مجموعة أدبية تنطلق من الفيسبوك وتغزو الواقع

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

وداد جرجس سلوم

 

في بداية حديثنا إلى الكاتب والطبيب الفلسطيني عماد أبوحطب مؤسس مجموعة كتاب ومبدعي القصة القصيرة جدا والومضة حاولنا تبين الفرق بين القصة القصيرة جدا والومضة الأدبية لما يشوب الفرق بينهما من خلط وعدم وضوح، وعمّا إذا كان يحق لنا اعتبار الومضة الأدبية أقرب الى الهايكو الشعري.

يقول أبوحطب: نعم هنالك خلط كبير بين مفهوم ق.ق.ج والومضات وحتى بين الاثنتين والخاطرة أو الشعر. لقد عانينا من عدم القدرة على تلمس الفارق بينها.

إن للقصة القصيرة جدا أسس بناء واضحة قمنا بنشر العديد من الدراسات عنها على صفحة المجموعة كدراسات الدكاترة جميل حمداوي ويوسف حطيني وميمون مسلك، كما هو الحال بالنسبة إلى الومضة التي نشرنا العديد من الدراسات عنها ورغم ذلك مازال الخلط موجودا والسبب في ذلك يعود في الأساس إلى أن الكاتب المبتدئ لا يريد أن يتعب نفسه بالاطلاع عمّا هو خارج رأسه.

 

التنظير والتطبيق

 

مؤسس مجموعة كتاب ومبدعي ق.ق.ج والومضة هو أحد أعضاء “الرابطة العربية للقصة الومضة” التي تأسست في سبتمبر 2013، فكان لا بد من معرفة السبب الذي دعاه إلى تأسيس المجموعة، وعن الفروقات التي يعتبرها جوهرية بين هذه المجموعة وباقي المجموعات المشابهة، بما فيها الرابطة العربية للقصة الومضة، يعتبر أبوحطب أن الفروقات نابعة من تركيب المجموعة.

 

ويضيف: مجموعتنا هي أكبر مجموعة مختصة بالقصة القصيرة جدا والومضات وتحاول العمل في هذا الجانب بشكل أساسي والتركيز عليه. نشاطنا لا يعتمد على الاستعراض كإقامة المسابقات اليومية أو الأسبوعية أو التوسع بالحجم دون عكس ذلك على المحتوى أو نشر أي مساهمة يلقيها العضو على حائط المجموعة، فيصبح حالها كحال العديد من المجموعات ينشر فيها كل شيء، فتصبح أشبه بسمك لبن تمر هندي.

 

نحن لدينا برنامج واضح للارتقاء بالمجموعة، لهذا حرصنا منذ البداية على التحرك أفقيا بنشاطات مدروسة تمثلت في العديد من الزوايا المختصة ونشاطات عمودية هدفت إلى مراكمة المعرفة والثقافة لدى الأعضاء. لهذا هنالك زوايا نقدية حول الومضة يشرف عليها الأستاذ حيدر مساد والصالون الأدبي بإشراف حسن فهمي وزاوية الطفل بإشراف جيهان يحيى وزاوية قرأت لكم بإشراف محمد مخزنجي. وزاوية النقد للقصة القصيرة جدا وزاوية نقطة أول السطر النظرية.

ويشير ضيفنا إلى أن العديد من الزوايا التي تغطي أيام الأسبوع والتي تحاول الارتقاء بمفاهيم ووعي الأعضاء. مؤكدا على تقديرهم لجميع المجموعات الأخرى.

يوضح عماد أبوحطب: بدأت المجموعة كصفحة على الفيسبوك، لكن المتتبع يلاحظ أن النشر لم يقتصر على تلك الصفحة بل امتد إلى العديد من وسائل التواصل الاجتماعي. لقد حرصنا منذ البدء أن لا نبقى أسيري مصطلح مجموعة فيسبوكية، لهذا وسعنا نشاطنا ليشمل الكثير من وسائط التواصل الاجتماعي، ويمكن القول إننا المجموعة الوحيدة التي لا يقتصر تواجدها على الفيسبوك وإنما لديها مواقع في تويتر وإنستغرام وفليبورد وتوبللر، ونحضر الآن مع مطلع العام الجديد لانتشار جديد لم نعلنه سابقا، فقد وقعت المجموعة اتفاقات مع العديد من وكالات الأنباء لنشر نصوص أعضائها في هذه الوكالات التي توزعت بين العراق والأردن وفلسطين.

 

وحول تعريفها وتميز إحداها عن الأخرى يضيف أبوحطب: لقد أوضحت أن مفهومنا للمسابقات يختلف عن مفهوم الآخرين فنحن لا نسعى إلى إقامة مسابقات يومية أو أسبوعية تنتهي بتقديم شهادات تقدير، لقد حددنا منذ البدء أننا نسعى إلى إقامة مسابقات نوعية جادة وشفافة لها أسس ومعالم، لهذا أقررنا مسابقات فصلية ووضعنا شروطا تفصيلية للمشاركة بها ونشرناها علنا، كما وضعنا شروطا تحكيمية مفصلة تستند عليها لجان التحكيم وأبقينا أسماء لجان التحكيم سرية حتى لا تتأثر قراراتها وللمزيد من الحيادية والشفافية.

 

يتابع ضيفنا: ضمن هذا الفهم أنجزنا “دورة المبدع زكريا تامر للقصة القصيرة جدا”، والتي كانت مسابقة ضخمة لم يشهد الفيسبوك مثيلا لها من حيث الجدية والشفافية وتوجت بثلاث هدايا قيمة للفائزين، و”دورة المبدع غسان كنفاني للومضة المتدحرجة (فن القص من الومض)” وهي أول مسابقة تختص في هذا الصنف الأدبي الذي كان لمجموعتنا شرف ابتكاره وتأصيله ووضع شروطه ومعايير تحكيمه. ونحن الآن على أبواب الإعلان عن نتائج 3 مسابقات كبيرة أقيمت بمناسبة مرور عام على تأسيس المجموعة، وهي “دورة المبدع غائب طعمة فرمان لمسابقة الومضة المتدحرجة” و“دورة المبدع غالب هلسا لفن الومضة” و“دورة المبدع جمال الغيطاني للقصة القصيرة جدا”.

 

 

منافسة الذات

 

وحيال أي نشاط أدبي لا بد من التعريج على موضوع النشر، وتحديدا أن المجموعة أطلقت دار وهج للنشر الإلكتروني، وفيم إذا كانت الدار متخصصة بنشر القصة القصيرة جدا وما يتبعها من دراسات وتحاليل فقط؟ أم أنها دار شاملة للنشر الإلكتروني يقول عماد أبوحطب: لقد حاولنا منذ البدء أن نوظف جميع إمكانياتنا لخدمة المجموعة وعبر خطوات مدروسة. لهذا حاولنا الابتعاد قدر الإمكان عمّا هو شكلي إلى ما هو جوهري. نحن ندرك صعوبات النشر الورقي والتكاليف الباهظة التي تطلبها دور النشر الورقية لهذا خرجنا بفكرة إنشاء دار وهج للنشر الإلكتروني وهي دار نشر مجانية تهدف إلى نشر إبداعات الأعضاء على صعيد أوسع من الفيسبوك، ممّا يتيح للآخرين الاطلاع عليها.

 

يضيف: خلال شهرين أصدرت وهج أربعين كتابا ما بين القصة القصيرة جدا والقصيرة والومضات والشعر وتوثيق مسابقات المجموعة وخطة عملنا في هذا المجال طموحة جدا، ولكن يبدو أن النشر الإلكتروني وبالرغم من أهميته الكبيرة لا يغني عن النشر الورقي، مما دفع المجموعة لتأسيس دار اليسار للخدمات الإبداعية، والإعلان عن قرب صدور أول جريدة ورقية خاصة بالقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا والومضات، وذلك في سياق ذات الفهم لإنشاء دار وهج للنشر الإلكتروني، عمدنا إلى إنشاء اليسار للخدمات الإبداعية وقد نجحت الدار بإصدار أول كتاب مشترك ساهم فيه 55 كاتبا وهو كتاب “كليب أو نحرق البلد”، وقد أعلن عنه في حفل كبير بالقاهرة. هي خطوة جديدة تخطوها المجموعة للانتقال من عالم الفيسبوك إلى الواقع والنشر الورقي لخدمة الأعضاء.

 

يعلن عماد أبوحطب أن مجموعة كتاب ومبدعي القصة القصيرة جدا والومضة أصبحت كالأخطبوط ممتدة ومتشابكة، وكلنا يعلم أن أي عمل كلما امتدّ واتسع أصبح معرّضا لأخطار وأخطاء أكثر.

المصدر: العرب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى