مثقفون سوريون يقيمون مجالس أدبية في المخيمات

الجسرة الثقافية الالكترونية-الجزيرة نت-
يزور رمضان للعام الثالث خيم النازحين السوريين وحالهم على ما هو عليه لم يتبدل، كما الوجوه التي خطت عليها سنوات النزوح جملا تقرأ كواقع أليم في أعينهم المتطلعة لمستقبل يعودون فيه إلى سوريا، ومن أجل هذا يقيم عدد من الأدباء السوريين مجالس أدبية لعلهم يخففون عنهم معاناتهم.
ففي مخيم جيلان بينار -الواقع على الشريط الحدودي مع تركيا الذي يبلغ عدد سكانه 25 ألف نسمة يزيدون ويقلون حسب التوتر الأمني في الحدود السورية- يعقد أدباء ومثقفون سوريون مجالس في إحدى خيم النزوح لتناقش أوضاع النازحين بالمخيم ومدى حاجتهم لرفع مستواهم العلمي والفكري وحتى الأخلاقي، في ظل غياب المؤسسات الرسمية التي تكفيهم ذلك.
وتجلس الروائية ابتسام شاكوش -عضوة رابطة الكتاب العرب- في الخيمة تشتكي حاجة المخيم للوعي الثقافي، مؤكدة على دور الأدباء في رفع ثقافة قاطنيه.
وتضيف في حديث للجزيرة نت “حرصت أنا ومجموعة من الشعراء والكتاب الذين يعيشون بالمخيم على عقد اجتماعات أدبية، وأقمنا قبل أيام أمسية أدبية شارك فيها عدد من الشعراء.. كانت سهرة أشبه بالسهرات العائلية لما ميزها من حميمية وعفوية”.
الوعي الثقافي
وتتحدث ابتسام عن الهدف من وراء هذه الأمسيات، قائلة “نهدف بشكل أساسي للكشف عن الطاقات والمواهب وتوعية الجيل الجديد الذي يعيش في ظروف فقيرة يعمها الجهل”.
وتخللت هذه الجلسة الأدبية التي تم عقدها مسابقات أدبية تنافس فيها عدد من شعراء المخيم، ومنهم سامر كنجو الذي شارك عبر قصائد شعبية فيها.
ويتحدث كنجو عن النشاطات التي يوفرونها في الأمسيات، قائلا إنهم يسعون لإقامة جلسات استماع للشعر والقصة، وتقديم مسرحيات ومحاضرات في مختلف العلوم حتى يكون هناك نوع من كسر الملل وروتين الحياة القاسية بالمخيم.
ويؤكد كنجو أن التعليم كان في المخيم قبل بدء هذه المحاضرات في فوضى عارمة، مشيرا إلى أن المدرسة الوحيدة بالمخيم كانت مغلقة.
ويضيف في حديث للجزيرة نت أنهم أجروا انتخابات لاختيار مدير للمدرسة الإعدادية، وتم الأمر بنجاح ورضا الجميع، ثم بعد ذلك تم تشكيل هيئة للتعليم تعمل عمل مديرية التربية، وانحصرت مهامها بتعيين وفصل المعلمين والمستخدمين، ثم تم إنشاء معهد للعلوم الشرعية مستقل بذاته لا يتبع لأي حزب أو جهة سياسية.
وعن المعهد الشرعي يتابع كنجو قائلا إنهم يريدون من خلاله “استعادة الأخلاق الإسلامية والسلوك الإسلامي إلى الحياة اليومية للشعب من خلال فهم صحيح للعقيدة والقرآن الكريم والسنة النبوية، وقسموا المعهد إلى مستويين شعبي وأكاديمي، وهو ممول من قبل اتحاد منظمات المجتمع المدني”