«كورال سنبلة» ينشد للسلام

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

 

فاتن حموي

 

من حقّ أيّ طفل في العالم أن يتعلّم، وأن ينشد للسلام، ويحلم بوطن يرعاه ويهتمّ فيه. من هنا، كان مشروع «كورال سنبلة» للأطفال، وهو أحد برامج جمعية «سنبلة» التي تعمل على توفير الدعم والتعليم للأطفال السوريين اللاجئين في لبنان، وكذلك الأطفال اللبنانيين الأقل حظاً.

تقول رئيسة جمعية «سنبلة» ماسة مفتي حموي إنَّ «سنبلة تنشد السلام لأنّ الطفل من حقّه أن يأمل بمستقبل أفضل، ومن أبسط حقوقه الشعور بالأمان. هذا الحفل ليس موجّهاً إلى لبنان أو سوريا بل إلى العالم أجمع لتحقيق قيم الإنسان».

وتضيف في حديث إلى «السفير» أنّ كورال «سنبلة» للأطفال هو ثمرة جهد كبير وتدريب استمر عاماً بمساعدة كورال «الفيحاء» بقيادة المايسترو باركيف تاسلاكيان، وبالتعاون مع بلدية عنجر، وجمعية الدعم الاجتماعي، ومبادرة (كيدز فور كيدز) وهي مبادرة لتعليم الأطفال، وبتمويل من مؤسسة «ناي» النمساوية التي تُعنى بدعم الأطفال اللاجئين السوريين عن طريق الموسيقى.

ويهدف برنامج «سنبلة تمكين»، وفقاً لحموي، إلى الدعم النفسي للأطفال عن طريق الموسيقى والدراما والفنون، مع التركيز على معايير عالية الجودة، «ولما كان المشروع ليرى النور، لولا المايسترو باركيف تاسلاكيان»، تقول حموي.

وشهد «مركز عمر المختار» التربوي في البقاع مساء أمس، الحفل الأول للكورال «بهدف توجيه الشكر إلى الشركاء المحليين وأهالي أطفال الكورال الذين ينتمون إلى ثلاث مخيمات موجودة في البقاع، وكان من المقرّر أن يشهد مساء الأحد حفلاً رسمياً للكورال برعاية وزارة التربية والتعليم العالي بالتنسيق مع برنامج زكي ناصيف الموسيقي في الأسمبلي هول في الجامعة الأميركية في بيروت، إلَّا أنّ هذا الحفل تمّ تأجيله إلى وقت لاحق لأسباب تتعلّق بالحراك في بيروت. وسيحيي الكورال حفلاً في مؤسسة الصفدي الثقافية في طرابلس في الليلة نفسها». تشرح حموي أسباب التنسيق مع برنامج زكي ناصيف بالقول، إنَّ «الراحل قدّم أغاني للسلام خلال فترة الحرب، بالإضافة إلى كونه قيمة فنية كبيرة، ولأغانيه أثر عميق في نفوس الأطفال، وكذلك الحال بالنسبة إلى أغنيات الأخوين الرحباني. يمكنني القول إنَّ اختيار الأغاني مليء بالرقي، وهذه التجربة انعكست إيجاباً على الأطفال من حيث تعزيز ثقتهم بأنفسهم، وحقن العنف في ما بينهم، كما ساهمت في بلورة العلاقة مع مفهوم التعليم. أضحى الأطفال يغنون في المخيمات وفي المدارس، وابتعدوا عن الإسفاف في بعض الأغاني الرائجة حالياً».

وتتراوح أعمار الأطفال بين الثامنة والرابعة عشرة، «البداية كانت مع تدريب 125 طفلاً، وخلص الأمر إلى 95 طفلاً ومن المقرّر أن يشهد هذا البرنامج توسعة في العام المقبل، ليضم أطفالاً لبنانيين في الكورال»، وفقاً لرئيسة الجمعية.

من جهته، يقول المايسترو باركيف تاسلاكيان إنّ العمل بدأ منذ عام، وتدريبات الأطفال استمرت عشرة أشهر، و «تمّ اختيار 18 أغنية من أرشيف الفنان زكي ناصيف والأخوين رحباني ومن التراث، ويشارك الأطفال الفنانة أميمة الخليل الغناء في (عصفور) و (قمر المراية)، كما تغني الخليل منفردة (بسهر أنا واياك) و (شو بحب غنيلك) من كلمات جرمانوس جرمانوس، ولحن هاني سبليني بمشاركة سبليني على البيانو، وهي الآلة الموسيقية الوحيدة على المسرح». ويضيف أنّ المسرح سيضمّ 120 شخصاً من بينهم 40 من كورال الفيحاء الكبار، ويعزو مشاركته إلى إبراز أهمية تأثير الغناء اجتماعياً على الأطفال.

بدورها، تشرح الخليل عن مشاركتها، بالقول: «يهمّني أن أساند من يمثّل لهم صوتي في الذاكرة ولو بصيص أمل، ويهمني أن أكون موجودة إلى جانب كل طفل محروم ومظلوم، ولا ننسى أنّ إنشاد السلام هو مطلب أساسي ويومي وأزلي، فما زالت الحروب مستعرة وتزداد وطأتها يوماً بعد يوم بصور مختلفة»، فيما يرى سبليني أنّ الطفولة هي المدماك الأساس في المجتمع «والموسيقى قادرة على تهذيب النفس وإطلاق العنان لكل المشاعر الإيجابية».

بطاقة تعريف

جمعية «سنبلة» هي منظّمة غير سياسية وغير ربحية تعمل على تحقيق فكرة أنّ التعليم العالي الجودة، هو حقّ لكل طفل حتى خلال الأزمات. تهدف «سنبلة» إلى إحداث تغيير وأثر إيجابي في حياة النازحين واللاجئين من الأطفال والشباب السوريين داخل وخارج سوريا وذلك من خلال دعمهم وتمكينهم من المهارات الأساسية في مجال التعليم ليتمكّنوا من رسم مستقبلهم والإسهام في تحقيق مستقبل أفضل لبلدهم، وذلك من خلال الحد من تردّي العوامل الثقافية والتعليميّة ومكافحة العنف وعمالة الأطفال التي انتشرت في السنوات الماضية نتيجة تفاقم الأزمة السورية، والعمل على تمكين وتفعيل دور المعلّمين والخبراء السوريين لتطوير وصقل مهاراتهم التعليمية والقيادية، وتعزيز الشراكات والتحالفات مع المؤسسات المحلية والدولية المعنية في مجال التعليم، ونشر وترسيخ رسالة من «إنسان إلى إنسان» لتفعيل دور العمل المجتمعي وتعزيز المبادئ المدنيّة وقيم حقوق الإنسان.

المصدر: السفير

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى