقي من جمهور المسرح والابتعاد عن الشوشرة وإلقاء التهم بين الأطراف التي تعمل في مجال المسرح والاعتراف بأن الكل يعمل لهدف واحد وهو الحركة المسرحية القطرية وإعادتها لسابق عهدها عندما كانت الأطراف الخارجية التي تعمل في نفس المجال تضع العرض المسرحي القطري أمامها وتعمل ألف حساب لحركتنا المسرحية، ويتم تنفيذ الحكم مباشرة ودون أي تأخير.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى