قطر تقدم نموذجًا رائعًا لتحاور الثقافات

 الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -أعربت الفنانة التونسيّة سنيا مبارك مديرة مهرجان قرطاج الدولي عن سعادتها بتواجدها في الدوحة من أجل تقديم مشروع فني راقٍ عالمي وهو “عربي غربي” الذي يشارك فيه نخبة من أبرز الفنانين العالميين، وقالت مبارك في حوار خاص لـ الراية الأسبوعية : إنها حريصة على وجود مبادرات تعاون ومذكرات تفاهم بين مهرجان قرطاج الدولي، وجهات ومؤسسات قطريّة، من أبرزها المؤسسة العامّة للحي الثقافي التي تتبنّى رسالة عالميّة من خلال نشر ثقافات العالم المختلفة، وعمل محاورات بناءة فيما بينها، وأوضحت الفنانة سنيا مبارك أن فكرة مشروع “عربي غربي” هي فكرة للحوار بين الحضارات والشعوب من خلال الحوار، أو تلاقٍ بين نمطين من نوعين مختلفين من الموسيقى العالميّة، وربما يظنّ المشاهد أو السامع عن المشروع أن هذين النمطين بعيدان كل البعد عن بعضهما البعض ولكن الحقيقة وكما شاهد الجميع أن هناك حوارًا راقيًا بين العرب والغرب من خلال اللغة العالميّة وهي الموسيقى، وأشارت إلى دور الفنان أيًا كان تخصصه سواء كان موسيقيًا أو سينمائيًا أو مسرحيًا أو قاصًا وأنه ينبغي علينا أن نعي أهمية دورنا كفنانين، ولفتت إلى أن الموسيقى يجب أن تحمل مضامين تربويّة، وقالت مبارك: إن الفن ينمي الطاقة الابتكارية عند الأطفال.

وأوضحت المطربة سنيا مبارك أن مشروع كتارا من أهم المشاريع الثقافيّة والحضاريّة في العالم، وقالت إنه يجب أن يكون هناك ثمة تلاقٍ وتعاون بين كتارا وبين مختلف المسارح، أو الكيانات المشابهة في مختلف العالم العربي، وأشارت إلى أن أحد أهم أهدافها في مسيرتها الفنيّة هو اللقاء مع الموسيقيين من مختلف دول العالم للحوار، وقالت إن هذا هو ما أؤمن به وهذه رسالتي الأساسيّة
وحول مردود وجدوى التحاور بين العوالم المختلفة من خلال الموسيقى قالت: علينا أن ننطلق من هذه النقطة وأن نكون مبتكرين فهناك العديد من المهرجانات المخصصة للموسيقى المختلفة، وعلينا أن نرسّخ للنغم الأصيل لكن دون التخلي عن الجانب الإبداعي الموسيقي الذي ينبغي علينا أن نقدّمه، فليس من المنطقي أن يتوقف تاريخنا الموسيقي عند القامات العربية التي رحلت عنا في منتصف القرن الماضي وخلفت لنا إرثًا فنيًا وموسيقيًا كبيرًا، وقالت أيضًا إنه ينبغي على الفنان أن يمتاز بالجرأة وأن يكون لديه موقف فني وأن يناقش في أعماله قضايا ترتبط بالمجتمع وتمسّ قضاياه.

وعن دورها كمديرة لمهرجان قرطاج قالت مبارك: لقد تمّ تعييني منذ ما يقرب من شهر كمديرة لمهرجان قرطاج وهو واحد من أهم المهرجانات على مستوى العالم، وأوضحت أن مسرح قرطاج يتسع لسبعة آلاف ونصف الألف متفرج وهو مرتبط بتاريخ تونس وذاكرتها الفنيّة، وقالت أيضًا إن هذه الدورة تتزامن مع ذكرى مرور خمسين عامًا على تأسيس هذا المهرجان العريق وهو يروي حقبة تاريخيّة مهمّة جدًا في تاريخ تونس، وأشارت إلى أن هذا رهان ومسؤوليّة كبيرة تمّ تكليفي بها، ووجهت سنيا مبارك الدعوة لجميع العرب لحضور فعاليات مهرجان قرطاج الذي يستمرّ لمدّة 6 أسابيع حيث سينطلق في العشر الأواخر من رمضان ويستمرّ لمدّة شهر ونصف الشهر تقريبًا، وقالت إنها تأخذ بعين الاعتبار ضرورة برمجة المهرجان بعروض مميّزة من مختلف دول العالم العربي، ونوّهت إلى أنها تسعى لإجراء مزيد من الاتصال مع مسارح أخرى ومع مشاريع موسيقيّة مشتركة تونسيّة تونسيّة وتونسية عربيّة، وأحرص على أن يتم توصيل رسالة لتقبل الآخر رغم اختلافه عنا من خلال الموسيقى المختلفة، وهي مجموعة من الرسائل التي ستسهم في بناء مجتمع متصالح مع نفسه، وقالت مبارك: أنا لا أتحدّث سياسة ولكنني فقط أتحدّث موسيقى وأقول إن الإقصاء لا يبني ..الإقصاء يدمر، لذلك علينا أن نستوعب بعضنا البعض فنيًا وموسيقيًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى