قطر تدعم التراث العالمي بـ 10 ملايين دولار

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
تحت رعاية وحضور سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، وزير الثقافة والفنون والتراث، احتفلت الوزارة ممثلة في إدارة التراث باليوم العالمي للتراث، تم خلاله تكريم رموز العمل الإعلامي، ممن ساهموا في نقل التراث، وصونه.
وفي كلمته للحضور، وصف سعادة الوزير احتفال قطر بهذا اليوم بأنه “مناسبة تلقي الضوء على أهمية التراث كقيمة إنسانية تتخطى الحدود الجغرافية وتشمل الثقافات المتنوعة” . لافتا إلى أن رؤية قطر الوطنية أولت اهتماما ملحوظا بالتراث وأهمية المحافظة عليه، باعتباره يمثل العمود الفقري للهوية الوطنية، “فالحفاظ على التراث لايقتصر فقط على ضمان استمراريته من جيل إلى جيل، بل يتعدى ذلك إلى مواجهة تحديات العولمة والانفتاح على الثقافات الأخرى التي أصبح التعامل معها ضرورة لتعزيز مكانة الثقافة المحلية والعربية” .
وقال سعادته إن قطر تمر بمرحلة تنمية وبناء وإعمار، “ومن البداية أدركت قيادتنا الحكيمة أهمية التراث وارتباطه بالهوية الوطنية، حيث يؤكد حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى في كل مناسبة ضرورة الحفاظ على الهوية، فلا يمكن للتنمية أن تكتمل من دون الوجه الآخر لها، وهو الهوية” .
وتابع: إن الاهتمام بالتراث ليس قاصرا على ما تقوم به الدولة من جهود، “إذ إن القطاع الخاص والأفراد لهم دور مشهود في هذا المجال من خلال إنشاء المتاحف الخاصة وصالات العرض الخاصة، والقيام بكثير من الأنشطة والفعاليات التي تعكس أهمية التراث والمحافظة عليه” .
وعرج سعادته على ما حققته قطر في مجال المحافظة على التراث، على نحو ما تمكنت به “متاحف قطر” من تسجيل الزبارة كموقع عالمي من مواقع التراث، والحال أيضا بالنسبة للصقارة (الصيد بالصقور)، علاوة على سعي وزارة الثقافة والفنون والتراث لجعل القهوة العربية على قائمة التراث العالمي، وتسجيل المجالس ضمن القائمة ذاتها، كونها ظاهرة عريقة في المجتمع.
ولفت د.الكواري إلى استضافة قطر للجنة الدولية للتراث العالمي خلال يونيو الماضي برئاسة سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني، رئيس مجلس أمناء متاحف قطر، وتقديم قطر دعما ماليا بمبلغ 10 ملايين دولار لصندوق الطوارئ للتراث العالمي ما يعد تعبيرا صادقا ولدلالة قوية على مدى اهتمام دولة قطر بالتراث.
تدمير التراث
وأشار سعادته إلى الدور الذي بذله المكرمون من رموز العمل الإعلامي في مجالات الإذاعة والتلفزيون والصحافة المحلية، “ولذلك يأتي تكريمهم تقديرا لجهودهم وعطائهم ووفاء لدورهم في نشر وترسيخ الثقافة الشعبية وزيادة الوعي بها وحرصهم على متابعة الأحداث والفعاليات المرتبطة بالتراث الشعبي.
ونوه د.الكواري بما يتعرض له التراث العالمي من كوارث، “وبالذات في منطقتنا العربية، وهو ما يعد مأساة بكل المقاييس بسبب تلك الحروب الكارثية التي تتعرض لها وما يحدثه ذلك من أضرار جمة للبشر والبنية التحتية وللتراث نفسه” .
وقال سعادته إن الإبادة التي تتعرض لها مدن وقرى عربية بما تحتويه من كنوز للتراث الإنساني من مشعلي هذه الحروب، يفرض على الإنسانية مسؤولية كبيرة لا تتحملها للأسف كما ينبغي حتى الآن، “فهناك تراخ ٍ، بل لامبالاة في المحافظة على الإنسان، وأيضا التراث وحان الوقت لإنقاذ التراث الذي يمثل جزءا هاما من تاريخ البشرية” .
موروث حضاري
وبدورها، قالت الدكتورة حمدة السليطي، الأمين العام للجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم، إن دول الخليج العربية تفتخر بانتمائها لهذه المنطقة الحيوية من العالم، “فالخليج العربي يمتلك موروثا ثقافيا وحضاريا كبيرا يتميز بإنسانيته وروحانيته، وهى ميزات تقوم على أساس راسخ من التعليم الدينية والقيم الإنسانية والثقافية والتقاليد والأعراف المتعاقبة عبر الأجيال” .
ومن جانبها، تناولت السيدة آنا بولينا، مدير مكتب “اليونسكو” لدول الخليج واليمن ومقرها بالدوحة، دور المنظمة الأممية في صون التراث بمختلف عناصره، علاوة على حرصها الدائم على حمايته، وخاصة في الأماكن الخطرة، كما هو في سوريا واليمن ، علاوة على تعرضها لدور المنظمة في تقديم حالات الغوث الإنساني للدول التي تتعرض إلى كوارث، على نحو ما شهدته نيبال أخيرا.
وقد كرمت إدارة التراث خلال الاحتفال عددا من الوجوه البارزة التي كانت لها جهود بارزة في خدمة التراث بدولة قطر، من بينهم الإعلامي، حسن المهندي، والكاتب والباحث والمؤرخ خليفة المالكي الملقب بـ “خليفة السيد” ، كما كرمت إدار التراث، المرحوم فوزي تركي الخميس، والباحث في التراث الشعبي، محمد أحمد المسلماني، ومحمد سلطان محمد الكواري، وسعادة السفير، محمد علي محمد حسن المالكي، والمرحوم، ناصر بن محمد بن مهدي الدوسري.