محمود درويش .. قامة استثنائية في الثقافة العربيّة

الجسرة الثقافية الالكترونية-الراية-

“مَنْ أَنا لأقول لكمْ.. ما أَقول لكمْ؟ وأَنا لم أكُنْ حجرًا صَقَلَتْهُ المياهُ.. فأصبح وجهًا.. ولا قَصَبًا ثقَبتْهُ الرياحُ.. فأصبح نايًا …أنا لاعب النَرْدِ، أَربح حينًا وأَخسر حينًا.. أنا مثلكمْ.. أَو أَقلُّ قليلاً”، كلمات للشاعر العربي محمود درويش استطاع من خلالها أن يحرك شجونًا ومشاعر ببصماته على العديد من القضايا العربية طرق أبوابها بأشعاره.

كلمات مؤثرة ذات معانٍ عميقة قالها الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي تمرّ ذكرى رحيله هذه الأيام، لتمضي 6 سنوات على كاملة على فقدان الوطن العربي لـ”عاشق فلسطين” وشاعر المقاومة، بعد إجرائه عملية في القلب بالولايات المتحدة، رحل على أثرها عام في 9 أغسطس 2008.

نشأته:

ولد محمود درويش في 13 مارس من عام 1941 في قرية البروة في الجليل قرب ساحل عكا، وكانت أسرته تملك أرضًا هناك.

 

وغادرت أسرة درويش بلدتها برفقة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1947 إلى لبنان، ثم عادت متسللة في عام 1949 بعد توقيع اتفاقيات السلام المؤقتة، لتجد بلدتهم مهدومة وأقيم على أراضيها قرى زراعية أطلق عليها الإسرائيليون أسماء “موشاف، وأحيهود وكيبوتس يسعور”، فعاش مع عائلته في قرية الجديدة.

 

أنهى الشاعر الكبير تعليمه الثانوي في مدرسة يني الثانوية في بلدة كفرياسيف وعمل بعدها في الصحافة ليلتحق بصحيفتي الاتحاد، وأصبح فيما بعد مشرفًا على تحرير “الجديد”، كما اشترك في تحرير جريدة الفجر.

 

اعتقل الشاعر من قبل السلطات الإسرائيلية عدة مرات أولهم في عام 1961 بتهم تتعلق بتصريحاته ونشاطه السياسي وحتى عام 1972.

 

توجه إلى للاتحاد السوفييتي للدراسة، وانتقل بعدها لاجئًا إلى القاهرة في ذات العام، حيث التحق بمنظمة التحرير الفلسطينية، ثم لبنان، ليعمل في مؤسسات النشر والدراسات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، علمًا بإنه استقال من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير احتجاجًا على اتفاقية أوسلو، كما أسّس مجلة الكرمل الثقافيّة.

 

شغل منصب رئيس رابطة الكتاب والصحفيين الفلسطينيين وحرّر مجلة الكرمل خلال إقامته في باريس قبل عودته إلى وطنه بتصريح لزيارة أمّه، وفي فترة وجوده هناك قدّم بعض أعضاء الكنيست الإسرائيلي العرب واليهود اقتراحًا بالسماح له بالبقاء وسُمح له بذلك.

 

بدأ بكتابة الشعر في سنّ مبكرة ولاقى تشجيعًا من بعض معلميه، حتى نشر ديوانه الأول، عصافير بلا أجنحة.

 

أعماله:

ألف درويش دواوين شعرية أثرت في وجدان محبيه من أبرزها “سجل أنا عربي، لماذا تركت الحصان وحيدًا، أثر الفراشة، لا تعتذر عما فعلت، في حضرة الغياب”.

 

وفاته:

توفي الشاعر الكبير في يوم السبت الموافق 9 أغسطس 2008 بعد إجرائه عملية القلب المفتوح في المركز الطبي في هيوستن، دخل بعدها في غيبوبة و قرّر الأطباء نزع أجهزة الإنعاش عنه حتى فاضت روحه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى