كي لا ننسى: ذكرى وفاة المفكر و عالم الاسلاميات التطبيقية الجزائري محمد أركون

الجسرة الثقافية الالكترونية –
في مثل هذا اليوم من سنة 2010 توفي محمد أركون المفكر والباحث والأكاديمي وعالم الاسلاميات التطبيقية الجزائري. ولد محمد أركون عام 1928 في بلدة تاوريرت ميمون الأمازيغية بالجزائر
وانتقل مع عائلته إلى بلدة عين الأربعاء حيث درس دراسته الابتدائية بها. ثم واصل دراسته الثانوية في وهران لدى الآباء البيض، يذكر أركون أنه نشأ في عائلة فقيرة، وكان والده يملك متجراً صغيراً في قرية اسمها (عين الأربعاء) شرق وهران، فاضطر ابنه محمد أن ينتقل مع أبيه، ويحكي أركون عن نفسه بأن هذه القرية التي انتقل إليها كانت قرية غنية بالمستوطنين الفرنسيين وأنه عاش فيها «صدمة ثقافية»، ولما انتقل إلى هناك درس في مدرسة الآباء البيض التبشيرية، والأهم من ذلك كله أن أركون شرح مشاعره تجاه تلك المدرسة حيث يرى أنه عند المقارنة بين تلك الدروس المحفزة في مدرسة الآباء البيض مع الجامعة، فإن الجامعة تبدو كصحراء فكرية.
ثم درس الأدب العربي والقانون والفلسفة والجغرافيا بجامعة الجزائر ثم بتدخل من المستشرق الفرنسي لوي ماسينيون (Louis Massignon) قام بإعداد التبريز في اللغة والآداب العربية في جامعة السوربون في باريس. ثم اهتم بفكر المؤرخ والفيلسوف ابن مسكويه الذي كان موضوع أطروحته.
فارق محمد أركون الحياة في 14 سبتمبر 2010عن عمر ناهز 82 عاما بعد معاناة مع المرض في العاصمة الفرنسية ودفن بالمغرب.
تميز فكر أركون بمحاولة عدم الفصل بين الحضارات شرقية وغربية واحتكار الإسقاطات على أحدهما دون الآخر، بل إمكانية فهم الحضارات دون النظر إليها على أنها شكل غريب من الآخر، وهو ينتقد الاستشراف المبني على هذا الشكل من البحث. يتميز طرح أركون الفكري على محاولة نقد أسس العقيدة الإسلامية على غرار المستشرقين حيث تتلمذ على المدرسة الاستشرقية ويورد كثيرا من المقدمات الخاطئة التي يبني عليها نتائج غير صحيحة. من آرائه أنه يرى أن القرآن محرف بسبب أن النقل غير مؤتمن وأن عند الدروز والإسماعيلية والزيدية وثائق سرية مهمة تفيدنا في معرفة النص الصحيح.
عُين محمد أركون أستاذا لتاريخ الفكر الإسلامي والفلسفة في جامعة السوربون عام 1980 بعد حصوله على درجة دكتوراه في الفلسفة منها، وعمل كباحث مرافق في برلين عام 1986 و1987. شغل ومنذ العام 1993 منصب عضو في مجلس إدارة معهد الدراسات الإسلامية في لندن.
كتب محمد أركون كتبه باللغة الفرنسية أو بالإنجليزية وترجمت أعماله إلى العديد من اللغات من بينها العربية والهولندية والإنكليزية والإندونيسية:
• من مؤلفاته:
– الفكر العربي – الإسلام: أصالة وممارسة – تاريخية الفكر العربي الإسلامي أو «نقد العقل الإسلامي» – الفكر الإسلامي: قراءة علمية – الإسلام: الأخلاق والسياسة – الفكر الإسلامي: نقد واجتهاد – العلمنة والدين: الإسلام، المسيحية، الغرب – من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني. – أين هو الفكر الإسلامي المعاصر؟ – القرآن من التفسير الموروث إلى تحليل الخطاب الديني – تاريخ الجماعات السرية
• الجوائز التي حصل عليها:
– ضابط لواء الشرف – جائزة «بالمز» الأكاديمية – جائزة ليفي ديلا فيدا لدراسات الشرق الأوسط في كاليفورنيا. – دكتوراه شرف من جامعة إكسيتر عام 2002. – جائزة ابن رشد للفكر الحر عام 2003.
#المغرب