مبدعون ونقاد يحتفون بالعقاد في ذكرى ميلاده ووفاته

الجسرة الثقافية الالكترونية-الخليج-
نظم المجلس الأعلى للثقافة في القاهرة، احتفالية ثقافية بعنوان “العقاد اليوم”، بمناسبة مرور 125 عاماً على ميلاده، و50 عاماً على وفاته . وتناولت الجوانب المختلفة لإبداع العقاد في الشعر والفلسفة والنقد والأدب والفكر . حتى إن عبدالعزيز العقاد، ابن أخ الأديب الراحل عبر عن سعادته بالاحتفالية باعتبارها الأولى تجاه العقاد من جانب المجلس الأعلى للثقافة، معربا عن تمنياته أن يتكرر الاحتفاء بالعقاد مرات ومرات .
واعتبر الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة المصري، الاحتفال مناسبة تاريخية، بقوله: “لم يكن العقاد مجرد أديب ومؤرخ ومفكر وسياسي وشاعر، بل كان كل ذلك، وكان نموذجاً لرجل عصامي علم نفسه بنفسه وتجاوزت ثقافته حدود المعارف التقليدية، لدرجة أنه صار واحداً من البنائين الكبار لثقافتنا المصرية والعربية، بعد أن هضم الثقافتين العربية والأجنبية بشغف شديد” .
واعتبر الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، العقاد، شخصية معجزة، توجب التأمل قائلاً: “نهض الرجل من الرماد، الذي نهضت منه مصر في عصره، وها هو يعود الآن أكثر عنفوانا مع الثورة، التي تفجرت من جديد، والروح التي عادت، ومصر التي انتصرت في يناير ويونيو، وعادت لتستأنف سيرتها مع العقاد ورفاقه، وأبنائه وأحفاده” .
وأكدت المستعربة الإيطالية “فرانشيسكا كراو” أن دراستها للعقاد قد غيّرت مسار حياتها، قائلة: حين جئت للقاهرة، وقمت بدراسة أدب العقاد تغيرت حياتي تماماً، لقد استطاع هذا الرجل إيجاد حلول لكثير من معضلات العصر الحديث، ولا ينقصه سوى القراءة المتأنية والدراسة العميقة لكتاباته” .
وتحدث الشاعر حسن طلب عن الجانب الفلسفي في أدب العقاد، قائلاً: “إن العقاد أحد أبناء الجيل، الذي استأنف شرارة رفاعة الطهطاوي، في شعره وكتاباته، لم يكف الرجل عن الصبو للحرية، والنظر إلى الدين الإسلامي على أن الحرية والعقل والتفكير من أبرز فرائضه، كما أنه لم يتوقف عن النظر إلى الفن باعتباره مرادفا للحرية” .
وتقدم الدكتور أحمد كشك بورقة بحثية عن إبداع العقاد الثقافي، وقال “ذوق العقاد للغة العربية يتحرك على أنها لغة شاعرة، صيغت من أجل العطاء الفني الإبداعي، ومن أجل الإبهار والمتعة، لا من أجل وظيفة نفعية يأكل بها الناس ويشربون ويتاجرون” .
وتطرق أنور مغيث إلى الجانب الفكري، فتحدث عن علاقة العقاد بالماركسية مؤكداً أن العقاد “انبرى في نقدها خلال مرحلة الشيوعية السوفييتية، في وقت كانت تحظى فيه بشعبية كبيرة، وقد تبنى في ذلك استراتيجيات حجاجية مختلفة” .
واستعرض الحسائني حسن عبدالله “فلسفة الجمال عند العقاد” الذي اعتبر الجمال هو الحرية، حيث كان “رائداً في درسه لما يسمى بفلسفة الجمال، وكان مقتحماً وسباقاً” .
وتناول حلمي النمنم، العقاد المتطلع إلى الإبداع بغير قيود، فأكد في ورقة بحثية، أن العقاد ترك الوظيفة الحكومية في وقت كانت فيه تلك الوظيفة محاطة بكثير من الامتيازات، لأنه لم ينسجم معها، وانطلق في عالم الصحافة التي لم يعرف لنفسه مهنة غيرها .
واهتم الفيلسوف الدكتور مراد وهبة بالعقاد الفيلسوف قائلاً إنه فيلسوف بالمعنى القديم، أي أنه محب للحكمة، وتساءل: لماذا وقف العقاد عند الشكل من دون المضمون في دفاعه عن حرية الفكر؟ وأجاب في الوقت نفسه أن المضمون على علاقة بالحقيقة، والحقيقة على علاقة بالعقل، والعقاد أراد ان يفصل بين الحقيقة والعقل .