كتاب جديد عن سيرة شاعر المكسيك الأعظم أوكتافيو باث

الجسرة الثقافية الالكترونية

غرق الشاعر المكسيكي الراحل أوكتافيو باث، الحائز على جائزة نوبل في الآداب، في تراب المكسيك. بكى لمآسيها، واستمتع برقصها وناضل من أجل تغييرها. وضع في نثره جوهر هذه الأرض، من ثقافة وتاريخ. وبعد 100 عام من ميلاده، لا يزالون يعثرون على قصائد كتبها، ليكتشفوا من خلالها أقنعة المكسيك.

كُتُب كثيرة كُتبت عنه وعن أعماله، لكن ما يقال عن حياته الخاصة ليس إلا شائعات. لذلك عكف المؤلف والباحث كريستوفر دومينجيث خلال سنوات على كتابة أول سيرة كاملة عن شاعر المكسيك الأعظم، كتاب بعنوان “أوكتافيو باث في قرنه” والذي ظهر حديثًا وقدّمه في حفل بمناسبة صدوره بالمعهد المكسيكي بمدريد، بحسب ما أفادت جريدة “الباييس” الإسبانية.

أحد الأسباب التي أدت لطول سنوات العمل في الكتاب، بحسب مؤلفه، أن أرشيف حياة باث كان متناثرًا وبلا تنظيم. وليكمل عمله، التقى دومينجيث، من بين أبحاث أخرى، بالعشرات من أصدقاء وزملاء الكاتب، بالإضافة للمثقفين المكسيكان وأرملته ماريا خوسيه تراميني، التي قالت له كلامًا ثريًا. الوحيد الذي لم يلتق به كان ابنة الشاعر إلينا باث جارو، التي ماتت في الرايعة والسبعين في مارس الماضي، قبل يوم من مئوية ميلاد أبيها. يقول المؤلف:”لحسن الحظ تركت مذكراتها التي، رغم تحفظاتها، كانت مفيدة جدًا”.

يقدم دومينجيث في كتابه علاقة باث العاصفة بزوجته الأولى إلينا جارو، وفراقه عن ابنته، وشغفه بالرسم في مواجهة عدم مبالاته بالموسيقى، ومسيرته السياسية، ونضاله للحوار مع اليسار المكسيكي دون تحقيق ذلك، وزواجه الثاني، وأفكاره الماركسية والليبرالية، وقدرته الكبيرة على فهم الحاضر. كل ذلك مطعمًا بالحكايات وقراءة في كتاباته النقدية والأدبية.

يقول مؤلف الكتاب، الذي عمل بمجلة “بويلتا” التي أسسها أوكتابيو باث عام 1976 : “في قصائده العظيمة ثمة قطبان: التاريخ ككابوس لا يمكن الاستيقاظ منه والإيروتيكا كنجاة وحيدة من جهنم التاريخ. وما بينهما يكمن الشعر كوسواس ليمسك بالحاضر”.

وخلال عشر سنوات، كان دومينجيث يحضر الاجتماعات التي كان يديرها مؤلف “متاهة العزلة”، يقول:”كنت أقوم بتدريب عقلي حتى أحفظ مقاطع كاملة مما كان يقوله وتدوينه في يومياتي عندما أعود للبيت”. علاقة العمل هذه ما دفعت الباحث لحكاية حياة رئيسه السابق.

يقول دومينجيث:” كتابة سيرة نوع من تسديد الديون. كنت محظوظًا وأنا في السادسة والعشرين أن أدخل مجلس تحرير المجلة، ومزية أن أجتمع به على الأقل مرة شهريًا”، ويصف باث بأنه “كان مريحًا وكريمًا”.

الكتاب الجديد الذي يرصد حياة أوكتافيو باث من البداية للنهاية سيصل للمكتبات في 29 من الشهر الجاري، في إطار معرض الكتاب الدولي بـ جوادالخارا(المكسيك). في نفس الوقت ستصدر طبعته الفرنسية، وقريبًا الإنجليزية. ويؤكد دومينجيث أن الكتاب هو المحاولة الأولى لحكاية الحياة الكاملة للشاعر.

عودة الى الأعلى

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى