مخيم البقعة منذ النشأة – كتاب يصدر للكاتب فيصل شقيرات

الجسرة الثقافية الالكترونية
اعداد / عيسى ابو الراغب
وعلى حائط في المحيّم ،
كانت تنام الحروف مكفّنةً بالطباشير ،
لكنّها
حين تنفلُ شمسُ الصباح جدائلَها في الوجوه ِ،
نراها عصافيرَ شوقٍ ،
تطير بطول وعرض السماء ِ
وتأتي بقمح البلاد إلى ضارعات اليدينِ
طريّاً معافى
وعلى تـيـنـَةٍ في زقاق المخيمِ ،
غصنُ اغترابٍ نقشنا على قشْرِهِ الغضِّ
أسماءَ بلداننا والقرى والعوائلِ ،
حتى كأنّا نرى في حنايا اللّحاءِ
حليبَ الطفولةِ فاضَ بأفواهنا ،
حين بلّ الرؤى
والشِغافا
لا فلسطينُ ظلّت ،
ولا في المخيّم ظلّ الذين عشقنا بملمحِهم حسنَها
وقرأنا بمدمعهم حزنها
منذ أوّل قطفةِ شهدٍ لعنقودها ،
منذ أوّل دفء لزيتونِها ،
ولآخرٍ روحٍ قضتْ في عراء الصقيع ِ
ولّمّا تجدْ
غيرَ صمت التراب سريراً
وغيرَ الثلوج التي كفّنتها لِحافا .
(خالد ابو حمدية )
على الدوام لنا في المخيم حكاية نرويها ونوثق جنونها بايام العمر
(أبي قد مات)
أبي قد مات
مات بعد حفنة من القهر والألم والمنفى والغياب
أبي الذي مات في المنفى البعيد
حين حمل رغيف خبزه والقمح في خابية كسرها العابر
أبي كتب على صدره بعود السنابل الأصفر
نحن الأرض
وحين اطل برأسه من هناك على المدى البصري
لم ير إلا طين الأرض ووردة وزيتونة تنحني للعاشقين
تنادي بعضها بعضا
هناك حيث المدى كان أكثر مما يلزم
وكان الله يرتب الرسائل للقادم من الزمن ويؤرخ التاريخ
وظِلُ الرماد وفوضى العباد تزحف نحو المجهول
قبيلة من القهر أحاطت بنا
أبي قد مات
دق وتد الخيمة وأوقف عقارب الساعة وتخاصم مع الوقت
كان كل صباح يحكي لنا حكايات أول الطريق الطيني
قال لن يفهم احد سرنا
فنحن تحت الأرض نحيا
وعلينا أن نهشم صنم الذات ونهش الألم والممات
الخيمة التي تتوسط الساحة الطينية مفتوحة من أربع جهات
أنا وريث المنفى
حين ولدت
كانت امرأة تحمل في جدائل شعرها
رسائل البلاد
قصت حبلي السري وأوثقته بالأرض
نادت على الرجل الواقف
صاحب العمامة والدين
ينادي في أذني النداء الأكبر
اعلم أني أحيا في فواصل سري العظيم
الأرض والسماء
أتتبع ما نثروا من ملح البلاد
أعنا يا الله
لنقايض رسائلهم بما رتبت من رسائل اكتظاظ الحزن فينا
متى موعد الفطام
هذه أوراق الحياة
بدأت تتثاءب وتعلن موعد النوم
هذا الصوت في بُـحةِ القولِ وقهرِ الداخل
هل كنا نصف الصدفة ونصف الحلم
والقراءة الأخيرة لدورة الحياة
ها نحن نترقب قلقلة الآلهة
وانغماس الأسطورة في السديم
بعدها ندفن المعنى والصورة في الطين الأول
نشكله طيراً يطير
ننادي أيها الغراب الحكيم
يا سيد هذه الأرض الخراب
لنعود للبداية
هذه الأرض ليست أرضنا
ما أتينا إلا لنشارك في صلاة الوردة والزيتونة وطقوس العاشقين
…المخيم أصل الحكايات والرواية الباقية عبر الأجيال / فيما بيننا وبين المخيم تفاصيل عصية على الفهم لا قدرة لاي احد فكها إلا من صفته الريح الباردة وأثقل حركته الثلج
فيصل الشقيرات الكاتب والمؤرخ الفلسطيني ابن هذا المخيم / المخيم الكبير بقلبه وأهله الصغير بمساحته والذي أرخى جديلة الحياة على الأبناء والإباء / امسك قلمه ليكون للمخيم حكايته وتفاصيله عبر كتابه (مخيم البقعة منذ النشأة )
واتى الكتاب في 338 صفحة وفي كل صفحة حكاية وتوثيق للأجيال القادمة وحاول الكاتب جاهدا منذ سنوات طويلة أن يجمع كل التفاصيل والروايات والوثائق ليكون الكتاب مرجعية حقيقية لدى كل من يطلع عليه
ويأتي الكتاب في إحدى عشر فصلا في كل فصل توثيق يبدأ من بداية نشأة المخيم إلى يومنا هذا مبينا الحقيقة بالأرقام والرواية من أصحاب الحكاية
وسيكون قريبا إشهار الكتاب عبر حفل توقيع مميز وبرعاية الجسرة الثقافية والتي على الدوام تتبنى الأدب والثقافة الحقيقة وتكون داعمة لها بكل مناحيها