قصص على الحرير ترويها مبدعات يكافحن المرض

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

  أشرف مصطفى 

 

يستعدّ ملتقى الجسرة للفتيات لإطلاق مبادرة مجتمعيّة جديدة بعنوان “حرير وألوان”، للفنانة البولندية رورجينا ذاكرذيوسكا، وتستهدف تلك المباردة الفتيات اللاتي لا يستطعن الاستفادة من الفعاليات الفنيّة والثقافية التي تقدّمها المراكز الشبابية بسبب مكوثهن في المستشفيات لفترات طويلة خاصة من يعانين منهن من أمراض مزمنة كالسرطان، وبالتالي فإن الحاجة ماسّة لطرق أبوابهن لإتاحة الفرصة لهن للاستفادة من تلك الأنشطة، كما أنهن بحاجة للمساندة والدعم لتخفيف مما يعانين من أمراض لهزيمة المرض بالعمل والأمل.

 

ومن جهتها أوضحت ناهد النعيمي مديرة ملتقى الجسرة للفتيات أن هناك حاجة لأن تقوم المراكز الشبابية والملتقيات على تنمية شعور الفتيات بمسؤوليتهن الاجتماعية تجاه تلك الفئة من الناس، الأمر الذي يعزّز من أهمية هذه المبادرة خاصة أنها تبدأ بتدريب عدد من الفتيات القطريات ممن سيشاركن في أعمال الورش، وبالتالي جاءت هذه المبادرة التي تتلخص بطرق أبواب هذه الفئة في المستشفيات وتدريبهن على بعض المهارات الفنية لتروي كل واحدة منهن قصتها على قماش من حرير يبعث برسالة أمل وإصرار على هزيمة المرض.

 

أهداف المبادرة

 

وتؤكد النعيمي أن من أهم أهداف المبادرة رفع مستوى وعي الفتيات بأهمية إطلاعهن على أعمال المسؤولية الاجتماعية، وتدريب عدد من المتطوّعات من الفتيات من الفئة العمرية المستهدفة على فن جديد غير شائع في قطر وهو فن الرسم على الحرير وتحسين الحالة النفسية للمرضى خاصة أصحاب الأمراض المستعصية كالسرطان، فضلاً عن رفع نسبة وعي المجتمع عن الأمراض المزمنة والتوعية من مخاطرها، وأضافت: تلك الفئة كشريحة منتجة تحب الحياة، وليست معطلة بسبب المرض، ومن جهة أخرى يزيد من وعي المشاركات من خلال توجيه جهودهن إلى الأعمال ذات المسؤولية المجتمعية.

 

وكشفت ناهد النعيمي أن الحملة تتكوّن من عدّة مراحل تبدأ بالتحضير والإعداد، مرورًا بالورش الفنية في المستشفيات، وتنتهى بمعارض فنيّة للأعمال التي ستنتج عن ورش العمل التأهيلية، والتي تستمر خمسة أشهر بداية من أغسطس وحتى نهاية ديسمبر المقبل، وأضافت النعيمي: دفعنا إحساسنا العميق بمن يعاني العزلة عن المجتمع إضافة إلى مكابدة الألم، بسبب الأمراض المزمنة، إلى ضرورة مدّ يد العون إلى هؤلاء لتحويلهن من فئة قد تكون معطلة إلى فئة منتجة من خلال الفن والإبداع، وذلك أيضًا بإدخال فتيات الملتقى إلى عملية الاندماج والتي ستعود بالفائدة عليهن، أو ممن تقدّم لهن الحملة يدها داخل المستشفيات، أولها كسر العزلة، وآخرها رفع المعنويات لمن يعاني المرض والألم.

 

فرق تطوعية

 

وتابعت النعيمي: إن المرحلة الأولى تعتبر مرحلة الإعداد وستبدأ بتشكيل فريق عمل من الفتيات المتطوعات لتدريبهن على بعض الأعمال الفنية ليشاركن لاحقًا في بعض أعمال الحملة، بالإضافة إلى تحديد عدد من المستشفيات والاتفاق معها لاتخاذ تسهيلات لوجيستية، وتحضير بروشورات توعوية، ومنشورات إعلامية عن الحملة، وتجهيز مواد ورش العمل والانتهاء من كافة التجهيزات قبل بدء الورش، أما المرحلة الثانية فستكون عبارة عن ورش عمل داخل المستفيات، حيث يتم عقد ورش فنيّة بواقع ثلاث ورش أسبوعية للمرضى داخل المستشفيات وذلك على مدار ثلاثة أشهر، وفي المرحلة الثالثة سيتم عرض الأعمال، حيث سيتم تنظيم معرض للمرضى الكبار وستعرض كل مبدعة منهن قصتها والعمل الفني الذي أنجزته على شكل شال من الحرير مرسوم بأيديهن، ليساعد بذلك المعرض في رفع وعي المجتمع حول هذه الفئة، كما سيقام معرض ثانٍ للأطفال يهدف لأن يرسم كل طفل وسادته التي يضعها تحت رأسه وذلك تحت إشراف فتيات قطريات من الفئة العمرية المستهدفة.

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى