قطر تحمي تراثها الثقافي وموروثها الاجتماعي

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

أكد سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث أن دولة قطر تعمل على حماية تراثها الثقافي، وتحافظ على الموروث الاجتماعي كجزء أساسي من مكونات التنمية.

 

وأوضح سعادته في تصريحات صحفية على هامش الأمسية الرمضانية التي أقامتها إدارة التراث بوزارة الثقافة الليلة الماضية حول العادات القطرية في رمضان قديما،أن الوزارة تحرص على إحياء القيم الثقافية والتراثية والاجتماعية للمجتمع،خاصة تلك التي ترتبط بشهر رمضان الفضيل الذي يحظى بطبيعة خاصة في قطر وغيرها من البلدان العربية والإسلامية، مشيرا إلى أن هذا الشهر يرتبط بتقاليد نحرص أن نحافظ عليها، وعندما يتم استضافة أحد خبراء التراث ليتحدث عن العادات والتقاليد في المجتمع قديما فهذا يؤكد على أهمية دورنا في إحياء هذا التراث بشقيه الثقافي والاجتماعي.

 

وأضاف أن شهر رمضان له سماته الخاصة فكل مسلم ينتظر هذا الشهر ليس فقط باعتباره شهر العبادة وقراءة القرآن ولكنه أيضا شهر اجتماعي مميز يلتقي فيه الفرد بأقربائه وأصدقائه وجيرانه ويظهر فيه الترابط واللحمة بين أبناء المجتمع، وهو شهر كان يتميز قديما بوجود عادات خاصة سواء في الطعام أو حتى قضاء الوقت في وقت لم تكن فيه التكنولوجيا الحديثة،فكان فرصة لتعزيز الأواصر الاجتماعية، مؤكدا أن رؤية قطر الوطنية تنظر بثبات إلى تطور مجتمعنا مع المحافظة على هويتا وتقاليدنا في نفس الوقت، وهو ما نحرص عليه الآن سواء في معرض الصور أو المحاضرة الخاصة التي يلقيها الباحث خليفة السيد المختص بالتراث ليظهر أهم ما يحتويه هذا الشهر الفضيل من عادات وقيم توارثناها جيلا بعد جيل رغم ما اعترى المجتمع من تغيرات.

 

وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية “قنا” حول تأثير غياب القرية التراثية حاليا على نشاط إدارة التراث بوزارة الثقافة وهل توجد بدائل أخرى حتى يتم بناء قرية خاصة.. قال سعادة وزير الثقافة والفنون والتراث :”نحرص على تنفيذ الأنشطة التراثية وإحياء العادات والتقاليد القطرية دائما وكان يتم ذلك في القرية التراثية ونتيجة تطوير الكورنيش وتطوير المنطقة بشكل عام فتوقفت الأنشطة في القرية، وهناك تواصل مع وزارة البلدية لتوفير مكان آخر لإقامة الأنشطة الخاصة بإدارة التراث،ونحن في صدد الاتفاق على تخصيص حديقة دحل الحمام في مدينة خليفة الشمالية لاحتضان الفعاليات التراثية،وهذه الحديقة تعد من أهم الأماكن العائلية في الدوحة ويتوفر بها مساحة كبيرة ومسرح لإقامة الأنشطة الخاصة وسوف تشهد قريبا بمشيئة الله أنشطة إدارة التراث، وكثيرا من الأنشطة الخاصة بوزارة الثقافة والفنون والتراث.

 

 

 

وقام سعادته قبيل انطلاق الأمسية بافتتاح معرض للصور الفوتوغرافية التي توضح جوانب مختلفة من إحياء أهل قطر لشهر رمضان المبارك في الماضي في المساجد والفرجان كما أنه يوثق للعادات القطرية في رمضان قديما.

 

من جهته أكد عبدالرزاق الكواري مدير مكتب وزير الثقافة والفنون والتراث، اهتمام وزارة الثقافة بالتراث باعتباره العمود الفقري للهوية الوطنية، لافتا إلى أن الحفاظ على التراث لا يقتصر على ضمان استمراريته من جيل إلى جيل فحسب، بل يتعدى ذلك إلى مواجهة تحديات العولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي أصبح التعامل معها ضرورة لتعزيز مكانة الثقافة المحلية والعربية بما يحقق التناغم المطلوب بين الثقافات المختلفة.

 

وأضاف أن القيادة الحكيمة لدولة قطر تؤكد على أهمية التراث وارتباطه بالهوية الوطنية فلا يمكن للتنمية أن تكتمل دون الوجه الآخر لها وهو الهوية، ومن هنا فقد احتل التراث موقعا هاما في رؤية قطر 2030م كقيمة إنسانية تتخطى الحدود الجغرافية وتشمل الثقافات المتنوعة.

 

وعقب ذلك قدم،خليفة السيد الباحث في التراث الشعبي القطري محاضرة تناول فيها أهم العادات التي ارتبطت بهذا الشهر الفضيل عند أهل قطر قديما، مشيرا إلى أن الاستعداد له كان يتم قبله بشهر تقريبا حيث تستعد النساء بطحن الحبوب بأنواعها المختلفة من حب الهريس وحب الطحين وحب النرمة ويستخدم للنشا وبعض المعجنات، مشيرا إلى متابعة الرجال للتموين الخاص بالأسرة وحرصهم على توفيره مبكرا من تمور وحبوب وعيش “أرز” وغير ذلك،لافتا إلى اهتمام جميع أهل الفريج بنظافة الفريج ونظافة المساجد وكان يتم توزيع الأدوار في مهام متكاملة بروح واحدة.

 

وأضاف خليفة السيد أن الفريج كان عادة يكون به أربعة أو خمسة مجالس، منها 2 للمناسبات الكبرى والباقي عند الأغنياء الذين يتولون الاهتمام بقضايا الفريج، لافتا إلى أن هذه المجالس كانت عامرة بالأحاديث والألعاب والأفكار فكانت هي مكان التسلية الوحيد عقب صلاة التراويح، لافتا إلى أن المجالس كان يتحول أغلبها إلى مجالس قرآنية خاصة في العشر الأواخر من رمضان.

 

المصدر: الراية


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى