قطر تدعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي بـ 10 ملايين دولار

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية القطرية-
افتتح معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي في مركز قطر الوطني للمؤتمرات مساء أمس.
حضر حفل الافتتاح عدد من أصحاب السعادة الوزراء وعدد من أصحاب السعادة أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين لدى الدولة وضيوف البلاد.
في بداية الحفل تليت آيات من الذكر الحكيم .. ثم ألقى معالي رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية كلمة أكد فيها على اهتمام دولة قطر بالتراث، وذلك من منطلق القناعة بأن تراث الأمم ركيزة أساسية من ركائز هويتها الثقافية وعنوان اعتزازها بذاتها الحضارية في تاريخها وحاضرها .. مشددا في هذا الخصوص على أن الإرث الحضاري الذي آل إلينا من آبائنا أمانة في أعناقنا، ويتوجب علينا تقديمه لأبنائنا للتعرف على جوانب من مسيرة الأجداد وكفاحهم الطويل وصولا للحاضر وإلى ما نحن فيه من تقدم ورفاهية في ظل الرعاية الكريمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى “حفظه الله”.
وأضاف معاليه في كلمته “إن الجهود التي تبذلها دولة قطر في مجال حماية مواقع التراث كان من أهم نتائجها ما أقرته اللجنة الموقرة في دورتها السابعة والثلاثين بإدراج موقع الزبارة الأثري على قائمة التراث العالمي” .. معربا عن تقديره للجهود التي قام بها الخبراء الشباب للجنة التراث العالمي في اختتام أعمالهم بعدما أمضوا جزءا من اجتماعاتهم في هذا الموقع الأثري الذي يروي حكاية عمارة هذه الأرض وتشييد حضارتها.
صندوق للطوارئ
وأعلن معاليه عن قرار دولة قطر دعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي بقيمة عشرة ملايين دولار لتكون أول مانحة لهذا الصندوق الجديد والذي ستقوم منظمة اليونسكو بإنشائه بهدف إعداد الخطط الاستباقية الخاصة بحماية التراث العالمي لكي تتمكن الجهات المختصة بالتدخل السريع في مواقع التراث المهددة بالخطر بسبب الكوارث الطبيعية أو النزاعات المسلحة.
وأعرب معالي الشيخ عبدالله بن ناصر بن خليفة آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية في ختام كلمته عن شكره للمشاركين في الدورة من الدول الأعضاء في لجنة التراث وممثلي الدول الأعضاء في اتفاقية التراث العالمي وممثلي منظمة اليونسكو والجهات الاستشارية للجنة التراث العالمي وللجهد الكبير الذي يبذلونه .. متمنيا لهم التوفيق في إنجاز أعمال هذه الدورة والوصول إلى نتائج مهمة تخدم التراث العالمي، وتجدر الإشارة إلى أن دولة قطر تستضيف خلال الفترة من 16 حتى 25 من يونيو الحالي، فعاليات الدورة الـ38 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو
الحفاظ على التراث.
من جانبها، رحبت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني رئيسة الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي رئيسة مجلس أمناء متاحف قطر عن شكرها وتقديرها للدول الأعضاء بلجنة التراث العالمي على اختيارها رئيسة للجنة، مؤكدة أن ذلك شهادة حية على الثقة التي تضعها هذه الدول في دولة قطر التي لطالما بذلت كافة الجهود من أجل النهوض بالتراث الثقافي العالمي، وأضافت سعادتها خلال الكلمة التي ألقتها في الجلسة الافتتاحية للدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي أقيمت مساء أمس بمركز قطر للمؤتمرات، أن إدراج موقع الزبارة القطري ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمية خلال الجلسة السابعة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي أقيمت في العاصمة الكمبودية في يونيو 2013 ، دليل على هذه الجهود التي تبذلها دولة قطر في هذا المجال.
ونوهت بأن الدوحة تولي اهتماما كبيرا بمختلف المجالات التراثية والثقافية، وتؤمن إيمانا راسخا بأهمية الثقافة في تحدي المشكلات والتقريب بين مختلف الشعوب، لافتة في هذا الصدد إلى مقولة الأمير ويلز الذي قال “التنوع قوة وليس ضعفا”.
وحذرت سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني من أن التراث العالمي بات في الوقت الراهن على المحك، داعية إلى تكاتف الجهود من أجل الحفاظ على التراث العالمي وتقديم الدعم المالي لصونه.
وأضافت: “عبر انتخابي رئيسا للدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي كلفتموني بمهمة صعبة ولكن نحن كأعضاء في هذه اللجنة يجب أن نعمل سويا من أجل تنفيذ كافة بنود اتفاقية التراث العالمي”.. مشددة على أن دولة قطر تولي اهتماما خاصا بحماية التراث العالمي من الخطر وتنفيذ الاتفاقية، ومن هذا المنطلق جاء القرار بدعم صندوق الطوارئ للتراث العالمي بقيمة 10 ملايين دولار.
ودعت سعادتها في ختام كلمتها كافة الدول الأعضاء بلجنة التراث العالمي إلى أن تحذو حذو دولة قطر وتقدم كافة الجهود المادية والمعنوية من أجل صون التراث العالمي، مؤكدة على ضرورة اتباع مبدأ الشفافية والمصداقية وتوافق الآراء، مختتمة “أنظار العالم موجهة إلينا والمسؤولية مسؤوليتنا”.
تنمية ثقافات الشعوب
بدوره قال السيد هاو بينغ، رئيس المؤتمر العام لليونسكو، إنه من دواعي سروري أن أنتهز الفرصة لأتقدم بشكري لدولة قطر، لاستضافتها الدورة الثامنة والثلاثين للجنة التراث العالمي التي تسعى للحفاظ على هذا التراث، وشدد هاو بينغ على أهمية التعليم، وخصوصا الأطفال من أجل غرس قيم الحفاظ على التراث في نفوسهم في وقت مبكر، فضلا عن تشديده على أهمية الشباب من أجل نقل التراث إلى الأجيال القادمة في حلقة وصل متسلسلة وممتدة.
ودعا رئيس المؤتمر العام لليونسكو، الدول إلى أن تقوم بواجبها بالحفاظ على التراث، وذلك بإدراجه في المقررات الدراسية في مراحل متعددة، وفي هذا السياق، شدد المتحدث على وجوب أن تدخل الثقافة في أهداف الألفية بعد عام 2015، والعمل على إقرار أن الثقافة تعد رافعة في تنمية الشعوب والتأكيد على دورها في الحضارة الإنسانية جمعاء، وأوضح المتحدث أن التشعب الثقافي ينبغي أن يعبر عن التعدد وقال: إن الحكومات مدعوة من أجل إدخال الثقافة كعنصر أساسي في كافة مستوياتها، وذلك من شأنه أن يحذو بالجميع لجعلها محفزا محوريا لكافة الأعمال.
التنمية المستدامة
ومن جانبه توجه الدكتور محمد سامح عمر رئيس مجلس إدارة المجلس التنفيذي لليونسكو بالشكر لدولة قطر على استضافتها لأعمال الدورة الثامنة والثلاثين، وأكد أن لجنة التراث العالمي تمثل ضمير العالم في مجال صون التراث العالمي خاصة أن إدراج المواقع التراثية على قائمة التراث العالمي يسلط الضوء على الجمال المتنوع الموجود في العالم، مشيرا إلى أن عمل اللجنة يقوم على الحياد والموضوعية ويتمتع باحترام العالم لأن كل إقليم له خصوصيته الثقافية والتراثية وله أهميته الخاصة.
وأضاف أن قائمة التراث العالمي هي مصدر ثراء وفخر للشعوب وثقافات العالم، فتنوع التراث الثقافي والطبيعي هو مصدر للثراء الثقافي عالميا مؤكدا أن العمل في اللجنة قائم على التوزيع الجغرافي لدول العالم والتنوع الثقافي بما يعزز اتفاقية صون التراث العالمي لعام 1972م ، مؤكدا أن نجاح اليونسكو يتمثل في الاعتراف الدولي بهذه الاتفاقية والتصديق عليها.
وأوضح في كلمته أهمية الثقافة كمحرك للتنمية المستدامة وبناء القدرات من خلال الترويج العادل للسياحة في مختلف الأنحاء وتحقيق قيم التنمية الاجتماعية للثقافة في دول العالم، مؤكدا أن المشاريع الثقافية يمكن أن تساهم في العملية الإنمائية وهو ما تم التوافق حوله في الأمم المتحدة.
وأشار رئيس مجلس إدارة المجلس التنفيذي لليونسكو إلى أن مسؤولية لجنة التراث العالمي في دورتها الثامنة والثلاثين تضطلع بدراسة مستقبل اتفاقية صون التراث العالمي ومناقشة التحديات التي يمكن أن تظهر في المستقبل، داعيا المجتمعين إلى إعلاء قيم التراث العالمي المتنوع والغني عند إدراج مواقع جديدة.
من جهته أشاد السيد فرانشيسكو بندارين المدير العام المكلف بالثقافة في اليونسكو بدور سعادة الشيخة المياسة بنت حمد آل ثاني في الحفاظ على التراث والنهوض به، والتزامها تجاه التراث والثقافة وهو الدور الذي استحق احترام الجميع في اليونسكو.
لافتا إلى أن قطر تلعب دورا مهما في حماية التراث بدليل إدراج موقع الزبارة الأثري ضمن قائمة التراث العالمي الإنساني، وقال إن قطر تضع التراث والثقافة ضمن أولوياتها وأوضح أن حماية الثقافة هي حماية للشعوب مؤكدا أن اليونسكو لن تدخر جهدا في دعم الثقافة التي تعتبر عنصرا أساسيا في التنمية المستدامة، لافتا إلى أن منظمة اليونسكو هي الوحيدة في العالم التي تنشط في مجال حماية الثقافة والتراث، وقال إن الاهتمام بالثقافة قديما كان قاصرا على فئات بعينها والنخب أما الآن فقد أصبح جزءا لا يتجزأ من سياسات الدول، ولفت فرانشيسكو إلى الصعاب والتحديات التي تواجه منظمة اليونسكو في ممارسة دورها في حماية التراث وتنمية الثقافة قائلا: بالرغم من الاهتمام الحادث إلا أن وضعنا صعب ومواردنا تنحسر ونواجه مخاطر عديدة من أهمها التدمير المتعمد للممتلكات الثقافية في مختلف أنحاء العالم.
وقال إن منظمة اليونسكو نظمت قبل أيام اجتماعا لمناقشة حماية التراث في سوريا ووجه نداءً إلى العالم أجمع والحكومات لتقديم المساهمات الطوعية غير المشروطة لدعم الثقافة وحماية التراث، ووجه فرانشيسكو الشكر إلى معالي رئيس الوزراء سعادة عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني للفتته الكريمة وهديته لحماية وصون التراث العالمي.
ثم تم تقديم لوحة فنية تراثية بعنوان أم الحنايا قدمتها طالبات مدرسة الهدى المستقلة للبنات وتم عرض بعض الأفلام عن اجتماعات اللجنة وأنشطتها وتم إعلان افتتاح فعاليات الجلسة الثامنة والثلاثين، وتجدر الإشارة بأن دولة قطر تستضيف خلال الفترة من 16 حتى 25 من يونيو الحالي، فعاليات الدورة 38 للجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة اليونسكو .