قطر تستضيف اجتماعًا لمناقشة العقد العربي للحق الثقافي غدًا

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

تستضيف دولة قطر مُمثلة في وزارة الثقافة والفنون والتراث غدًا اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية لمناقشة العقد العربي للحق الثقافي بالتعاون مع المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم “ألكسو” على مدى يومين في فندق هيلتون الدوحة.

 

وصرح حمد حمدان المهندي مدير إدارة التراث بوزارة الثقافة والفنون والتراث ممثل دولة قطر في اللجنة الدائمة للثقافة العربية، لوكالة الأنباء القطرية /قنا/، بأن هذا الاجتماع يهدف إلى وضع تصوّرات وعرض مقترحات الدول العربية للوصول إلى إقرار عقد عربي خاص بالحقوق الثقافية، مشيرًا إلى أن الاجتماع يأتي تنفيذًا لدعوة الدّورة الثامنة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة في نوفمبر الماضي، المنظّمة العربية للتّربية والثقافة والعلوم إلى تحديث العقد العربي للتّنمية الثقافية المنبثق عن التوصيات والقرارات الصّادرة عن مؤتمرات الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي.

 

وأضاف المهندي إنه تمّ تأكيد الدعوة في الدورة التاسعة عشرة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثّقافية في الوطن العربي التي عقدت بالرياض في يناير 2015، إلى إعداد تصوّر بشأن “عقد عربيّ للحقّ الثّقافي”، بعد انتهاء العقد العربي للتنمية الثقافية (2005-2014).

 

 

 

برنامج تنفيذي

 

وأشار إلى أن وزراء الثقافة العرب دعوا المنظمة إلى وضع تصوّر لبرنامج تنفيذيّ لمشروع العقد العربيّ للتنمية الثّقافية، استرشادًا بالخطّة الشّاملة للثّقافة العربيّة الأصليّة (1985)، والمحدّثة في (2011)، واقتراح مشروعات تعزّز العمل الثّقافي المشترك، على أن يعرض مشروع البرنامج التنفيذي الخاص بالعقد على اللّجنة الدّائمة للثّقافة العربيّة لإبداء الرّأي فيه وعرضه على الدّورة القادمة لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشّؤون الثّقافية في الوطن العربيّ في دورة عادية أو في دورة استثنائية تنعقد خصّيصًا للتّداول في موضوع العقد.

 

وقال المهندي إن أهمية العقد العربي للحق الثقافي تأتي تتويجًا لجهود الدول العربية في مجال التنمية الثقافية وتأكيد تطبيق الاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان في مجال الثقافة التي أصبحت إحدى المكونات الأساسية لتنمية المجتمعات، وأن تكون ضمن إستراتيجيات الدول العربية باعتبارها أداة مهمة في الحوار الإنساني وأن يكون للدول العربية دور فاعل على مستوى العالم، خاصة أن الثقافة أصبحت قوة ناعمة في التفاوض الدولي.

 

 

 

مبادئ العقد وأهدافه

 

وأوضح المهندي أن اجتماع اللجنة الدائمة للثقافة العربية سوف يبحث عدة قضايا أهمها: الإطار العام للعقد، المبادئ التي يرتكز عليها، وتحديد الأهداف الكبرى للعقد (القريبة والمتوسطة والبعيدة وطلب خطط تنفيذيّة من الدول العربية لمدّة عشر سنوات بالنسبة لتحقيق كلّ هدف من أهداف العقد)، بالإضافة إلى مشروعات العقد وإقرارها من المؤتمر العام للمنظمة، وإنجاز شعار العقد لوضعه على وثائق البرامج والأنشطة المنفذة في إطار العقد، وتحديد فترة سريان العقد.

 

وأضاف إن برنامج الاجتماع سوف يبدأ بجلسة افتتاحية تتضمن كلمة لممثل وزارة الثقافة والفنون والتراث وكلمة ممثل “ألكسو” وخلال اليوم الأول يتمّ عرض تصورات ومقترحات عددٍ من الدول العربية بشأن العقد العربي للحق الثقافي، وفي اليوم الثاني يتمّ النقاش حول هذه المقترحات وعصف ذهني حول محاور العقد للوصول إلى ختام الاجتماع وإعلان التوصيات.

 

 

 

حقوق الإنسان

 

ويستند العقد العربي للحق الثقافي في مرجعيته إلى الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان الذي يشكّل أساس القانون الدّولي لحقوق الإنسان لعام 1948، حيث أكّد في مادّته الأولى على “أنّ جميع النّاس يولدون أحرارًا متساوين في الكرامة والحقوق، فالحقوق الاقتصاديّة والاجتماعيّة والثّقافية محميّة بموجب مُعاهدات دوليّة وإقليميّة مُختلفة، وكذلك في الدّساتير الوطنيّة. والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية لعام 1966، حيث تقرّ المادّة 15 من هذا العهد، حقّ كلّ فرد في:” أن يشارك في الحياة الثّقافية، ويتمتّع بفوائد التقدّم العلميّ وبتطبيقاته، كما أن الميثاق التأسيسي لليونسكو يشكّل رصيدًا وإضافة نوعية لحقوق الإنسان بصفة عامّة وللحقوق الثّقافية بصفة خاصّة.

 

كما يستند العقد إلى المعاهدة الثّقافية العربية 1945، والتي دخلت حيز النفاذ في مارس 1957، من أجل توحيد الاتّجاهات العامة للدّول العربيّة، وتوثيق التّعاون بينها في الشؤون الثّقافية وزيادة التّقارب الذّهني والتّآلف الرّوحي بين أبناء البلاد العربيّة والعمل على تعميم التّعليم ورفع المستوى الثّقافي لشعوبها، كما أتى ميثاق الوحدة الثّقافية العربيّة، استجابة للشّعور بالوحدة الطبيعيّة بين أبناء الأمّة العربيّة، وإيمانًا بأنّ وحدة الفكر والثّقافة هي الدّعامة الأساسيّة التي تقوم عليها الوحدة العربيّة، وبأنّ الحفاظ على التّراث الحضاريّ العربيّ وانتقاله بين الأجيال المُتعاقبة وتجديده على الدّوام، هو ضمان تماسك الأمّة العربيّة ونهوضها بدورها الطّليعي الإبداعيّ في مجال الحضارة الإنسانيّة والسّلام العالميّ المبنيّ على أسس العدل والحرية والمساواة.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى