متاحف قطر والسياحة تطلقان “تحدي قوافل الصحراء”

الجسرة الثقافية الالكترونية
المصدر: الراية
نظمت أمس متاحف قطر ممثلة في إدارة الآثار بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة وبمناسبة اليوم الرياضي للدولة فعالية “تحدي قوافل الصحراء” التي تقام في محمية البروق بمنطقة زكريت يومي الجمعة والسبت من الساعة الواحدة حتى السادسة مساءً، وقد انطلقت القافلة من محمية راس بروق، ووجهت متاحف قطر الدعوة للجمهور للانضمام إلى مجموعة كبيرة من المغامرين الذين قاموا باختبار “تحدي قافلة الصحراء” في وسط المناظر الطبيعية الصحراوية الصخرية الخلابة، لإثبات قدراتهم وتحدّي الظروف الصحراوية القاسية، وقد انطلق التحدّي ظهر أمس لقطع مسافة 12 كم من قرية زكريت ومرّت القافلة على طول الربع الغربي لدولة قطر مع استراحات بالقرب من منحوتات “شرق غرب..غرب شرق” للفنان العالمي ريتشارد سييرا والموجودة في رأس بروق، وآثار قلعة زكريت العريقة.
وبدورها قالت الدكتورة فاطمة السليطي مدير إدارة السياحة الآثرية إن فعالية سباق قافلة الصحراء تسلّط الضوء على الشراكة والتعاون بين متاحف قطر والهيئة العامة للسياحة. ويأتي سباق التحدي بالتزامن مع اليوم الرياضي الوطني لتوعية المجتمع بالمواقع الأثرية الرائعة والأنشطة الرياضية والثقافية الموجودة في قطر، وإحياء لعادة قديمة لتكون بصورة هواية ورياضة في الاحتفال باليوم الرياضي للدولة. ونحن نأمل أن يكون هذا الحدث يوضّح للمشاركين والزوار فهم أفضل للثقافة والتراث القطري والاحتفال بتاريخنا وإثراء تجارب الأفراد الذين يعيشون على تراب قطر أو الذين يزورونها.
وتحتوي منطقة “زكريت” الواقعة بالقرب من “دخان” على الساحل الغربي لدولة قطر، على مناظر برية خلابة ومواقع تاريخيّة وأطلال مدن قديمة. ومن أبرز هذه المواقع قلعة زكريت التي يعود تاريخها إلى القرن الثامن عشر، والتي تمّ تصميمها بشكل مميز يسمح للزائر بملاحظة واكتشاف مرحلتي البناء المختلفتين اللتين بنيت خلالهما القلعة.
ويأتي هذا التحدّي في إطار جهود متاحف قطر والهيئة العامة للسياحة والتي ترمي إلى تنويع المنتجات السياحية، وتسليط الضوء على قطر كوجهة سياحية عالمية تفتخر بجذورها الثقافية، والترويج للمعالم التاريخية والمواقع التراثية القيّمة مثل قلعة زكريت وموقع الزبارة الأثري المدرج ضمن قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي، وغيرها من المواقع الأثرية، وعرض لجمال الطبيعة البرية في قطر.
ويشار إلى أن رائعة الفنان ريتشارد سيرا بعنوان “الشرق-الغرب/الغرب-الشرق”، والتي تم تدشينها العام الماضي بمحمية بروق الطبيعية، تعتبر المشروع الثاني للفنان في الدوحة إذ سبق أن دشن المنحوتة المسماة 7 بحديقة متحف الفن الإسلامي، والتي يصل طولها إلى 80 قدماً، حيث تم رفع الستار عنها في ديسمبر 2012 كأكبر قطعة فنية عامة في قطر، وأطول عمل قام به الفنان “ريتشارد سييرا” على الإطلاق، وهي أيضاً أول قطعة تعرض له في الشرق الأوسط. تم بناؤها من سبع ألواح حديدية تم ترتيبها بشكل سباعي الزوايا لتجسيد وإحياء الأهمية العلمية والروحية للرقم “7” في الثقافة الإسلامية. وتقع المنحوتة على ساحة تمتد لـ 250 قدماً (76 متراً) داخل ميناء الدوحة، والفكرة الأصلية للمنحوتة كان تصميماً ثماني الجهات بطول 66 قدماً (20 متراً).
وجد “ريتشارد سييرا” إلهامه أيضاً في الذكر المتكرّر في القرآن للرقم “7” وحقيقة أن عالم الرياضيات والفلك الفارسي “أبو سهل القحي” كان أول شخص قام ببناء شكل سباعي للزوايا. وقامت هذه العناصر الثلاثة بالتعريف والتركيز على جوهر المشروع. تم وضع جدران البرج التي يبلغ قياس عرضها عشرة أقدام عند قاعدتها وتضيق المسافة في القمة لتسعة أقدام بشكل يتضمّن ثلاث فتحات مثلثة الشكل لإتاحة تفاعل ما بين المشاهد والقطعة الفنية، وما بين مساحة العالم الخارجي ومساحة القطعة الفنية.