لماذا يخسر الفلسطينيون العرب ؟- ابراهيم جابر ابراهيم

الجسرة الثقافية الالكترونية – خاص

أنا لا أفهم فكرة الإصرار على أن يكون (كل المصريين) معنا ! اذا كان (كل الفلسطينيين) ليسوا مع الفلسطينيين ! أليس هناك خونة في الصف الفلسطيني ؟ عملاء ؟ جواسيس شاركوا في التخطيط لاغتيال قادة كثيرين ؟!! لماذا نحاسب شعبا تعداده مئة مليون بسبب خمسة اشخاص أو عشرين او حتى مئة ألف !

ثم أنَّهُ هناك – في هذا الظرف المحتدم – مصريون كثيرون لم يكونوا مع مصر نفسها وشككوا فيها وفي ثورتها وفي قياداتها . وشتموا قيادات وشخصيات مصرية وعرَّضوا بها واستباحوا سمعتها واسماءها . هذا يعود بالأصل لمسألة لها علاقة بحرية الإعلام في مصر !! ولها علاقة بتقاليد حرية رأي تكرَّست في بلد عمره 7 آلاف سنة .

لا أتحدث عن الشتائم وعن البذاءات والتخوين فذلك خروج عن العروبة والقيم ولا علاقة له بحرية الإعلام، لكنني أتحدث أيضاً عن تيار في الشارع المصري لا يجب محاكمته أخلاقياً ان عارضنا في الرأي، وليس من المنطق أن أطالب دولة تعدادها مئة مليون أن تكون على رأي واحد، ونحن لم نستطع ان نجعل مليون فلسطيني على رأي واحد، ( بل إن بيتاً فلسطينياً واحداً تجد فيه الشعبية والديمقراطية وفتح وحماس معا! ) ولا يجوز أن ننصرف لحروب فرعية مع الشعوب العربية ونحن أحوج ما نكون لعمقنا العربي . وعلينا أن نكفّ عن التصرف كملائكة ، فأنا أستطيع أن أعدّد لكم مئات المقالات التي كتبها فلسطينيون جَرَّحت في خيارات الشعب المصري وفي ثورته الأخيرة، وعشرات التظاهرات التي رفعت شعار رابعة ، .. هل نقبل بأخذنا بجريرة هؤلاء ؟!

هل نتحمل مسؤولية مئات الفلسطينيين الذين يشتمون ليل نهار قيادات مصر على صفحاتهم ومآذنهم ومقالاتهم ؟!

لماذا نصرُّ أن نخسر العرب في وقت نحن أحوج ما نكون لهم ؟!

لن أتحدث عن الإمارات والاتهامات التي وجهت لممرضيها واطبائها لأن شهادتي وأنا اعيش فيها ستفهم فوراً أنني مستفيد من النفط ومنتفع من حكومته، لكن أهل غزة يعرفون عن مشاريع الإمارات أكثر مني وعن مدينة زايد في غزة ومشاريع أخرى كثيرة، ومن المضحك أن تكون اسرائيل جنَّدت عشرات الإماراتيين معاً، مرة واحدة، في اسبوع واحد، للتجسس على غزة التي لا تعاني من نقص في الجواسيس ( ارجعوا لمن وشى باحمد ياسين ويحيى عياش والرنتيسي وووو وشارك في اغتيالهم . لم يكونوا إماراتيين بالتأكيد ! ) والذي ساعد في اغتيال المبحوح في دبي كان فلسطينياً بينما الذي كشفه كان إماراتياً !

لا أدافع هنا عن الإمارات على حساب شعبي. ولكنني أدافع عن مصداقية شعبي وعن خطابه الذي شوَّشه الغوغاء والسوقة.

أمس كانت هناك حملة ترأسها الملكة رانيا وولي عهد الأردن لارسال المساعدات لغزة لم تَسلم هي الأخرى من الشتائم والسخرية !

لماذا ؟!! لصالح مَن ؟ لماذا نخسر اصدقاءنا واشقاءنا ؟ الوضع الذي نحن فيه ليس مبررا ابداً لتوزيع الانهامات بشكل عشوائي بحجة أننا تحت القصف !

عاش العراقيون سنوات طويلة تحت القصف ولم يتهموا العرب ولم يخوّنوهم ! ويعيش السوريون تحت القتل منذ 3سنوات ولم يفعلوا ذلك !!

لماذا كلّما نشبت حرب سارعنا لشتم العرب قبل شتم اسرائيل ؟؟

عندما أرسلت مصر شاحنات المساعدات نشرنا صورة ( انا متأكد أنها مختلقة ) لكمشة فول مسّوس وقلنا ساخرين هذه مساعدات مصر، متجاهلين انه حتى لو كان الأمر كذلك فإن هذا هو ما يأكله المصريون، والذين زاروا هذا البلد واكلوا خبزه يعرفون !

يكفينا خسارات، حتى لا نصل الى زمن لا نسمع فيه حتى الرثاء من العرب، يكفينا هذه المهارة في خسارة الناس !

والآن يتبنى الأذكياء انفسهم اليوم تصريح ضابط اسرائيلي ويتناقلوه بزهو مفاده أن حماس لم تعد جماعة مقاتلة بل صارت جيشا كبيراً وقوياً، دون ان يفهم هؤلاء ان هذا مبرر امام العالم لضربها بكثافة اكبر وقسوة أشد ّ !! وقعوا في الفخ وصاروا يتناقلون التصريح بفرح وسعادة !!

كيف يفكر هؤلاء، ومتى سيسود العقل ؟!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى