كتاب “جنة الله على الأرض” يؤكد الشريعة منهج وليست عقوبات بدنية

الجسرة الثقافية الالكترونية
*نبيلة مجدي
فى كتاب، يقدم أسلوبا لفهم الشريعة الإسلامية، بالرجوع إلى تاريخها ومحاولة فهم الحاضر المرتبط بها وإشكالياتها، يرصد الكاتب البريطانى من أصل هندى صدقت قدرى فى “جنة الله على الأرض” رؤيته للشريعة. وتناول موقع القنطرة الألمانى للحوار مع العالم الإسلامى كتاب “جنة الله على الأرض” فى تقرير له، لافتا إلى أنه حقق نجاحا كبيرا فى بريطانيا، مشيرا إلى أنه استند على إحصائية بريطانية مفادها أن نحو 50% من المسلمين يرون الشريعة الإسلامية بشكل إيجابي، مع اختلافهم فى التفاصيل وعدم اتسامهم بالأصولية دون تجميل أى شئ. ويحاول صدقت قدرى من خلال هذا الكتاب تصحيح الصورة المغلوطة عن الإسلام والمسلمين فى الغرب، والتى تختزل دور الشريعة فى فرض العقوبات البدنية التى لا تنتمى إلى العصر الحالى فقط. ولفت صدقت قدرى فى كتابه إلى التعريف اللغوى لكلمة “الشريعة”، التى تعنى “مورد الماء الذى يستقى منه”، وصار المعنى المجازي فيما بعد “الطريق إلى الحياة الإسلامية الحسنة”، معتبرا أن الشريعة منهج، وليست مجموعةً من الأحكام القانونية المحددة بشكل واضح، كما أنها غير موجودة بمعزل عن المدارس الفقهية أو التفسيرات الفردية (تفسيرات السلفيين على سبيل المثال)، مشيرا إلى أن أفضل ترجمة لكلمة الشريعة، يمكن أن تكون “العدالة المقبولة دينيا”. ولفت القنطرة فى تقريره إلى ما ذكره صدقت قدرى فى كتابة حول قيام الشريعة، لافتا إلى أنها لم تقم مباشرة مع نشوء الإسلام فى النصف الأول من القرن السابع الميلادى، بل تشكلت لاحقا فى القرنين التاليين وخضعت حتى يومنا هذا إلى تغييرات كثيرة. ويؤكد صدقت قدرى فى كتابه إلى أن القرآن وحده لا يكفى أبدًا لأن يكون أساسا للشريعة، لذلك أضيفت بمرور الزمن تقاريرا حول أفعال وأقوال النبى باعتبارها أساسا تشريعيا، وصارت تعرف بما يسمى “السنة النبوية”. ويتناول صدقت قدرى فى كتابه المدارس الفقهية الأربعة، لافتا إلى أن هذه المدارس تعود إلى مؤسسيها وجزئيا إلى تقاليد محلية راسخة، وأنه خارج نطاق هذه المدارس الفقهية تموضع السلفيون الذين يزعمون اتباع مرحلة صدر الإسلام من خلال مجانبة الصيرورة التاريخية للشريعة، وهم ينطلقون من الأخذ حرفيًا بالمتوارث ومن عدم وجود مجال للتأويل، مشيرا إلى ابن تيمية كرائد لهذا التيار. ويرى صدقت قدرى فى كتابه أن الأصولية السلفية لم تكتسب شعبيةً كبيرة سوى فى الآونة الأخيرة، وأنه بالرغم من تأثيرها على الخطاب الإسلامي الحالي، إلا أنها لا تـحدد السياسة ولا الممارسة القانونية الفعلية إلا فى حالات استثنائية، مشيرا إلى أنه حتى فى البلدان التى تسرى فيها أحكام الشريعة رسميا، تجري محاولة تجنب أقسى العقوبات “الحدود”. وأشار صدقت قدرى فى كتابه إلى أنه لا يكفى حاليا إلغاء العقوبات الوحشية ببساطة عبر التأويل أو الحيل القانونية، إنما يتوجب على المسلمين العزم على رفضها مبدأيا، لافتا إلى أن الشريعى لا تعنى سوى العدالة، لأكثر المسلمين الملتزمين، لكن تفاصيل المفهوم مختلفة للغاية. موضوعات متعلقة..
المصدر: اليوم السابع