كتاب يتناول التجربة القصصية للأديب الأردني جمال ناجي

الجسرة الثقافية الالكترونية
محمد نوّاف الدويري*
المصدر / الراي الاردنية
– تتناول الباحثة حنين معالي في كتابها «الرؤية والتشكيل الفني في قصص جمال ناجي القصيرة» التجربة القصصية للأديب الأردني جمال ناجي من حيث الرؤية التي تحملها القصص والتشكيل الفني الذي يبرز هذه الرؤية.
وبحسب الباحثة فإن القصة القصيرة تعتبر من الفنون الأدبية الحديثة التي تتصف بخصائص فنية تميزها عن غيرها من الفنون النثرية الأخرى، فهي تعتمد على التعبير عن لحظة معينة وتركز على قضية أو حدث ما لتسلط عليه الضوء بطريقة مكثفة وفنية تحدث الإفادة والإمتاع للقارئ لأنها تشد انتباهه لقضايا ربما تكون صغيرة لا ينتبه لها، فتظهر القصة بطريقة فنية ابداعية مستخدمة الأساليب الأدبية واللغوية والتقنيات الفنية المختلفة ونقل خبرة الكاتب وتجاربه للقارئ بقرائتها، مبينة أن هذا الكتاب يتناول التجربة القصصية للأديب الأردني جمال ناجي من حيث الرؤية التي تحملها القصص والتشكيل الفني الذي يبرز هذه الرؤية.
يقول الدكتور ابراهيم خليل في تقديمه للكتاب أن قصص جمال ناجي استأثرت باهتمام الدارسين ونقدة الأدب، حيث نشرت عنها مقالات وكتابات في المجلات العربية والصحف الأردنية مما يضع الكاتب وأعماله في دائرة الضوء، ويضيف أن الكاتبة معالي وجدت ما يستحق أن يتناول من هذه القصص بصورة تجمع بين الشمول والتركيز والعمق، حيث أن أكثر المقالات التي نشرت لناجي كانت تدور حول واحدة من المجموعات القصصية الأربع التي صدرت له بين عامي 1989 و 2011.
ويضيف خليل أن ما يتضح من دراسة حنين للمجموعات الأربع من حيث الرؤى الفكرية والظلال الدلالية فيها أن الكاتب تتجاذبه قضايا عددة في مقدمتها قضية التباين الإجتماعي بين فقراء معوزين وآخرين أثرياء مسرفين كما لا يغفل عن مسائل، تتعلق بوعي الناس وغيرها.
ويبين خليل أنه جذب انتباه الباحثة تنوع الرواة في قصص جمال ناجي فهو لا يلتزم بنوع واحد، إضافة إلى أن جمال ناجي عني بالشخوص كما بينت معالي في كتابها أن الميزة الطاغية عليها التنوع، ويضيف « وفي الزمن القصصي تتجلى التقنيات السردية عدة توافرت عليها القصص كالحكي مباشرة، وتيار الشعور، التذكر، التداعي الحر، والسرد».، مبينا أن معالي أكدت أن جمال ناجي يعتمد على البناء الفني لقصصه على الأساليب والتقنيات الحديثة، وأن بناءه لم يكن تقليديا، كما أن عناوينه لها دلالات خاصة، كما ينسجم الزمن الفني عند ناجي مع طبيعة التكثيف في القصة القصيرة التي تروي حدثا معينا في لحظة معينة وفقا لما بينته معالي.
ويقع الكتاب الذي صدر عن وزارة الثقافة، ضمن منشورات الطفيلة عاصمة الثقافة الأردنية في 336 ص من القطع الكبير تتقاسمها أربعة فصول، في الأول تقف بنا المؤلفة عند ما تعبر عنه القصص في مجموعات ناجي الأربع من مضامين اجتماعية، ونفسية، وفلسفية، وشعبية ثقافية، ومضامين سياسية عن النكبة، والنكسة.
وفي الثاني تتوقف الكاتبة عند تقنية الراوي، فقد وظف الكاتب في قصصه الراوي العليم، والراوي المشارك، والثاني منهما أكثر توافرا في القصص، وجمع في بعض القصص بين الراوي العليم والراوي المشارك، أما الفصل الثالث تتناول الباحثة الشخصيات، فتستقصي أولا صورة الرجل في القصص: الأب والزوج والصديق وصورة المرأة ثانيا: الأم والزوجة والأخت والصديقة، وصورة الطفل ثالثا، أما الفصل الرابع، فقد خصصته للتقنيات السردية في القصص، فعرضت لاستخدامه التذكر، والمنولوج الداخلي، والحوار، وتوقفت كذلك إزاء العناوين، والأمكنة، واستخدام الكاتب للزمن في سرده للقصص، ولم يفتها أن تتناول الحبكة، ولغة الكاتب. وقد استعانت الباحثة بعدد غير قليل من المراجع التي تتحدث عن الكاتب، وقصصه، أو عن القصة القصيرة بصفةٍ عامَّة، أو عن القصة القصيرة في الأردن، وموقع الكاتب جمال ناجي منها.