«كتّاب إربد» يستذكر الشاعر الراحل رضوان

الجسرة الثقافية الالكترونية

أحمد الخطيب*

المصدر / الراي الاردنية

لم تمت الكلمات بموت عبد الله رضوان، والشعر باق والنقد باق، لم يمت سوى عبد الله رضوان، فموت الرجال أجسادا لا مواقف وأفكارا، وقد استحق ضجة الغياب، كما استحق صخب الحضور، بهذه الكلمات استهل رئيس فرع رابطة الكتاب بإربد الكاتب المسرحي حسن ناجي، الأمسية الاستذكارية التي نظمها مساء أول في مقره، وشارك فيها الناقد والشاعر نضال القاسم والشاعران حسن البوريني وعبد الرحيم جداية والفنان ناصر القواسمي.
وتابع في الأمسية التي حضرها حشد من محبي الراحل إن رضوان وزير ثقافة دون حقيبة، كانت تدل عليه المواهب الجديدة التي يرعاها، والمبدعون الرواد الذين وقف إلى جانبهم، نكاد نراه في كل إصدار ثقافي محترم، نكاد نراه في كل الأمسيات الثقافية ذات المستوى، يكاد يرانا الآن فيصفق لنا، وحده تحدث عن نشاطات المؤسسات الثقافية في الشمال.
وخلص ناجي إلى أن رضوان عرف قيمة الوقت، فجاءت كل برامجه ناجحة، وكانت لديه خطة سنوية للأنشطة الفنية والثقافية والاجتماعية.
الناقد القاسم من جهته قدم ورقة بعنوان:» تجربة القصيدة ورؤيا الشعر»، عرض فيها سيرة بانورامية للراحل رضوان، لافتا فيها إلى أن الراحل رغم الكم النوعي الذي راكمه عبر مسيرته لم يكن يسعى قط إلى الشهرة في حياته، كما أنه لم يشهد له البتة بتهافته وراء الأضواء ووسائل الإعلام والدعاية، إنما الشهرة هي التي سعت إليه، منوها أن الشهرة لم تستطع أن تغيّر من أصالته ونبل قيمه، ومن وفائه لمبادئه ومواقفه.
وقال إن من يقرأ قصائد عبد الله رضوان يتوقف طويلا أمام الحضور البهي لمشاهد وحالات ومواقف إنسانية نراها تحضر متشحة بإزار الشعر المفعم بالحرارة والمفتوح على رؤية وتأمل طويلين، مشيرا إلى أن شعر رضوان يمتاز بالنضارة والجدة والاقتصاد في العبارة، فهو شاعر تجريبي كما يرى متنوع في أساليبه ومغامراته في استعماله للأوزان، وهو يحسن استخدام اللفة الأفضل الدالة على المعنى دون أن ينحدر إلى الخطابية أو البلاغة الجمهورية.
وخلص إلى أن بناء النص الشعري عند رضوان ظل في كل الأحوال مرتبطا بالإطار العام الذي اختاره لنفسه، ليس فحسب من حيث الارتباط بالواقع الاجتماعي والتعبير عن قضاياه ومشاكله، ولكن أيضا بما وظفه من آليات فنية وفكرية لهذا الغرض.
من جانبه قرأ الشاعر جداية قصيدة بعنوان:» أغنية الشتاء»، جاء فيها:» تبوح أغنية الربيع، لعابرين على مشارف وردك الزاهي، ترتل لحنها الممزوج في رئتي، الناي يجذبني إليك، والشعر يجذبني إليك، حين يلتهب الصباح، على مجامر خدها، وتقول نرجسة
أجبني، هل يعيش الكون موسيقى الصلاة، مع الوجود».
تلاه الشاعر البوريني بقراءة قصيدة بعنوان:» لست أحترف البكاء»، قال فيها:» لست أحترف البكاء، على طلول الراحلين، وليس لي مشراب دلى قهوة، أغدو لنكهة مرّها، لو ما وقفت على قبور الميتين، وليس لي في جوقة النداب، دكة عارف، أرنو لها، لو أن هذا الموت هاج على المراكب والسفين، فعليك من بال القصيدة دمعها، وعلينا صمت الفاقدين».
الفنان القواسمي قدم على آلة العود مقاطع من قصيدة قام بتلحينها للشاعر الراحل بعنوان:» سقوط النسر»، من ديوان:» خطوط على لافتة الوطن»، ومن كلماتها:
«أنا آخر العاشقين،
وأوّل من يحملون الصليب…
أنا لست بالشاهد الأزليّ،
ولكنّهم أوثقوني على وتد في الجنوب،
وقالوا: وتطلع
كانت بلادي تسير على جدول الدّم
والشهداء،
فقلت انزلوني على الأرض،
أشتمّ حضن بلادي…
فإنّ التي تصلبون ابنها،
وإنّ التي ترزقون بها..
وإنّ التي سافر المتوسّط
في نحرها،
تسمى بلادي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى