قلة دور النشر تؤرّق الكتّاب القطريين

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

أشرف مصطفى:

أكّدت الكاتبة فاطمة البحراني أن قلة دور النشر مشكلة تؤرّق الكتّاب القطريين وتحتاج إلى حلّ، مشيرة إلى أن الأدباء الشباب يحتاجون لدعم معنوي حتى يتمكّنوا من تثبيت أقدامهم في الساحة الأدبية والوصول بأعمالهم إلى المنطقة العربية والمنافسة بقوّة.

 

وقالت البحراني أصغر كاتبة قطرية في معرض الكتاب إنها ستركّز في أعمالها القادمة على اللغة العربية الفصحى التي تحقق لها انتشارًا أوسع في البلاد العربية، كاشفة أنها ستقتحم مجال القصة القصيرة قريبًا، حيث تركّز أعمالها الحالية على الرواية والشعر، وقالت إن الكاتب الحقيقي ينطلق في أعماله من البيئة المحيطة به، حيث يعمل على رصد الواقع وقضاياه ويتناولها بما يسهم في تسليط الضوء عليها وحلها، ومن هذا المنطلق جاءت روايتها “21 مارس”، حيث اتصفت بالواقعية القائمة على قصة حقيقية وهو ما جعلها أكثر قربًا من القارئ.

 

> حدثينا عن روايتك “21 مارس”

— روايتي التي أطلقت عليها عنوان “21 مارس” استلهمتها من الواقع بنسبة تتعدى الـ 80%، وتدور أحداثها حول فتاة تنتمي إلى فئة الأقزام من جرّاء تعرضها لأحد الأمراض الجينية، وتقع تلك الفتاة في حب رجل ذي قامة طويلة، وهنا تتعرض لأزمة مجتمعية، حيث تحاصرها دائمًا الأنظار وتترقبها في كل مكان تذهب إليه، ما يعرضها لأزمة نفسية نتيجة ما تلقاه من المجتمع الذي تحيا معه، وسرعان ما تقرّر أن تسافر إلى الخارج لتكمل دراستها في إحدى الدول الغربية، وهناك تجد فارقًا كبيرًا في التعامل، حيث يعيش كل فرد دون أن يشغل نفسه بالآخرين أو يترقبهم بنظراته، ولقد أطلقت على الرواية هذا الاسم؛ لأن الحدث الأبرز الذي يتعرض لبطلة الرواية يحدث في هذا اليوم، ولعل اختياري هذا العنوان كان أحد عوامل التشويق ليتتبع القارئ ما قد يحدث خلال تلك الليلة.

 

> كيف قمت ببناء روايتك على المستوى التقني؟.

— أبرز الإشكاليات التقنية التي قابلتني كانت ربط البداية بالنهاية، بحيث يسترسل القارئ في الأحداث دون أن يجد نفسه مشتتًا بين أكثر من خط درامي، ولكنني لم أتحير نهائيًا أثناء كتابتي نهاية الرواية، خاصة أن أحداثها كانت حقيقية كما ذكرت، وعلى الرغم من كوني قد نسجت بعض خيوطها من الخيال إلا أن أبرز محطاتها كانت من صلب الواقع، ولم أرد أن أغير منها شيئًا لأنني أجدها أكثر منطقية من أي أحداث أخرى متخيلة، ولكنني بعد أن جعلت الأحداث تسير بهذه المنطقية المثلى بما يرضي عقل القارئ، حرصت على أن أضيف إليها الكثير من الشاعرية الكفيلة بتغليفها بحالة وجدانية تتماس مع قلب القارئ أيضًا، وهنا استعنت بقليل من قصائد الشاعرة أحلام مستغانمي.

 

> ما اللغة التي تفضلين الكتابة بها؟.

— اللغة التي أفضل الكتابة بها عمومًا هي الفصحى، إلا أنني في روايتي الأخيرة المعنونة بـ “21 مارس” مزجت بين الفصحى والعامية، حيث جاءت المقاطع السردية باللغة الفصحى، بينما جاءت الحوارات بالعامية، ولكنني أعتبر أن هذا المزج مرحلة أولية بالنسبة لي، خاصة أنني ما زلت مبتدئة في مجال كتابة الرواية، وأنوي في رواياتي المقبلة التركيز في الفصحى فقط لما لها من جمال لا يضاهى بأي لهجة عامية، كما أنني أدرك جيدًا أن الاكتفاء بالفصحى يعطي لي أرضية أوسع من التي أقف عليها حاليًا ويتيح لي الوصول بأعمالي إلى أكبر رقعة في عالمنا العربي.

 

 

 

> أي الأنواع الأدبية تفضلين ؟.

— أدور بأعمالي في فلك الأدب عمومًا، وعلى الرغم من كوني مازلت ما بين الرواية والشعر إلا أنني أنوي الخوض في مجال القصة القصيرة.. أما الكتاب الأول لي فقد صدر العام الماضي عن دار بلاتينيوم، وكان بعنوان “خربشات أنثى” وقمت بتوقيعه خلال النسخة الماضية من معرض الدوحة للكتاب، ولم ألقَ خلال إعداده أي صعوبة، خاصة أن موضوعه لم يكن بحاجة إلى أي تكلف فجاء عنوانه كمحتواه، حيث قام برصد الواقع حتى يستفيد من أخطائه المجتمعُ وذلك من وجهة نظر أنثى حاولت أن تقدم حقائق محيطة بها وبرؤيتها هي في هيئة خواطر.

 

> ما أبرز الإشكاليات التي تواجه الكاتب القطري ؟.

— أبرز إشكاليات الكاتب القطري قلة دور النشر، وهو ما يجعل أعماله حبيسة أدراجه إذا لم يتجه نحو الخارج ليبحث عن دور نشر عربية تتبنّى أعماله وتقدّمها للجمهور، وبلا شك فإننا كأدباء في مُقتبل الطريق بحاجة إلى الدعم المعنوي قبل المادي، ولذلك أتمنّى تخصيص جهة تهتم بنا ككتّاب شباب وتدعم مسيرتنا في عالم الأدب حتى نستطيع خوض معترك الأدب على المستوى العربي وتعبُر أعمالنا إلى كافة الأقطار العربية، ولعل ما يدخل التفاؤل إلى قلوبنا جميعًا كأدباء قطريين عمومًا أنه رغم ما تعانيه الساحة الأدبية القطرية من بعض الإشكاليات إلا أنها تفرز كل عام عددًا من الأسماء التي تثبت يومًا بعد الآخر موهبتها وتميزها، وعن نفسي أجد أن أكثر ما يسعدني هو أنني أعدّ أصغر كاتبة قطرية في هذا المعرض، ولقد كان لتشجيع زوجي وأختي ودعمهما لي فضل كبير فيما حققته في تلك الفترة الوجيزة.

 

> ما النصيحة التي تقدمينها للراغبين في خوض معترك الكتابة الأدبية؟.

— أرى أن الكاتب الجيد يجب أن يمرّ بمراحل استهلالية تساهم في تكوينه الأدبي، وبلا شك فإن نقطة الانطلاق الأولى يجب أن تأتي من كونه قارئًا جيدًا، يحرص على متابعة كل جديد في عالم الأدب ويلم بأبرز الأعمال الأدبية على مرّ العصور، ثم تأتي بعد ذلك مرحلة أخرى تسهم كذلك في تشكيل وعيه وهي تدقيق النظر في كل ما حوله في الواقع، لأن هذا الواقع لن ينسلخ أبدًا عن أعماله الإبداعية التي غالبًا ما يكون مصدرها واقعه الذي يعيشه، وهنا يأتي دوره في التعبير عن قضايا مجتمعه، لأن دوره الحقيقي هو الكشف عنها وإظهارها للناس ليتفكروا بها ويسعوا لحل إشكالياتها، ومن هنا يتبدى لنا أن الكاتب يجب أن يكون معنيًا بالأساس بمحيطه، ومن استغراقه في المحلية يستطيع أن يصل بعد ذلك للعالمية.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى