قضية محمد ملص تنتهي بتحية وبيان

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-

لم تتفاعل مسألة عدم منح المخرج السينمائي السوري محمد ملص (رئيس لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية) تأشيرة دخول مصرية كثيراً خلال أيام الدورة الـ17 (3 ـ 8 حزيران 2014) لـ”مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والقصيرة”. في حفل الافتتاح، وجّه السينمائي المصري الشاب أمير رمسيس، في تقديمه فيلمه الوثائقي “عن يهود مصر: نهاية رحلة”، تحية إلى ملص. التكريم المخصّص بملص مساء اليوم التالي للافتتاح، المتمثّل بعرض فيلمين له هما “المنام” (1987) و”فوق الرمل.. تحت الشمس” (1998)، حافظ على الجانب السينمائي أكثر من أي شيء آخر. أعضاء لجنة التحكيم، التي كان يُفترض بملص أن يترّأسها، أكملوا المهمة المنوطة بهم لاختيار أفلام من دون غيرها لمنحها جوائز متفرّقة. أحد هؤلاء قال إن عبئاً مضاعفاً أرخى ظلاله على أعضاء اللجنة بسبب هذه المسألة: “لكن، كان علينا أن نشاهد أفلام المسابقة الرسمية، وأن نختار منها ما هو الأنسب للجوائز بحسب نقاشاتنا”.

مرّت الأيام الخمسة بهدوء يُشبه هدوء المدينة. في اليوم الأخير (أمس الأحد)، طلب سينمائيون مصريون من ضيوف المهرجان التوقيع على “بيان إدانة” موجّه إلى السلطات المصرية لـ”منعها” ملص من الدخول إلى مصر، علماً بأنه كان موجوداً في القاهرة قبل نحو 10 أيام على بداية مهرجان الإسماعيلية. البيان، الذي وقّع عليه مخرجون ونقاد وعاملون في حقول سينمائية متفرّقة، بدا عادياً ومتواضعاً. أُريد منه أن يكون تعبيراً عن موقف، يُشبه إلى حدّ كبير ما يحصل عادة في ظرف كهذا: بيان إدانة يتضمّن موقفاً ويقول تفاصيل، وتواقيع من يرى في التوقيع نفسه تعبيراً عن موقف عام يتناول مسائل مرتبطة بالحريات العامة، أو بآليات المنع والقمع التي يواجهها كثيرون يومياً.

“يُدين السينمائيون المُشاركون بـ”مهرجان الإسماعيلية الدولي للأفلام التسجيلية والروائية القصيرة” قرار السلطات المصرية بمنع المخرج الكبير محمد ملص من الدخول إلى مصر لأسباب غير معلنة، على الرغم من اختياره رئيساً للجنة تحكيم الأفلام التسجيلية بالمهرجان الذي تُقيمه وزارة الثقافة المصرية. ويؤكّد السينمائيون رفضهم عودة أساليب المنع وتقييد الحريات العامة، تحت أي دعوى أو مبرّرات”. نصّ مبسّط ومتواضع، يحمل في طياته موقفاً تقليدياً من مسائل رأى مصريون عديدون أن “ثورة 25 يناير” قامت لمواجهتها (من بين أمور أخرى طبعاً). نصّ يرى البعض أنه ضروري ومطلوب، ويقول البعض الآخر أنه لن يمارس أي تأثير، ما دامت السلطات الرسمية لا تكترث ببيانات كهذه، “بل تكاد تحبّذ إصدارها والتوقيع عليها وتوزيعها، للادّعاء أنها حريصة على الديموقراطية والحريات”، كما علّق أحدهم ساخراً. بينما تساءل مشاركون في المهرجان عن سبب إصدار البيان يوم أمس الأحد: هل لأنه اليوم الأخير للدورة الـ17، أم لأنه يتزامن وحفل “تنصيب” المُشير عبد الفتاح السيسي رئيساً لـ”جمهورية مصر العربية” لـ4 أعوام مقبلة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى