لويس عوض .. أديب المعارك الحامية

الجسرة الثقافية الالكترونية

*جهاد فاضل

المصدر: الراية

 

مرّت مئة سنة على ولادة الناقد والمفكّر والباحث المصري الكبير الراحل الدكتور لويس عوض وأقيمت في مصر أكثر من ندوة عنه، واستذكر الكثيرون معاركه الأدبية والفكرية الكثيرة التي خاضها بوجه خصومه، أو خاضها هؤلاء الخصوم بوجهه، ومنها معركته التي حاول أن يثبت فيها أن ابن خلدون الذي يفخر العرب أيما فخر بإبداعه وأصالته كما تجلّيا في “مقدمته” الشهيرة، إنما هو نتيجة من نتائج عصر الرينسانس الأوروبي، تأثر بآداب الأجانب وأخذ عنهم. ومن هذه المعارك أيضاً معركته حول أبي العلاء المعري. فقد استنتج من بعض ما قرأ حول فيلسوف المعرة أنه درس في دير سرياني قديم بمنطقة اللاذقية، وبالتالي فقد تأثر في أدبه، وبخاصة في “رسالة الغفران” ، بالأدب اليوناني القديم. لقد نفى عنه، استناداً إلى ذلك، كل أصالة واعتبره مجرد متأثر بأدب أجنبي قديم.

 

وتصعب الإشارة إلى كل المعارك التي خاضها، أو خيضت ضده، ولكنه بدأ حياته الأدبية بديوان شعر سماه “بلوتولاند” وقصائد أخرى من شعر الخاصة حملت مقدمته على وجه الخصوص نقداً عنيفاً للشعر العربي وأسسه ومقوماته. وقد أثارت هذه المقدمة من الجدل، ما لم يثره أي كتاب آخر. وقبل التعليق عليها، وإيراد بعض نماذج هذا الديوان الشعرية، سنورد أهم ما ورد فيها لأن صاحبها، أي لويس عوض، اعتبرها بداية “مشروع” أدبي وشعري وثقافي. لم يلتفت الكثيرون إلى شعر لويس عوض في ديوانه هذا، إذ اعتبروه شعراً ركيكاً ضعيفاً، في حين نظر إليه آخرون كنوع من شعر ريادي أو طليعي، خاصة وأنه تضمّن تجديدات في الشكل كان الشعر العربي بحاجة ماسة إلى مثلها.

 

والواقع أن مقدمة “بلوتولاند” لم تكن مجرد مقدمة لديوان شعره وإنما كانت عاصفة لم يعتد الأدب العربي كثيراً على مثلها في السابق لأنها نعَت الشعر العربي واعتبرته قد مات. متى مات؟ مات سنة 1932 على وجه التحديد بموت أحمد شوقي. “ومن كان يشك في موته، فليقرأ جبران ومدرسته، وإبراهيم ناجي ومدرسته. أما شعائر الدفن فقد قام بها أبوالقاسم الشابي وإيليا أبوماضي وعلي محمود طه المهندس ومحمود حسن إسماعيل وعبد الرحمن الخميسي وعلي أحمد باكثير وصالح جودت وصاحب هذا الكتاب أي لويس عوض!.

 

