قطر تشهد وعياً مجتمعياًً بقيمة التراث

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
أكد العارض محمد عبدالله العبيدلي أحد المشاركين في بينالي “مال لول2” أن ما تعيشه الدوحة منذ ما يقرب من ثلاثة أشهر يعكس كماً وافراً من اهتمام المعنيين بالتراث الإنساني، وقال: أعتقد أن “مال لول” بمثابة حصر مثالي للمحتوى المحلي، ووجود هذه الأعمال التراثية في مناسبة واحدة يثري الساحة الثقافية القطرية.
وعن مشاركته بالمعرض تحدث العبيدلي قائلاً: شاركنا بعدد من المقتنيات التراثية من خناجر وحلي ومجوهرات، كما شاركنا بعدد من الوثائق والمراسلات التاريخية التي يعود بعضها لأكثر من 300 سنة، مشيراً إلى أن المجوهرات المشاركة تشتمل على أصناف ثمينة ونادرة من الياقوت والمرجان كانت مستخدمة من قبل النساء في القرن السادس عشر بمنطقة الخليج، بالإضافة إلى أن البعض منها يحوي عملات قديمة استخدمت في ذلك الوقت، أما الوثائق فتوضح معلومات هامة عن بعض الحقب التاريخية كالدولة العثمانية وتتضمن الوثائق مراسلات بين التجار توضح أنواع اللؤلؤ التي كانت مطلوبة حينها، وأوضح العبيدلي أن بعض هذه المقتنيات الثمينة تم الحصول عليها من بعض المزادات وبعضها توارثه عن عائلته التي يشغل التراث جزءا كبيرا من اهتماماتها.
“حفظ التراث”
وقال إنه يتبع كافة السبل للحفاظ على تلك المقتنيات بطريقة علمية حتى لا تتعرض للتلف، مشيراً إلى أن جمعه لهذه المقتنيات التراثية استغرق فترة كبيرة من الزمن، وتأسف كونه يشارك في المعرض بالقليل مما يملكه نتيجة ضيق المساحة التي استطاع أن يتحصل عليها، موضحاً أن الإقبال على المعرض هذا العام من قبل الراغبين في العرض، تسبب في أن يحصل كل مشارك على مساحة صغيرة، فيما كانت تتاح الفرصة للحصول على مساحة أكبر في الأعوام الماضية، وتمنى العبيدلي أن يعمل القائمون على المعرض على زيادة المساحة في الدورات المقبلة.
وقال إن الاهتمام بالمقتنيات التاريخية ازداد بين المواطنين الخليجيين بنسبة كبيرة خلال الفترة القليلة الماضية بعد أن أبرز معرض مال لول قيمة تلك المقتنيات، وهو ما تسبب في إيجاد سوق كبيرة لبيع وشراء تلك التحف التراثية، حيث ازدادت أثمانها مقارنة مع ما كانت عليه منذ 5 سنوات حيث لم يكن ينظر الناس لهذه المقتنيات على أنها ذات قيمة، لافتاً إلى أن المواطنين الخليجيين أصبحوا يحرصون على تزيين بيوتهم بهذه التحف.
“حدث ثقافي”
وعن ردود الأفعال التي لقاها من قبل زوار المعرض بعد التوقف أمام مقتنياته أوضح أنه حرص على توفير سجل للزيارات لترك كل زائر لمقتنياته كلمة له، وقال: اتضح من خلال تلك التعليقات مدى عشق الناس في قطر للتراث، بعبارات تنم عن تقديرهم للتحف القديمة، وأشاد الكثيرون بتحلي المعروضات بحالة جيدة حيث تم الحفاظ على عدد من المستندات التي تعد من التحف سهلة التلف. وأضاف العبيدلي: يعتبر هذا المعرض حدثا ثقافيا يستفيد منه الجيل الحالي ليتعرف على ماضيه وتاريخه وطريقة حياة الأولين مما يمكنه من نقل الموروث للأجيال القادمة، وأكد أن فكرة المعرض جسدت رغبة هيئة متاحف قطر في تعزيز دورها في تنمية الفن والتراث القطري وتراث الحضارات المختلفة والمحافظة عليها، والتأكيد على دورها اللامحدود في دعم المقتنين القطريين والمقيمين، وارتباطها برسالة ورؤية وقيم هيئة متاحف قطر والتي تتواكب مع رؤية دولة قطر الوطنية وأهمها المحافظة على تراث شعبنا.