محمد عبدالفتاح يصدر مجموعته القصصية الأولى ” عزلة الكاتب”

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -المجموعة التي بين أيدينا هي المجموعة الأولى للمبدع محمد عبدالفتاح بعدما نشر في بداية مشواره “مسرحية الياقوت” سنة 2004، والكاتب ابتدأ شاعرا ثم قاصا ومسرحيا. ولعل المسرح استهواه إلى درجة كبيرة كتابة وتمثيلا وإخراجا واليوم يعود الطائر إلى وكره الثاني، وكر القصة القصيرة، لكن عند تصفحنا للمجموعة نرى الأنفاس الثلاثة متداخلة.. مشكلة للنصوص: النفس الشاعري والنفس المسرحي والنفس القصصي، مما أتاح لنا لذة النص كتلك اللذة التي أغرانا بها رولان بارت.
المبدع محمد عبد الفتاح في مجموعته “عزلة الكاتب” استطاع أن يحقق المعادلة الصعبة وهي أن يخلق توازنا متينا بين الشخوص والأحداث والفضاءات واللغة بالطبع، بحيث لا يطغى جانب على آخر، أعطى لكل ذي حق حقه .. نصوص متوازنة بها نفحة شاعرية ومشاهد ولقطات فنية عالية محافظة على الخط السردي الكلاسيكي تارة، ومحطمة له تارة أخرى، بحيث تمتح من التجريب، وتخلق لها عوالم مغايرة محققة بذلك خصوصيتها وتفردها. استطاع محمد عبد الفتاح تحقيق المعادلة الصعبة بحيث غرف من معين القص المغربي وترك بصمته فأجاد وأمتع.
“عزلة الكاتب”: الميتاقصة تستهوي جل القصاصين وعبد الفتاح منهم فالكل يتحدث عن الكتابة من الداخل وهذا ما نلمسه في بعض قصص المجموعة. الضفدع: قصة كافكاوية إن صح هذا التشبيه تتحدث عن ضفدع/ انسان/ مسخ/ عن أناس ..أفراد وجماعات يملأ نقيقهم/ صداعهم /فسادهم/ طغيانهم الأرض.. قصة ممتعة للغاية. النزل: قصة التشويق والإثارة قصة هتشكوكية تجعل أفق الانتظار لغزا محيرا تدخل المتلقي في عوالمها ويصبح رغم أنفه مشاركا في تفكيك النص / اللغز. الحوش: قصة سريالية ساخرة بناؤها مسرحي درامي تتخللها حوارات شخوص. جانكيون (من الجانكا) تلعب أدواراً تبعث على السخرية. ثم يختم المبدع مجموعته بلقطات قصصية وومضات، ولعله لا يفصح عن جنس القصة القصيرة جدا.. نصوص كالسهم .. كالطلقة تصيب الهدف.
والمجموعة تحتوي على عدة قصص قصيرة استطاع المبدع من خلالها أن يتفرد بأسلوبه الخاص وأن يعارك اللغة بامتياز وينحت منها قاموسا خاصا. وأخيراً لقد دخلنا عوالم النصوص من باب العشق والوله.. قراءة عاشقة. وما على المتلقي إلا أن يفتح الأبواب، كل حسب مفاتيحه. اللذة موجودة ولا يسعنا في هذا التقديم أو القراءة العاشقة إلا أن نستمع إلى هذا الصوت القادم من الضفة الأخرى لنهر أم الربيع حيث الماء والخضرة والصفاء. محمد عبد الفتاح الشاعر القاص المسرحي ها هو ذا فافسحوا الطريق..