وقبل أن نتابع هذا “البيان” الثوري نشير إلى أن لويس عوض عاد إلى هذا الديوان، في أواخر حياته، بعد خمسين عاماً على صدوره، ووضع له مقدمة ثانية هي بمثابة مراجعة للديوان ولمقدمته النارية في آن، والمقدمتان جديرتان بأن تُبسطا من جديد، وأن تُقرأ اليوم لمعرفة ما الذي بقي للتاريخ منهما ومن الجهد الذي قدّمه عوض للشعر العربي. فإذا كان الجميع متفقين على أن شعر لويس عوض في ديوانه هذا شعر ضعيف، فإن الجميع متفق أيضاً على ضرورة قراءة مقدمتيه هاتين نظراً لأهميتهما التاريخية، لا لسلامة أو صحة ما ورد فيها. فما ورد فيهما يحتمل نقاشاً كثيراً، وقد تناولهما باحثون مصريون وغير مصريين بلا حصر. وإذا كان الكثيرون يعتبرون لويس عوض صاحب “مشروع” فكري أو أدبي، فبلوتولاند عنصر أساسي في هذا المشروع. وسنرى عند الاطلاع على “مقدمته” مدى تهافت الكثير مما ورد فيها، بل مدى “طفولة” أفكارها والنظريات التي اشتملت عليها. كان لويس عوض عندما كتب بلوتولاند في فورة الشباب، إن لم نقل في فورة المراهقة الفكرية والأدبية. وقد سقط مع الوقت هذا الديوان، كما سقطت مقدمته، ولكن قبل التوسّع في نقد الاثنين سنتولى عرض ما ورد في المقدمة الأولى، كما في المقدمة الثانية تباعًا.

 

يقول لويس عوض: “إني أعلم علماً أكيداً بأن جيلنا يحس الشعر أكثر مما أحسّه جيل شوقي. فجيلنا معذّب، وجيلنا ثائر، وجيلنا عاش في الأرض الخراب. وجيلنا لم يولد بباب أحد، وجيلنا يقرأ فاليري وإليوت ولا يقرأ البحتري وأبا تمام. وجيلنا عزيز لا يعفر الجباه لأحد، وإذا كان جيلنا يحس الشعر أكثر مما أحسه جيل شوقي، فتقصيره في قول الشعر لا يدل على موت الشعر، بل يدل على موت الشعر العربي أو انكسار عموده على الأقل!.

 

بمثل هذه النبرة الحادة يكتب لويس عوض، ويتابع: “الشعر لم يمت، وإنما مات الشعر العربي. وحقيقة الحال أن عمود الشعر العربي لم ينكسر في جيلنا، وإنما انكسر في القرن العاشر الميلادي: كسره الأندلسيون. وحقيقة الحال أن الشعر العربي لم يمت في جيلنا، وإنما مات في القرن السابع الهجري: قتله المصريون. وأصدق من هذا أن يقال إن الشعر العربي في مصر لم يمت لأنه لم يولد قط بها!.

 

ويضيف، إنه في الأندلس ضاق الشعراء بمادة الشعر العربي فلم يتعرّضوا إلا لألوان من العاطفة تليق بأهل أراجون وكاستيل وصور من الحياة لا يعرفها البدو أو المستبدون. وفي الأندلس ضاق الشعراء بالأداء العربي التقليدي فاصطنعوا عبارة دمثة متمدنة. وفوق هذا وذاك ضاق الشعراء في الأندلس لأول مرة بأشكال الشعر العربي وقوالبه فعدَلوا عن نظام القافية الواحدة وانصرفوا عن الأوزان المجلجلة ذات الدوي فكسروا بذلك عمود الشعر العربي الفخم الأثيل وأقاموا مكانه عموداً جديداً رشيقاً هشاً منمقاً بديع التكوين. ومهما تكن خطورة التحوّل الذي أصاب الشعر العربي في المهجر الأندلسي من حيث التخيل أو مادة الوجدان أو الذوق اللفظي، فإن ذلك التعبير بقي عربياً في جوهره من حيث النحو والصرف والمورفولوجيا.

 

فالأندلسيون إذن كسروا عمود الشعر، لم يكسروا عمود اللغة، أما المصريون فقد كسروا عمود الشعر وعمود اللغة جميعًا. ومن كان يرتاب في أن الشعر العربي قد عاش في مصر غريباً، فليفسّر لنا كيف عجزت مصر عن إنجاب شاعر عربي واحد بين القرن السابع والقرن العشرين له خطره. بل ليفسّر لنا كيف عجزت مصر عن إنجاب شاعر عربي واحد في أكثر من ألف عام، ولقد كان من فوضى القيم أن يتكلف المؤرخ مهمة الناقد فيَحشد البهاء زهير والقاضي الفاضل وابن نباتة وابن مطروح وأشباههم من صعاليك الشعراء في مدرسة واحدة يُطلق عليها اسم المدرسة المصرية، كأنما ينبغي أن تكون لمصر مدرسة في الشعر العربي وما لهؤلاء الناظمين إلا قيمة تاريخية وحسب، والمبالغة في تقديرهم إخلال بمقاييس الحكم لا شك في ذلك، فقول القائل:

 

ورمش عين الحبيب

 

يفرش على فدان

 

يعدل عندي كل ما قدم المستعربون من قريض بين الفتح العربي عام ٦٤٠ ومحمود سامي البارودي، وعَجْز المصريين عن قول الشعر العربي في الفترة الواقعة بين الفتحين دلالة على شيء واحد هو أن المصريين لم يمثلوا اللغة العربية القرشية كما يمثل الكائن العضوي غذاءه، بل اصطنعوا لأنفسهم لغة خاصة بهم أصولها قرشية ولكنها تختلف عن العربية القحة في ألف بائها ونحوها وصرفها وصيغ ألفاظها وعروضها.

 

وبرأي لويس عوض، أنتج المصريون في هذه اللغة الشعبية التي اصطنعوها أدباً شعبياً لا بأس به، فيه شعر كثير وفيه نثر كثير، أدبًا قوامه من ناحية ملاحم الهلالي والزناتي والزير سالم وأمثالهم والغنائيات الحمر والخضر وعديد الندابات، ومن ناحية أخرى الأمثال القومية والأساطير.

 

ولكن التركيب العُبودي الذي اتصف به المجتمع المصري طوال هذه القرون قد صرف انتباه الدارسين إلى الأدب العربي، أدب الخاصة، وجعلهم يهملون الأدب المصري، أدب الشعب، وليس هذا بمستغرب فالمثقفون في كل جيل يستمدون ثقافتهم من ثقافة السادة المحليين أو السادة المستعمرين بحسب الحال لأنهم يولدون بأبوابهم. ما من بلد حي إلا وشبّت فيه ثورة أدبية شعبية هدفها تحطيم لغة السادة المقدّسة وإقرار لغة الشعب العامية أو الدارجة أو المنحطة. فأصحاب “الكوميديا الإلهية” و “أغنية رولان” و”قصة الوردة” و”دون كيشوت” وحكايات كانتربري” في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا وإنجلترا أبطال شعبيون قبل أن يكونوا أدباء، وزعماء استقلال قبل أن يكونوا أصحاب فن عظيم لأنهم كفروا باللغة المقدّسة (اللاتينية) وآمنوا بلهجاتها المنحطة، والكنيسة التي تخفّ دائماً إلى حماية السادة من العبيد قامت يومئذ بدورها التاريخي فحاولت إخماد ثورة العبيد وأهدرت دم الثائرين أما في مصر ثار كثيرون على اللغة بعضهم داخل النطاق النظري كلطفي السيد وبعضهم بصورة عملية مثل بيرم التونسي شاعر مصر الأول، ولكن ثورتهم لم تكن بالثورة الفعّالة لأن العبيد لم ينضجوا بعد لتحطيم أغلالهم ورغم ذلك فنحن نحني رؤوسنا أمامهم ولسوف ينجبون العمالقة في مستقبل الأيام.

 

الثورة الطفولية واضحة من الفقرات التي تقدّمت ولكن هذه الثورة الطفولية لا تكتفي بما أوردته سابقاً، وإنما نورد لاحقاً أمراً بمنتهى الخطورة هو أن لويس عوض صمّم وهو “طالب بعثة” في إنجلترا على الكتابة الدائمة باللهجة المصرية العامية ثم تراجع عن ذلك، لنقرأ الفقرات التالية التي يتحدّث فيها عن ذلك في ما يلي:

 

يقول لويس عوض بالحرف الواحد: “كان لويس عوض عام 1937 يتعلم مبادئ اللغة الإيطالية بين الحشائش السحرية التي تملأ الفلاة بين كامبريدج وجرانشستر وقد استرعى انتباهه أن البعد بين اللغة اللاتينية المقدّسة ولهجتها المنحطة الإيطالية أقل من البعد بين اللغة العربية المقدسة ولهجتها المنحطة المصرية من حيث المورفولوجيا والفونطيقا والنحو والصرف فضلاً عن المفردات فعُجب لإصرار المصريين على اللغة المقدسة وكانت نتيجة هذا العجب التجارب العامية داخل هذا الديوان (بلوتولاند) وكان يحدّث أصدقاءه في إنجلترا وفرنسا بخلاصة تفكيره وهم من دارسي الرياضة والاقتصاد والكيمياء ولا يعرفون عن اللغة والأدب كثيراً أو قليلا، فوجد منهم إعراضاً رقيقًا مؤدبًا، فازداد عجبه لذلك الإعراض الذي لم يفهم سببه من قوم لا يعرفون عن اللغة أو الأدب كثيرًا أو قليلاً. فلما أن عاد إلى مصر عام ١٩٤٠ جاهر برأيه فلم يُصادف إعراضًا وإنما صادف غِلظة في الجدل توشك أن تكون زجرًا، ورأى في العيون استنكارًا وجزعًا، فازداد عجبه. ولكن سرعان ما أفهمه بعض أصدقائه أن المسألة حسّاسة لأنها تتصل بالدين رأسًا لأن استخدام اللغة المصرية كأداة للكتابة قد ينتهي بعد قرن أو قرنين بترجمة القرآن إلى اللغة المصرية، كما حدث للإنجيل أن ترجم من اللغة اللاتينية إلى اللغات الأوروبية الحديثة فزال عجبه لما صادف من غِلظة وما رأى في العيون من جزع واستنكار.

 

ففهم مما تقدّم أن لويس عوض كانت لديه نيه عندما كان يدرس في إنجلترا بأن يعتمد اللهجة أو اللغة المصرية أداة للكتابة بدل اللغة العربية الفصيحة ولكنه تراجع عن نيته، هذا استناداً إلى الصعوبات التي واجهها عند عودته. وفي إحدى فقرات “مقدمته” هذه يقول إن الاعتراف باللغة المصرية لا يتبعه بالضرورة موت اللغة العربية إذا احتاط الناس لذلك، إذ ليس هناك ما يمنع من قيام الأدبين جنباً إلى جنب “إلا إذا شكّكنا في جدارة اللغة العربية والأدب العربي وقدرتهما على الحياة” .

 

ويضيف: “ولكن لويس عوض رغم كل ذلك قد سكت مؤثراً أن يتولى الدفاع عن رأيه مسلم لا مجال للطعن في نزاهته، وإني لأعلم أنه قد عاهد الثلوج الغزيرة المنشورة على حديقة مد سحر في خلوة مشهودة بين أشجار الدردار عند الشلال بكامبريدج ألاّ يخطّ كلمة واحدة إلا بالمصرية وقد برّ بعهده في العام الأول بعد عودته فكتب شيئًا بالمصرية سمّاه “مذكرات طالب بعثة” ولكنه استسلم بعد ذلك وخان العهد، فلتغفر له الثلوج الطاهرة التي لم تدنسها حتى أقدام البشر” .

 

يتضح مما تقدّم أن الأمر ليس أمر أدب فقط لا غيره وإنما هناك “مشروع” يمتزج فيه الأدب بالسياسة أو بالأيديولوجيا فالكتابة باللغة المصرية لم تملها ضرورات فنيه لا غير، وإنما تمليها دوافع أخرى. لويس عوض كان قبطيًا مسيحيًا وكانت رؤيته هذه رؤية منتم إلى هذه القبطية خالي البال والقلب من الحفاظ على العربية الفصحى، لغة القرآن والحديث والتراث والتاريخ وقبطيته هنا واضحة من اضطراره إلى الصمت عن الدعوة إلى اللغة المصرية مؤثرًا أن يتولى الدفاع عن وجهة النظر التي يبسطها مسلم، فلويس عوض إذن مشغول البال بالتجديد: تجديد الشعر وتجديد اللغة ولكن تجديده تجديد “أقلوي” لا تخفي أقلويته ولعل نقطة الفساد في بوصلته تعود إلى عدم مراعاته مقومات الأدب العربي وقيمة العليا وقيم الحضارة العربية الإسلامية من أساسها وقديمًا قالوا: “ويل الشجيّ من الخليّ” !.

 

ثمة إذن “مشروع” يهدف إلى تحطيم عمود الشعر العربي كما يهدف إلى تجاوز العربية إلى العامية واعتماد هذه الأخيرة ، ومن السذاجة الظن بأن لويس عوض كان يحدوه في هذا المشروع شعور واحد وحيد هو ترقية الشعر العربي والأدب العربي، فلا ريب أن دوافعه للتجديد ليست أو لم تكن دوافع أدبية وفنية محضة.

 

وينهي عوض هذه المقدمة بمجمل ما فعله وما لم يفعله “فهو لم يقصد بنشر هذا الديوان أن يفتح فتحاً بل أن يخلق دوّامة صغيرة من دوّامات الفكر وسط هذا الأسن الأزلي. وهو يعلم أنه نهب الشعراء على نطاق لم يسبق له مثيل ونهب الألوان في محطات السكة الحديدية وفي الطبيعة وفي عقل الإنسان ونهب الروائح كذلك، ولكنه لا ينتظر من يقول له نهبت، فهو في الحواشي يرد كل ما نهب إلى أصحابه وعذره في النهب أنه لم ينهب لنفسه وإنما نهب للشباب الحيارى الذين يشمون رائحة الغابات في السينما وينامون فرادى على سرر المستشفيات ويذوقون مرارة البطالة قبل أن يتخرّجوا في الجامعة، فمن أجل هؤلاء قال لويس عوض الشعر (والكلام له) وهو ليس بشاعر، وهو يَعد بألا يكرّر هذه الغلطة ولو نُفي في بلاد الخيال. ولو أنه أراد الآن أن يقرض الشعر لما استطاع فقد انقطع عنه منذ أن عاد إلى مصر في الخامسة والعشرين فقد أجهز عليه كارل ماركس ولم يعد يرى من ألوان الحياة الكثيرة ومن ألوان الموت الكثيرة سوى لون واحد، وغدت أمامه الحشائش حمراء والسماوات حمراء والرمال والمياه وأجساد النساء وأحاديث الرجال والفكر المجرّد كلها غدت أمامه حمراء بلون الدماء. حتى الأصوات والروائح والطعوم غدت حوله حمراء كأنما شب في الكون حريق هائل وهو راض بأن يعيش في هذا الحريق، فمن رأى السلاسل تمزّق أجساد العبيد لم يفكر إلا في الحريّة الحمراء” !.

 

تلك هي أبرز ما ورد في مقدّمة “بلوتولاند” وقصائد أخرى من شعر الخاصة.

 

و “المقدمة” التي نقلنا نماذج منها أحدثت عاصفة في زمانها، ولعل أهم ما دعا إليه لويس عوض فيها هو الكتابة باللهجة أو اللغة العامية وهي نفس الدعوة التي دعا إليها أدباء وشعراء آخرون في لبنان مثل سعيد عقل ويوسف الخال، والملاحظ أن هؤلاء الثلاثة: عوض وعقل والخال ينتمون إلى الأقليات الدينية ولم يجدوا أي نجاح في دعوتهم هذه.

 

وفي عدد قادم سنعرض لمقدمة أخرى لهذا الديوان وضعها لويس عوض له بعد مرور نصف قرن على صدوره وسنرى عندها ما إذا كان قد تراجع عما ورد فيها أم أصرّ على مضمونها.

 

ونود أن نشير أخيرًا إلى أن “بلوتولاند” ليست الحريق الوحيد الذي أشعله لويس عوض في غابة الأدب العربي المعاصر والحديث فالواقع أنه أشعل حرائق كثيرة شكّلت جزءًا من معارك الأدب العربي في القرن العشرين، ولكن حريق “بلوتولاند” كان أولها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى