لوحات نمروقة في «زارة سنتر».. تجليات لونية لمشاهد كونية

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -يقترح الفنان ايمن نمروقه في تجربته الشخصية الاولى سلسة من الاعمال الفنية تتكون من عشرين عملا مختلفة الاحجام تحكي في طياتها جمال هندسة الطبيعة وتفاعلات المواد والعناصر الكونية , والمعرض الذي افتتح برعاية الرئيس التنفيذي لشركة زين احمد الهناندة في جاليري زاره سنتر هو بمثابة تجليات لونية عن مشاهد كونية كثيرة.
يتعرف المتلقي من خلال اللوحات الى تضاريس وسطوح الارض المتنوعة والكواكب الاخرى فتكوينات نمروقة هي كمن يطل على الكواكب من علو كبير حيت تداخل المشهد والكتل الالوان ينقل المتلقي من مكان لاخر , فقد يجد المشاهد المحيطات وشطآنها وزخات شهب تحركت للتو وسطوح كواكب غامضه وملامح المستنقعات والسبخات وبحيرات سوريالية وصحارى وكهوف على جدرانها اثار زمن غابر.
تعتمد بنائية الفنان نمروقه الرئيسة على التقنية وتصنف لوحته في المدرسة الحدثية اي ما يحدث من تشكيل فني بعد خليط الخامات بالالوان قد تكون متوافقة كيميائيا وقد لا تكون من فئة واحدة ليجد في كل سطحا لونيا متمازجا متداخلا يعبر عن مشهد كوني ما.
يلجا الفنان الى خلط الاحبار بالاكريلك والرمل وفتات الورق والبودرة اللونية والالوان الذهبية وما يتوفر لدية من خامات ويظل يجرب على السطح التصويري يستخدم عمليات البناء والهدم او العكس والكشط و التعتيق والتشميس ليحصل على الفكرة التي في مخيلته وعي عن مشها ما مخزن في ذاكرة البصرية.
يصوغ نمروقه المشهد بتأن فقد مكث في محترفه ثلاث سنوات يجرب ويجرب حتى انجز عشرون لوحة من الاحجام الكبيرة والمتوسطة والصغيرة , وصياغته للمشهد تعتمد على فكرته بان الطبيعة قادرة على تنظيم ذاتها في خضم الفوضى , من هنا بقدر الخامات الكثيرة المستخدمة في كل لوحة وتداخلها وطريقة بناءها الا انها في نهاية الامر عالما من الكتل والخطوط المتناغمة والمتشكلة على نحو مريح بصريا.
لونيا عرف الفنان نمروقه سر التجانس اللوني وما اهميته ففي كل يتخذ الفنان لونا واحدا لكل لوحه الى جانب تدرجاته الكثيرة مع الانزياح نحو بعض الالوان الاخرى التي تقترب كيميائيا من الثيمة اللونية الرئيسة ففي تجربته مجموعة الازرق و البنفسجي والترابيات والذهبي وفي كل المجموعات خليط لوني متماهي مع تلك المجموعات فنجد الاف التدرجات الطبيعة ومنها المتاكسدة بفعل التقنية والعجينة اللونيه ومنها الطبيعي من حجارة البحر والمرجان الحجارة الكريمه الفيروز والعقيق وغيرها والتي طعمها الفنان للسطوح ليجلب اثارة وتعبيرية اكبر للمشاهد والسطوح.
الى ذلك اتاحت مساحة اللوحات الكبيرة للفنان حرية الحركة في نشر الوانه وخاماته ليحقق فضاءات عبرت عن عنوان المعرض « فضاءات كونيه « وان الاتساع في المساحة وفر لها حشد الوان كثيرة جدا في كل سطح الى جانب تنويع ملامس السطح ففي كل لوحة تضاريس لونية تختلف عن اللوحات الاخرى.
وعرف نمروقه كيف يبرز صورة الماء والبحيرات والشطآن في مجموعة الازرق والكواكب والشهب في مجموعة النفسجي والصحراء وسطوح الكواكب والكهوف في مجموعة الترابيات , ولان الفنان نمروقه حالم ومتامل لم يشا رصد كائنات حيه او ادميه في لحاته فهو ينشد الطبية وما فيها من جماليات , وهو ما بحث عنه في تجربته الاولى.
ولد نمروقه في عمان سنه 1977 ودرس ادارة الاعمال عمل في مجال الادارة وهو الان متفرغ للفن .