كتاب جديد للناقد د.راشد عيسى

الجسرة الثقافية الالكترونية – خالد سامح –

“استدعاء الأدب في الطفولة” ….المعاني الخفية والمستجدة لقيمة الزمن الطفولي

“استدعاء الطفولة في الأدب” عنوان الكتاب الجديد  للناقد والشاعر الأردني-الفلسطيني د. راشد عيسى، وهو من اصدارات مؤسسة اليمامة الصحفية في الرياض، ويقع في مئتي صفحة من القطع المتوسط.

يتناول د. عيسى في مؤلفه النقدي الجديد تجليات أثر الطفولة ومايعلق منها في الذاكرة على نتاج الأدباء من شعراء وروائيين وقاصين، مستعرضا ذلك في الارث الابداعي لعدد من الأدباء العرب والأجانب.

ويأتي في تقديم المؤلف لكتابه” ان استرجاع زمن الطفولة في الأدب شكل ظاهرة واسعة في الأدب العربي وغير العربي، ذلك لأن هذا الاسترجاع هو نوع من الدفاع الفطري عن حياة الانسان ضد الموت، وضد مفعول الزمن الذي يقهر الجسد بالضرورة، ويعلمه أن يخون صاحبه، ويقهر الارادة فيقودها الى التخاذل، ويقهر الأمل فيقوده الى الذبول، فيصبح المرء هيكلا من الحسرات وأقواس الندم ودوائر الفجيعة لا يطلب شيئا غير العفو والعافية وحسن الخاتمة، فالعمر ولى ولم يعد في البال متسع لبراءة الطفولة أو حماسة الشباب، فقد هرمت الهمة وتكهفت الروح صمتها الحزين بانتظار عتمة التراب ودمعة المآل المحتوم، ولا أحسب أن أديبا يختلف عن آخر في فكرة النزوع الى استدعاء الماضي الطفولي الا بمقدار جودة تعبيره عن فلسفة الحنين وبمقدار اضافته الجمالية والفكرية في النص، وبمقدار ادارته لحالة القلق الآني ادارة ابداعية تضيف الجديد”.

ويشير د. عيسى في مقدمته الى الأسس التي انتهجها في طرحه للنماذج الأدبية التي يتضمنها الكتاب، حيث كتب “ثمة مئات من الصيغ الأدبية التي عبّرت عن استحضار الزمن الطفولي في الأدب، فقمت بانتخاب المتميز منها، وقرأته قراءة تأملية ربما تكون أقرب الى التحليل النفسي الذي يستند الى مناهج علم النفس الأدبي، والمنهج التاريخي، والمنهج الجمالي، في محاولة لإبانة أسباب هذا النزوع الى ماضي الطفولة، وبيان القيم الجمالية والفنية المتحصلة من أساليب التعبير، ثم عرض المعاني الخفية المعروفة والمستجدة لقيمة الزمن الطفولي، ومايعنيه هذا الزمن للأديب من التمسك بالحياة والقلق من الموت”.

 

يقع الكتاب في ثلاثة فصول، تناول الفصل الأول تمهيداً يحتوي على الأساس النظري لفكرة الحنين إلى الزمن الطفولي، ونظرات تتعلق بأثر الخيال في إدارة أحلام الطفولة، وفي رسم لوحات الشعور المعبرة عن الحنين إلى الزمن الطفولي.

الفصل الثاني يقوم على استدعاء الطفولة في الشعر، وناقش المؤلف فيه هذه الظاهرة عبر نماذج مختارة لشعراء عرب مشهورين كالشابي والسياب ونازك الملائكة وأدونيس ومحمود درويش ونزار قباني.

 

وخصص د.عيسى صفحات لاستدعاء الطفولة عبر وساطة الطبيعة عند شعراء كأحمد عبد المعطي حجازي، وعبد الوهاب البياتي، وعبد الرزاق عبد الواحد، والطيب الطهوري وإبراهيم السعافين وعبد القادر الحمصي، وشعراء آخرين بعضهم غير عرب مثل توماس جونز وآلان بوسكيه والياباني نوتوكيوا.

 

أما الفصل الثالث فخصصه الكاتب لمناقشة الظاهرة في أشكال السرد الأدبي الرئيسة : الرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، والمذكرات الشخصية، ثم ختم المؤلف الفصل بموجز لأهم الأساليب الفنية التي استخدمها الساردون في استدعاء الزمن الطفولي.

 

ولد الشاعر والناقد الدكتور راشد عيسى في مدينة نابلس في عام 1951م وتخرج في قسم اللغة العربية في الجامعة الأردنية عام 1993م حاصلاً على البكالوريس، وأكمل دراسته العليا فحصل على الماجستير من الجامعة نفسها عام 1996م، وعلى الدكتوراه من الجامعة الأردنية عام 2003م، أهم دواوينه الشعرية: شهادات حب 1982 ـ امرأة فوق حدود المعقول 1988 ـ قصائد للفتيان: آه يا وطن 1991، وله رواية بعنوان “مفتاح الباب المخلوع”، ولديه مجموعة من الكتب النقدية في الشعر والقصة والرواية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى