قطر تهتم بنشر الفنون والآداب الشعبية

الجسرة الثقافية الالكترونية
انطلق برنامج الملتقى الشبابي لفن”القلطة” (المحاورة الشعرية) الذي ينظمه مركز شباب برزان في مرحلته الثالثة بمقر المركز بمشاركة نخبة من الشعراء القطريين.
وتضمنت الأمسية الأولى للملتقى تقديم مجموعة من الأشعار النبطية حيث قدم الشعراء جميل القصائد.. كما تضمنت فن الشلات والمنشدين وتم تخصيص مساحة لشعراء العد ( النظم )، وتبارى المشاركون في المحاورة وسط إقبال جماهيري والمهتمين بهذا الفن.
وقال الشاعر مشعل عنان المري المشرف على ملتقى فن “القلطة” بمركز شباب برزان في تصريح لوكالة الأنباء القطرية :”إن فن “القلطة ” فن قديم في قطر، وله أربابه الذين نشروه وتهتم الدولة بالفنون والآداب الشعبية التي تكون رافدًا أساسيًا في كثير من الاحتفالات والمهرجانات، ولذلك تم إنشاء هذا الملتقى للاهتمام والعمل على إحياء فن المحاورة لأنه يهم شريحة كبيرة من الجمهور القطري والخليجي”.
وأضاف أن الملتقى الذي يستمر أربعة شهور من خلال أمسية أسبوعية مساء كل اثنين يعمل على إظهار الصورة المشرقة لفن المحاورة الشعرية، حيث إنه يعتمد على الذائقة الشعرية الفطرية للشاعر، كما أن له بعدًا فكريًا حيث تطرح فيه الأفكار والموضوعات الاجتماعية والإنسانية بمختلف وجهات النظر ليدلي كل شاعر بما تجود به قريحته.
شعراء جدد
وحول اهتمام الملتقى بانضمام أعضاء جدد والعمل على تقديم وجوه شعرية جديدة في هذا المجال قال المري:” نحظى بدعم سعادة السيد صلاح بن غانم العلي وزير الشباب والرياضة الذي يحرص على مؤازرة الشباب القطريين في مختلف المجالات، ونسعى للعمل على تدريب شعراء جدد وتدريبهم على الصفوف حتى تكون الصفوف قطرية، لأننا نعاني من قلة المشاركين في الصفوف، ولذا نعمل على صقل المواهب الموجودة واجتذاب مواهب جديدة “.
وحول مدى الإقبال على فن “القلطة” أوضح الشاعر مشعل المري أن الانطلاقة كانت في 2011م ولكن على فترات متقطعة بسبب قلة الدعم آنذاك وقد شهدنا إقبالاً كبيرًا على فن المحاورة ظهر خلال المسابقة التي أقمناها لفن المحاورة، شارك فيها 16 شاعرًا، كلهم قطريون، وما زالت الأعداد تتزايد وتقبل على هذا الفن، وكل أسبوع نكتشف مواهب جديدة.
وبشأن التنسيق مع الجهات التي تهتم بهذا الفن مثل مجلس الشعر قال”يوجد تعاون ولكنه مازال قليلاً لأن الملتقى يهتم بالمراكز الشبابية وهو في مرحلة الانطلاق من مركز شباب برزان، وقد أقمنا أمسيات في بعض المراكز الشبابية وبعض المدارس ونأمل فيما بعد أن يتم إنشاء مركز خاص بهواة هذا الفن لأن عددهم في تزايد كما أن الجمهور الذي يتذوق هذا الفن كبير”.
شعر المحاورة
وحول تطوير شعر المحاورة أشار الشاعر المري إلى أن هذا الفن يعتمد في الأساس على الشعر النبطي والشعر عمومًا يتأثر في كل مرحلة زمنية بعوامل عديدة، ولكن هناك أفكارًا للتطوير بالفعل بالنسبة لهذا الفن وتم تحديثه من خلال وجود ألحان جديدة ومصطلحات وأساليب جديدة.. لافتًا إلى أن أهم الموضوعات التي يطرحها هذا الشعر هي الموضوعات الاجتماعية الهادفة وإن كان هناك من يميل إلى الموضوعات السياسية أو الإنسانية بشكل عام.
ويعتبر فن ” القلطة ” أو “المحاورة” من الفنون الشعبية التي تحظى بمكانة جماهيرية كبيرة في الجزيرة العربية والعديد من دول الخليج العربي، وهو فن يعتمد بشكل كبير على القدرة الشعرية للشعراء المشاركين في أدائه، ويُقام هذا الفن الأصيل في العديد من المناسبات، خاصة الأفراح إلى جانب حضوره القوي في المهرجانات الشعبية والتراثية وتستمد” القلطة ” أصالتها من تراث الجزيرة العربية، وتتميز عن سائر الفنون الغنائية الأخرى بطابع الارتجال وسرعة البديهة.
ولفت المري إلى أن فن “القلطة” عبارة عن سجال شعري يؤدى بشكل ارتجالي بين شاعرين ويطلق على هذا النمط “الثنائية”، كما يمكن أداء “القلطة” بمشاركة أربعة شعراء ،ويطلق على هذا النمط “رباعية” ويكون وقوف الشعراء في وسط ميدان المحاورة، حيث يبدأ أحد الشعراء بالمبادرة باختيار اللحن والقافية ويلتزم بها الطرف الثاني وغالبًا ما يبدأ الشاعران بالسلام والترحيب بالضيوف والمشاركين بالحضور، ثم تتوالى الأبيات الأخرى والتي تناقش العديد من الجوانب الاجتماعية والتاريخية وغيرها من القضايا العامة ،ولا تخلو “القلطة ” في الغالب من الإسقاطات في شتى المجالات الحياتية المتنوعة.
المصدر: الراية