لدنماركي يحيى حسن: فلسطين هي تاريخي وثقافتي

الجسرة الثقافية الالكترونية –

صدر للشاعر الدنماركي من أصل فلسطيني يحيى حسن (19 عاماً)، ديوان واحد بعنوان “يحيى حسن”، تجاوزت مبيعاته 100 ألف نسخة، وأصبح بين ليلة وضحاها ظاهرة في عالم النشر الدنماركي، بحسب جريدة “الباييس” الإسبانية.

وبدأ يحيى حسن كتابة الشعر بعد أن بدأ في التدخين بقليل، في سن الثانية عشرة، وعن ذلك يقول: “هما يسيران معاً، لا أستطيع الكتابة دون تدخين”.

ويضم ديوان حسن 150 قصيدة مكتوبة بحروف كبيرة ودون علامات ترقيم، لسبب يوضحه حسن: “شكل الحروف الصغيرة أحمق، لا تعجبني على المستوى البصري، أي تفسير آخر ليس إلا مجرد تأويل”.

وأوضح الكاتب الشاب: “لست مستعداً لكتابة شرح تحت كل قصيدة، القصائد تُفهم من تلقاء نفسها، وإن لم تكن كذلك، فهي قصائد سيئة”، اليوم الطبيعي بالنسبة له أن يتجول في شوارع كوبنهاجن، حيث يعيش، يمر على المقاهي، كما يلقي محاضرات في أكاديمية الكتابة الإبداعية، يدخن، ويسمع القرآن الكريم، ويرسم لوحات تجريدية بحجم كبير لم يرها أحد، ولا يعرف إن كان سيخرجها للنور ذات يوم أم لا.

يقول حسن إنه يسجل ملحوظات طول الوقت، إنها طريقته في الكتابة، ويعرّف نفسه بأنه قوي الملاحظة جداً “أترك الحياة لتلهمني، أستمع للراديو، أركز في حوارات الآخرين، في الكلمات التي يستخدمها الناس، وأتأمل حولها وأستخدمها”.

كان يفعل ذلك منذ طفولته، كان يدون على الورق، الآن يدون على آي فون، أهم شيء أن يدون أفكاره، خيالاته، كلماته، وإن لم يفعل ذلك لا يدخل في العملية الشعرية؟

بحسب حسن، فإن الشعر والكلمة أنقذاه البيئة الهامشية التي كان يعيش فيها، مع أب حاد المزاج وأم خاضعة، مضيفاً أنه كان من الممكن أن يتحول إلى مراهق مجرم عندما هجر الدراسة، إذ كان يتسكع في أماكن الإنترنت ومراكز الصغار. أحد مدرسيه في واحدة من الأكاديميات التي ذهب إليها مع شباب آخرين، انتبه له أثناء درس قراءة النصوص، ودون أن يستشيره، قدم مخطوطه لدار نشر جيلدندال، وبعد قليل تلقي حسن مكالمة تخبره بموعد للقائه.

وعن ذلك يقول: “كنت في قمة سعادة حياتي في تلك اللحظة، لقد هاتفتني أكبر دار نشر في الدنمارك”.

يكتب الشاعر الشاب من منطقة الألم، الخوف، الغضب، لا يفعل ذلك ليخرج من الجو المسلم في حيّه، بل أن ذلك رده إليه.

ورغم أن أبيه لم يطلعه على رأيه بأشعاره، لكن الديوان حقق مبيعات هائلة، كان مثل الطلقة التي سرت بين النقد والمديح.

ويضيف: “وسائل الإعلام تخلق توقعات كبيرة حول مستقبلي، أنا نفسي لم أخطط لها”.

فلسطين تاريخي
تلقى اليمين المتطرف في الدنمارك أشعار حسن وسحبها إلى أرضه، “حاولوا استخدامها ضد الإسلام”، بينما يوضح أنه ليس ضد دين أبويه.

يضيف :”أنا فلسطيني”، ويشير لعلم فلسطين المعلّق كدبوس على معطفه: “هذا تاريخي وثقافتي، ولدت في الدنمارك، أحمل الجنسية الدنماركية، لكن لا أستطيع أن أتحول لدنماركي”.

يتابع: “لا أحمل أي رفض للدنمارك، أنسجم مع اللغة، أعبر عن نفسي بالدنماركية والعربية، لكن تاريخي ليس التاريخ الأوروبي”، رغم ذلك، يوضح أنه معجب بالعادات الغربية ويرفض بعض العادات العربية، يفزعه وجود نظرة عامة لصورة العالم الإسلام، كما يزعجه “نفاق” الغرب أمام صراع الشرق الأوسط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى