قطر تؤمن بأهمية التعليم لمواجهة التحديات

الجسرة الثقافية الالكترونية
أكد سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث قناعة دولة قطر الراسخة بأهمية التعليم بوصفه قوة كامنة تسمح برفع التحديات التي يواجهها العالم، مشددًا على أن هذه القناعة لا تقتصر على العمل داخل الدولة فقط ولكن خارجها أيضًا.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها سعادة وزير الثقافة بدعوة من مؤسسة “التعليم فوق الجميع” بمقر منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة اليونسكو بمناسبة افتتاح معرض فني للصور لبرنامج (علم طفلاً) وتدشين كتاب مصوّر جديد بعنوان “التحديات والواقع” للمصور ماهر عطار، بحضور شخصيات بارزة من كافة أنحاء العالم المعنية بتطوير التعليم ومندوبي كافة الدول الأعضاء في اليونسكو.
وأوضح سعادته اهتمام دولة قطر وقناعتها الراسخة بالتعليم من خلال برنامج “علّم طفلا” التابع لمؤسسة “التعليم فوق الجميع” الذي أسسته صاحبة السموّ الشيخة موزا بنت ناصر سنة 2012م، مشيرًا إلى أن “علّم طفلاً” ما هو إلا نموذج واضح لهذه القناعة.
اتفاقيات شراكة
ولفت سعادة الدكتور الكواري، أن برنامج “علم طفلا” شمل توقيع اتفاقيات شراكة للوصول إلى 6 ملايين طفل منقطعين عن الدراسة، كما ينشط البرنامج في 38 دولة وهو يسير باتجاه استكمال التزامه بتوفير البرامج التعليمية لأكثر من 10 ملايين مع نهاية السنة الدراسية 2015 / 2016، وبفضل هذه المبادرات، يتلقى الأطفال في أكثر بقاع الأرض عزلة وهشاشة تعليمًا ذا جودة.
وتناول سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث في كلمته النتائج الإيجابية التي حققها “علم طفلا”، منوهًا بأن جهود صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر بدأت تؤتي أكلها حيث حققت هذه المبادرة خلال السنوات الثلاث الماضية الفائدة للتلاميذ أكثر ممّا يحلم به أيّ كان.
وتطرّق سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث خلال كلمته أمام اليونسكو إلى أهمية كتاب “التحديات والواقع” مؤكدًا أنّ التقرير المصوّر المثير في هذا الكتاب الجديد يحفّر بعمق داخل عدة حواجز يواجهها الأطفال حول العالم للحصول على التعليم الابتدائي.
التحديات والواقع
وأوضح أن الكتاب يُبرز بقوة ثنائية العواطف التي تنتابنا بخصوص التنمية الشاملة، ويقتنص بين طيّاته تلك الحماسة لأوجه التقدّم في مجال تقليص الفقر، وذلك الواقع الذي يشير إلى المسافة التي ما زالت تفصلنا عن تحقيق التنمية، حيث اقتنصت عدسة المصور رحلة برنامج “علّم طفلا” منذ انطلاقته، لتكون شاهد عيان على العمل المتبقّي لضمان توفير التعليم الابتدائي للجميع، لافتًا إلى أن هذا الكتاب يأتي في لحظة فريدة على إثر اعتماد المجموعة الدولية حديثا أهداف التنمية المستدامة والتزامها بألاّ يبقى أي شخص متروكًا لشأنه ضمن مسيرتها لاستئصال الفقر.
وأشاد سعادته بدور اليونسكو واهتمامها بمنظومة التعليم حول العالم وأنها المكان الطبيعي لتدشين هذا الكتاب، مشيرًا إلى أن اليونسكو قد كلّفت منذ أكثر من عقد المصوّر سيباستيو سلغادو والكاتب والشاعر كريستوفان بواركي بتأمين عرض مجموعة من الصور لأطفال من البلدان النامية يواجهون معوّقات تحول دون حصولهم على التعليم، وقد نتج عن عملهما كتاب عنوانه “مهد عدم المساواة” يُمثّل رحلة حقيقية في الزمن ويروي قصة ما كان يحصل عندما كانت “الأهداف التنموية للألفية” في بدايات تنفيذها “التعليم والازدهار”.
وقال سعادته: “لقد حصل تقدّم مذهل منذ نشر كتاب “مهد عدم المساواة”، حيث انخفضت أعداد الأطفال المنقطعين عن الدراسة من 100 مليون آنذاك إلى النصف تقريبًا اليوم. لكن خلال تلك المسيرة تلاشى الزخم وفترت القوة الدافعة وظلّ الأطفال الذين يصعب الوصول إليهم متروكين لحالهم. ويُمثل هؤلاء الأطفال المنقطعون عن الدراسة الذين يبلغ تعدادهم 58 مليونًا الجزء غير المكتمل من المرحلة الثانية في الأهداف التنموية للألفية، ورغم كل العوائق على غرار الحرب وبعد المسافة والتمييز، هناك تعليم”.
وأشار سعادة الدكتور الكواري إلى أنه “ما بين الحُفر وعبر الغبار وفوق الصخور هناك أعداد متزايدة من الأطفال يحصلون اليوم على التعليم، وأكثر من أي وقت مضى، مؤكدًا أنّ التعليم قاعدة ضرورية لبناء السلم والازدهار المستدامين”.
ودعا وزير الثقافة في ختام كلمته إلى ضرورة التحفيز ومواصلة العمل ليكون لكل طفل وطفلة القدرة على الانتفاع بحقه وحقها في التعليم للتمتع بحياة أفضل حيث يُساعد الكتاب في إعادة توجيه ضميرنا الجماعي نحو أهمية هذه القضية.
جدير بالذكر أن كتاب “التحديات والواقع ” جاء في مقدّمته كلمة لصاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر رئيس مؤسسة “التعليم فوق الجميع” بالاشتراك مع المديرة العامة لمنظمة اليونسكو ايرينا بوكوفاند. كما كتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون توطئة للكتاب ركزت على أهمية التعليم.
المصدر: الراية