«لكم لبنانكم ولي لبناني».. جبران يخاطبنا الآن

الجسرة الثقافية الالكترونية-السفير-
*صفوان حيدر
«لكم لبنانكم بكل ما فيه من الأغراض والمنازع ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني» قالها جبران خليل جبران ضمن مقالة وجدانية ثقافية شهيرة حولها ونظمها الفنان جورج الزعني إلى ملصقات فوتوغرافية في معرض افتتح مساء أمس الأربعاء في دار الندوة ـ الحمراء، بفوتوغرافيا همام فضل الله وغرافيك رانيا إبراهيم وإخراج فني لفؤاد شهاب. كل ملصق في المعرض صورة فنية فوتوغرافية متكاملة بحد ذاتها ومطرزة بكلمات جبران. تتماوج مناظر الملصقات بين الأبيض والأسود والرمادي مع أنوار وظلال الطبيعة اللبنانية، وان كان يغلب عليها مناخ الخريف وأنواره، ربما انسجاماً مع هذا الوقت من نهاية شهر أيلول. تغيب عن المعرض مظاهر العمران المدني الحديث التي لم تكن تجذب جبران مع انه عاش في ازدحام العمارة النيويوركية. تتألق صور المعرض بسحر الريف اللبناني بجباله وأرزه ومغاوره وأشجاره وآثاره البعلبكية والجبيلية والصيداوية والصورية والعنجرية والهرملية والطرابلسية، وطبعاً صخرة الروشة البيروتية والمعالم الأثرية الرومانية القديمة.
تركز الصور على الأصالة التراثية للمناظر الطبيعية وعلى الجمال البيئي البكر الذي تفجره ينابيع الكلام والإيحاءات الفوتوغرافية الطبيعية النقية: «لكم لبنانكم ومعضلاته ولي لبناني وجماله»، كلام مكتوب فوق آثار معبد فينوس اليوناني ـ البعلبكي، أو أمام نبع العاصي: «لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام. أما لبناني فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو ازرقاق السماء»، أو كلام مفعم بالتحدي: «المحراث الخشبي الذي تجره العجول في منعطفات لبنان، لأشرف وأنبل من كل أمانيكم ومطامحكم».
امتلأت قاعة دار الندوة بالجمهور على أنغام أغنيات المحبة لفيروز من كتاب النبي الجبراني. كلام جبران يخاطب «الذين يجتذبون القلوب إليهم أينما وجدوا. إنهم السائرون نحو الحقيقة والجمال والكمال».