مؤتمر عن “ثقافة الطفل والهوية العربية” 28 أكتوبر

الجسرة الثقافية الالكترونية
تُجري جائزة الدولة لأدب الطفل استعداداتها لاستضافة مؤتمر “ثقافة الطفل والهوية العربية.. تحديات ورهانات”، والذي تنظمه الجائزة في الدوحة يومي 28 و29 أكتوبر المقبل، بهدف دعم الكتابة العربية الموجهة إلى الطفل، والاهتمام بكل ما يثري ثقافته.
وقد قامت اللجنة المشرفة على المؤتمر خلال الفترة الماضية باختيار البحوث المشاركة في المؤتمر، بعد أن تلقت عددًا كبيرًا من الأبحاث من عدة دول عربية مختلفة، وقد بلغ عدد الراغبين بالمشاركة في المؤتمر ما يقرب من 324 مشاركة، تم اختيار 22 ورقة بحثية من ضمنها للمشاركة في محاور المؤتمر الستة.
وتغطي المحاور الستة الأوجه التي تعين على الارتقاء بثقافة الطفل العربي ويضم المحور الأول منها الدراسات النقدية التي تسلط الضوء على جهود الأدباء العرب المهتمين بالكتابة إلى الطفل، وكذلك المؤسسات التعليمية والتربوية والثقافية، أما المحور الثاني فيُعنى بالطرائق والأساليب والإستراتيجيات الخاصة بتعزيز تثقيف الطفل العربي، حسب النظريات المختلفة، لاسيما ما يتوافق منها مع الواقع العربي ونوعية الطفل العربي، فيما يركز المحور الثالث على الدراسات التي تهتم برصد مدى حضور النصوص الأدبية في أفق الأفراد (الأدباء) والمؤسسات التربوية (التعليم العام بمراحله – والتعليم العالي الجامعي) وبيان أثر هذه النصوص في التثقيف وتعزيز الوعي عند الطفل، ويخص المحور الرابع الدراسات المعنية برصد التأثيرات العميقة لثورة تكنولوجيا المعلومات والإعلام، بمختلف أنواعه، في مستقبل أجيالنا وأطفالنا، وذلك على مستويات متعددة، أهمها الوعي والتثقيف واللغة والقيم، وينشغل المحور الخامس بالدراسات التي ترصد مظاهر الثقافة الإلكترونية لدى العرب، خاصة في ظل عالم باتت الرقمنة فيه شعارًا للحاضر والمستقبل، وكذلك رصد الصراع الحاد بين الورقي والرقمي على مستوى التثقيف، بينما يسلط المحور السادس الضوء على الحقوق الثقافية الخاصة بالأشخاص ذوي الإعاقة، في ظل ما خلفه الدين الإسلامي من تراث، وفي ظل الاتفاقيات الدولية، للوقوف على طبيعة التزامات الدول العربية بهذه الحقوق.
ويتطلع هذا المؤتمر إلى الإجابة عن السؤال المعرفي الأكبر في مجال الطفل العربي، وهو: “إلى أي مدى يمكن أن يكون الطفل في مأمنٍ من أن تُشوّه هويتُه العربية، إذا ما أحُسنت طرائق تثقيفه، خاصة أمام ما يواجهه من تحديات وتهديدات متفاقمة؟ وكأنها الحال مع ما يبدو من تقصير بائنٍ يلحق بمؤسساتنا العربية، على تعددها وتنوعها في كل قُطرٍ عربي، خاصة في مجال المسؤولية الحقيقية التي تقوم بها إزاء إعداد أجيالٍ عربية قادرة على خوض غمار التحدي والصمود في عالم السماوات المفتوحة، وبالأحرى نحو العناية الجادة بحماية الطفل العربي الذي به يتحقق المستقبل المنشود، ذلك المستقبل الذي لا تتضح معالمه إلا في ظل هوية قوية تقاوِم أي تهديد قادم، سواء أكان ذلك التهديد قادمًا من التطور التكنولوجي والرقمي أم كان قادمًا من سيادة خطاب العولمة الذي تنمحي معه الفواصل، وتتصدع الثوابت في مجتمعات العالم الثالث. ولعل هذا ما يتطلب الالتفات نحو ضرورة مدارسة القضية في شكلها الثلاثي (القراءة، والثقافة، وأدب الطفل) وهو ما يسعى إليه هذا المؤتمر، خاصة في ظل ما نلمسه من مشكلات متعلقة بالعزوف عن القراءة، وغياب دور الأدب في توعية الطفل العربي ورفع مستوى ثقافته على نحوٍ صحيح، وأيضًا الدور الملتبس للإعلام العربي في تعزيز ثقافة الطفل وتعزيز وعيه بقضايا أمته، ما يجعل الحاجة ماسة إلى البحث عن الأمن الثقافي، الذي يسمح بوعي صحيح وأجيال قادرة على النهوض بأوطانها وأمتها.
وجاءت المحاور الستة بعد مداولات معمقة بين أعضاء اللجنة المشرفة على المؤتمر، الذي يستند على ثلاثة أركان رئيسة هي القراءة والثقافة وأدب الطفل، وهي الثلاثية المترابطة بعضها البعض، وتجيب عن العديد من تساؤلات العصر والمرحلة التي يواجه من خلالها مجتمع الطفولة تحديات وصعوبات عديدة.
وتستهدف الجائزة تشجيع الكتاب والأدباء العرب وسواهم من المبدعين من ذوي العطاء المتميز على إنجاز أعمال إبداعية رفيعة المستوى في مجالات أدب الطفل وفنونه، من خلال رؤية الجائزة الحضارية التي تنهض على الارتقاء بثقافة وفنون الطفل وأن تكون وثيقة الصلة بهويته العربية والإسلامية.
وتشترط الجائزة على المتقدمين لمسابقتها أن يكون الإنتاج المشارك مكتوباً باللغة العربية الفصحى وأن يتميز بالأصالة والجدية والابتكار، ويضيف جديداً لأدب وثقافة وفنون الطفل، ويعكس القيم المثلى في المجتمع العربي، وأن يكون داعماً للموروث العربي والإسلامي والإنساني.
المصدر: الراية