قطر واحة للثقافة في الشرق الأوسط

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

مصطفى عبد المنعم 

 

أثنى عددٌ من الفنانين والمثقفين اليابانيين على النهضة الثقافية التي تشهدها دولة قطر، مُعربين في تصريحات خاصة لـ الراية  عن إعجابهم بنجاح قطر في الدمج بين تراثها القديم وحداثتها المعاصرة دون المساس بالتراث، الأمر الذي يؤكّد أنّ قطر ينتظرها مُستقبل ثقافيّ ستحصد ثماره قريبًا.

 

الفنانون والمُثقّفون اليابانيّون وخلال زيارتهم للدوحة عبر سفينة السلام اليابانيّة أكّدوا أن قطر واحة للثقافة في الشرق الأوسط، وأنها تمتلك بنية تحتية ثقافية متطورة تؤهلها للعب دور مهمّ وتنظيم أهمّ المحافل الدولية.

 

وقد أعربت” تيين أكو” وهي متخصصة في الرسم بالخط الياباني عن إعجابها الكبير بدولة قطر، وقالت إنها بمثابة واحة للثقافة في الشرق الأوسط؛ لأنه تهتمّ كثيرًا بثقافة المجتمع والأجيال القادمة.

 

وعلى صعيد تجربة اطلاعها على الخط العربي خلال زيارتها لقطر، قالت كنت أعتقد أن الخط الياباني من أجمل الخطوط في الرسم والشكل والقدرة على التطويع بشكل فنيّ، ولكنني فوجئت بقدرة الفنانين العرب الذين التقيناهم هنا على تطويع الخط العربي بشكل مدهش، وأصبحت أحب هذا الخط كثيرًا والآن أصبح لديّ لوحة مكتوب عليها اسمي الياباني باللغة العربية، وهو الأمر الذي يسعدني كثيرًا، فضلًا عن كتابتي أسماء ضيوف الخيمة من العرب لأسمائهم باللغة اليابانية، وهو ما أضفى سعادة عليهم، وأشارت “تيين” إلى أهمية إيجاد مثل هذه الفعاليات والمُلتقيات خاصة بين الشعوب التي لا تعرف كثيرًا عن بعضهم البعض بحكم البعد الجغرافي.

 

 

 

التراث والحداثة

 

أما “يامو هي” باحثة يابانية في ثقافات الشعوب فتقول إن التراث القطريّ القديم والماضي نراه حاضرًا وبقوة جنبًا إلى جنب مع الحداثة والمعاصرة، وهو ما يعني اهتمام الدولة بإحياء التراث ولكن بشكل عصري، وهو الأمر الذي يثبت أن قطر واحة للثقافة، وأن اهتمام قطر بالبناء والتشييد والنهضة العمرانية التي تحدث حاليًا بسبب استضافتهم مونديال ٢٠٢٢ لن يكون له تأثير سلبي على التراث القطري والماضي، بل على العكس فنحن نشاهد توظيفًا لهذا التراث بشكل حديث ومميز، وأعربت يامو عن سعادتها الكبيرة واستمتاعها بتجربة تذوق المأكولات الشعبية القطرية، خصوصًا أن من يصنعها فتيات قطريات صغيرات السن وهو ما يعني أيضًا أن هذه الأشياء لن تنقرض؛ لأنها تنتقل من جيل إلى آخر وأن كل أمّ تحرص على تعليم ابنتها قواعد الطهي بالطرق التقليدية القديمة.

 

 

 

حضارة عريقة

 

أما حمادة ساتوسي فيقول: تفاجأت بما شاهدته في الدوحة منذ وصولنا إليها وأدركت أن مونديال ٢٠٢٢ سيكون رائعًا ومتفردًا، وأننا أمام بلد عريق ولديه ثقافة وحضارة يعتز بها ووعي كبير سيؤهله لتنظيم العديد من المحافل الدولية في كافة المجالات، وأشاد ساتوسي بالحرفيين الذين قدموا لهم نماذج لأدوات الغوص القديمة، وكيف كان أهل قطر يتعاملون مع البحر باعتبار أنه مصدر الرزق الأساسي لهم وفي هذا تشابه كبير مع كثير من البلدان اليابانية التي تتماسّ مع شواطئ، وأكّد استمتاعه الكبير بمداعبة أحد الصقور والتقاط صور معه، مؤكدًا أن الصقر كما قرأ عنه عند العرب رمز للشموخ والعزّة.

 

أما الشاعر والمعلم ناتاكر أنوكيش فيقول إن أكثر ما جذبه في زيارته لقطر هو العنصر البشري الذي يجعل منها واحة ثقافية تمتلك كل مقومات النجاح، حيث إن القطريين يمتازون بالألفة والمودة ويرحبون بالضيف بغض النظر عن بلده أو عرقه، وهو ما يؤكّد أنهم يتقبلون الآخر ويدعمون رسالة نشر السلام حول العالم، ولهذا فإن اختيار الدوحة كمحطة لسفينة السلام كان اختيارًا موفقًا. وأشاد كثيرًا بالبنية التحتية الثقافية المتطورة في البلاد، مؤكدًا أنه ينبغي على القطريين ألا يتعجلوا ثمار ما تقوم به حكومتهم في مجال الثقافة، ولكنهم سيحصدون هذه الثمار قريبًا هم وأبناؤهم من الأجيال القادمة، لأن الاستثمار في الثقافة حاليًا من أهمّ الأمور.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى