مؤتمر الرواية العراقية.. نافذة للأمل وبحار من العتاب والغضب!

الجسرة الثقافية الالكترونية
عبد الأمير المجر
شهدت العاصمة العراقية بغداد أعمال المؤتمر الاول للرواية العراقية، للفترة 14 -15 يناير/كانون الثاني الجاري الذي اقامه الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، بحضور عدد غير قليل من الروائيين والادباء والشعراء وتحت شعار “نحكي لنحيا” والشعار جاء محاكيا لكتاب الروائي العالمي غابريل غارسيا ماركيز “عشت لأروي”!
المؤتمر جاء استجابة لواقع ثقافي جديد فرضته الرواية التي شهدت حضورا غير مسبوق في المشهد الابداعي العراقي، على مستوى الكم والنوع، حيث صدرت بعد العام 2003 مئات الاعمال الروائية وتوجت بحصول أكثر من روائي عراقي على جوائز عربية مهمة من بينها “البوكر” التي ترشحت لقائمتيها الطويلة والقصيرة أسماء عراقية عدة منذ انطلاقتها، وحصدها قبل عامين أحمد سعداوي وكذلك جائزة “كتارو” القطرية التي ترشح لها أكثر من عمل عراقي، اذ كان من أبرزهم الروائية ميسلون هادي والروائية ناصرة السعدون وغيرهما.
وقائع المؤتمر التي توزعت بين البحوث والشهادات، رافقها أيضا محور الرواية والسينما، حيث دعي اليه عدد من المهتمين العراقيين في هذا المجال من بينهم الناقدان السينمائيان كاظم مرشد السلوم وفراس الشاروط وحسين السلمان، اضافة الى المخرجة المصرية أسماء إبراهيم التي حضرت بمعية الناقد المصري بدر شوقي يوسف الذي قدم هو الاخر ورقة نقدية عن الرواية العراقية، كونه من المتابعين لها وله أكثر من إسهامة نقدية تناول فيها أعمالا روائية وقصصية عراقية.
ابرز الحاضرين من عراقيي الخارج الروائي الكبير عبدالرحمن مجيد الربيعي، المقيم في تونس منذ ربع قرن، وكانت له اأكثر من إسهامة أغنت جلسات المؤتمر الى جانب القاص والروائي الكبير أحمد خلف الذي قدم شهادته في الجلسة التي ضمته الى جانب الربيعي والروائية هدية حسين التي جاءت من كندا حيث تقيم هناك.
لم يسلم المؤتمر من سهام النقد التي وجهت إليه من الداخل والخارج، اذ احتج عدد غير قليل من الروائيين ونقاد الرواية العراقيين لعدم دعوتهم الى المؤتمر الذي كانت آثار الوضع المالي الصعب الذي يشهده العراق حاليا، واتحاد الادباء بشكل خاص، واضحة عليه، حيث كان عدد المدعوين قليلا قياسا الى عدد المبدعين والنقاد في الداخل والخارج، ممن انتقد بعضهم ادارة الاتحاد بشدة، بل أعلن بعضهم سحب عضويته من الاتحاد! عاديّن ما قام به الاتحاد تجاهلا لأهميتهم ومكانتهم الابداعية، وهو ما نفاه الاتحاد.
وأوضح الاتحاد أنه لا يستطيع ان يلبي رغبة جميع الزملاء من الروائيين والنقاد لضيق ذات اليد ليس إلاّ! وان ابواب المؤتمر مفتوحة للجميع لحضور الجلسات وإغنائها بالحوار، لاسيما بالنسبة لسكان العاصمة بغداد. وقد كان هناك حضور واضح أثناء الجلسات التي اقيمت في فندق بغداد في قلب العاصمة.
وفي الجلسة الختامية أعلن عن اطلاق جائزة بغداد للرواية، على ان تذكر تفاصيلها لاحقا، وتم تكريم عدد من المبدعين والمشاركين.
المصدر: ميدل ايست اونلاين