مركز دراسات الانتشار اللبناني يتابع قضايا الاغتراب أرشيف يتضمّن نتاجات المهاجرين وبحوثاً ورسوماً ووثائق

الجسرة الثقافية الالكترونية – وكالات -الهام فانوس -يزداد سنوياً عدد المهاجرين من لبنان إضافة الى المغتربين، ويصعب في المقابل التواصل معهم. ولأهمية الانتشار اللبناني في العالم وفي محاولة لإبقاء جسور العلاقة معهم، أسست جامعة سيدة اللويزة “مركز دراسات الانتشار اللبناني” في نيسان العام 2003.
في لقاء مع مديرة المركز، الدكتورة غيتا حوراني في سيدة اللويزة، أشارت الى أبرز الصعاب التي يواجهها المركز. فتطرقت الى “صعوبة إقناع المغتربين في الاستثمار في لبنان بسبب عدم استقرار الوضع الامني والاقتصادي في البلد”. وقالت: “بالرغم من أهمية إنشاء مثل هذا المركز على الصعيد الوطني، الا ان الجامعة أخذت على عاتقها أن تستثمر في المركز بمفردها في غياب تام للدولة والمؤسسات الدولة”.
ولفتت حوراني، في حديثها، “الى تزايد إقبال الناس على المركز بعد معرفتهم به نتيجة سهولة عملية التواصل الاجتماعي من خلال الانترنت وكذلك سهولة وسرعة زيارته، خصوصاً بعد تزايد ضغط العمل”.
الاغتراب “تحت المجهر”
وعند سؤال حوراني عما يتضمنه متحف “لبنان والهجرة” في الجامعة وهدف تأسيسه، قالت إن المتحف يعكس التراث الفني، والهدف منه أن يرى اللبناني المهاجر نفسه وكيف يراه المواطن اللبناني”. ويتضمن المتحف صوراً وأعمالاً فنية ومستندات مختلفة وأغراضاً ثقافية متنوعة. كما تعرض أغراض نادرة من أرشيف المركز من رسوم وأفلام موسيقى لكبار الفنانين، مثل “فيروز” وعينات من الأرشيف الوطني اللبناني ومن الأرشيف البطريركي”.
وأشارت حوراني الى أن المركز ينتظر دعمه بالعديد من الأعمال التي تبرع فيها عدد من الفنانين لتضاف الى أرشيفه. وقالت إن المركز يعمل على بناء مكتبة متنوعة المصادر تحوي مستندات ومواد الأرشيف الالكترونية وكتب ومقالات، بحيث يقدم مساحة بحث أوسع وأعمق من المكتبة التقليدية”.
وعن البحوث الحالية والمستقبلية أعلنت حوراني أنها تتمحور حول عدد من القضايا ومنها: دور الأحزاب السياسية في الانتشار اللبناني، تأثير تدهور العلاقات اللبنانية الخليجية، وهجرة المرأة الكفوءة الى فرنسا.
أما في موضوع الهجرة، فنوّهت حوراني بالتأثير الايجابي للهجرة اللبنانية التي تؤدي دوراً أساسياً في نشر التراث اللبناني الى العالم كما انتاج اللبنانيين في قضايا مختلفة، مشيرة الى أن “المهاجر اللبناني فاعل في المجتمع حتى في غيابه”. وقالت: “كان للمغتربين دور في انتشار أفكارهم وآرائهم من الناحية السياسية وأصعدة مختلفة. كما ساندوا لبنان اقتصادياً خلال الحرب من خلال التحويلات المالية عبر البنوك، وفي المقابل، على الرغم من ايجابية الهجرة أحياناً، إلا أن لبنان يخسر الأدمغة وطاقات الشباب التي كان يستطيع الاستفادة منها اقتصادياً وثقافياً واجتماعياً.
على صعيد آخر، اعتبرت حوراني أن الدولة اللبنانية مقصرة تجاه المغتربين، فالبعض يطالب باستعادة جنسيته اللبنانية لأنهم اضطروا للتخلي عنها بسبب الظروف والضغوط التي مورست عليهم آنذاك، لكن أمورهم لم تحسم بعد.
وأسفت حوراني أخيراً “لعدم استغلال الموارد البشرية لمصلحة لبنان من قبل الحكومات المتعاقبة، بينما دول العالم تستفيد من نشاطهم الفكري وتؤمن لهم حياة كريمة