ليلى البلوشي تفترض رسائل حب بين “ميللر” و”نن”

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-

استضاف اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، مساء أمس الأول، في مقره في المسرح الوطني الكاتبة العمانية ليلى البلوشي في أمسية حول كتابها الجديد “رسائل حبّ مفترضة بين هنري ميللر وأناييس نن”، قدّم المحاضرة الشاعر والتشكيلي محمد المزروعي مستعرضاً ملامح من سيرة الكاتبة العلمية والعملية، كما قرأ الورقة النقدية التي أعدها الدكتور معن الطائي حول الكتاب .

تحدثت ليلى البلوشي عن تجربتها الكتابية وبواكير إنتاجها الأدبي والإبداعي الأول وقالت “الكتابة بالنسبة لي وليدة القراءة، فأنا شغوفة بالقراءة والمطالعة، وأول ما بدأ وعيي الأدبي والإبداعي يتشكل كنت أميل إلى الشعر، لكن النثر خطفني، لأنني وجدت فيه مساحة كبيرة للتعبير عن ذاتي وما يختلج في داخلي، ومع ذلك لم أهجر الشعر تماماً، بل أصبحت أدمجه في النثر، وأحرص على شعريته” .

ولفتت إلى أن كتابها الجديد “رسائل حبّ مفترضة بين هنري ميللر وأناييس نن” تدور فكرته حول رسائل مفترضة تبادلها كل من الروائي الأمريكي هنري ميللر، والمؤلفة الأمريكية من أصل إسباني أناييس نن في خضم العلاقة التي ربطت بينهما 1903- 1977 والتي كانت علاقة قوية واستثنائية، جمعت بين الصداقة والحب طوال فترة طويلة، والكتاب يضم 52 رسالة افتراضية من وحي خيالها، سردت من خلالها مسار تلك العلاقة، إضافة إلى رسالة واحدة حقيقية هي الرسالة التي كتبتها إلى والدها، وكأنها تحيل القارئ إلى مضمون إهدائها وما سطرته على خلفية غلاف كتابها حيث كتبت “حب الأب هو الحب الوحيد الآمن” .

وقرأ محمد المزروعي الورقة التي كتبها الناقد الدكتور معن الطائي حول الكتاب وقيمته الأدبية، وجاء فيها “إن الكتاب يتماهى مع فكرة الباحث والناقد الثقافي آلان كيربي في كتابه “الحداثة الرقمية: كيف تفكك التكنولوجيا ما بعد الحداثة وتعيد صياغة ثقافتنا”، وهو عبارة عن إعادة إنتاج لشكل أدبي قديم ضمن مفردات الحضارة الرقمية الجديدة وبصيغة افتراضية رقمية .

وأشار إلى أن المغامرة التي خاضتها الكاتبة تكمن في كونها تقمصت فكراً وإحساسا لشخصيتين من أكثر الشخصيات الأدبية إثارة للجدل والخلاف في القرن العشرين، هما هنري ميللر وأناييس نن، من دون أن تكون الكاتبة معنية بخصوصية التجربة الفردية للشخصيتين اللتين وظفتهما كقناع لجماليات البوح الداخلي، فهي تثبت ذلك في تمهيد سبق نص الرسائل الافتراضية: (هذه الرسائل من قلب وفكر ليلى، أما الكاتبان الشهيران هنري ميللر وأناييس نن فهما مجرد افتراض) . وفي هذا التمهيد تتجاور الأسماء الثلاثة ليلى وهنري ميللر وأناييس نن لتوحي ضمنياً بحوارية تفاعلية تمتد على مدى اتساع الكتاب . وأكد أن الكتاب جاء زاخراً بالإحالات الأدبية والفنية والثقافية المتنوعة وبأسماء مشاهير الفنانين والكتاب والشعراء الذين عرفوا بتمردهم وتفرد عبقرياتهم الإبداعية مثل “رامبو” و”بودلير” و”جان جينيه” و”سلفادور دالي” و”دويستوفسكي” و”إيلوار” و”ماريا لو سالومي” والعديد غيرهم .

وأوضح أن لغة الكاتبة جاءت منسابة بعفوية البوح وبعيدة عن الافتعال والتكلف . وتنوعت النبرة في الكتابة ما بين لغة رجولية قوية وقاسية ولغة أنثوية عذبة وشفيفة . وفي مواضع معينة تندمج اللغتان في خطاب إنساني يتجاوز الهوية الجنسية لقائله 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى