مروة العقروبي: وعي الطفل مرهون بكتاب متميز

الجسرة الثقافية الالكترونية -وكالات –

كثيرون من يحملون هَمَّ الكتاب والقراءة، ولكن قليلين من يقومون بخطوات جادة، ليعيدوه ملكاً على العرش، ومع كل دورة جديدة من دورات جائزة «اتصالات» لكتاب الطفل، تظهر الجهود الكبيرة، التي يقوم بها المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، الذي يتولى مهمة تنظيم الجائزة، بهدف الارتقاء بكتب الأطفال واليافعين، ومع الفارق الكبير، الذي أحدثته الجائزة على مدى السنوات الخمس السابقة، كان لا بد من الوقوف على تفاصيلها في هذه الدورة، للتعرف إلى خططها وطموحاتها.

«البيان» التقت مروة العقروبي، رئيسة مجلس إدارة المجلس الإماراتي لكتب اليافعين، والمنسق العام لجائزة «اتصالات» لكتاب الطفل، التي أكدت أن التغير الجذري، الذي تعرضت له الجائزة في دورتها الماضية ارتقى بها بشكل كبير، وقالت: استحدثنا الدورة الماضية خمس فئات للجائزة، لتشمل فئة أفضل كتابة ونص، وأفضل رسوم، وأفضل إخراج، وأفضل كتاب للطفل، وأفضل كتاب لليافعين ما بين عمر (13- 18) عاماً.

تطور

وأشادت العقروبي بدور الجائزة في رفع جودة ومستوى مضامين الكتب، وقالت: وعي الطفل مرهون بكتاب متميز، ولذا قمنا بعمل إحصائية، كشفت لنا التطور الكبير في كتب الطفل العربية على مدى الخمس السنوات الماضية، من حيث الأفكار والمضامين ومستوى الإنتاج، كما أبهرتنا كتب كثيرة بأفكار إبداعية، ما يؤكد دور جائزة «اتصالات» في الارتقاء بمستوى فكر ووعي الطفل العربي والمادة الفكرية المقدمة له.

وتحدثت العقروبي عن معايير الجائزة، فقالت: «المعايير عالية جداً مقارنة بالجوائز العالمية الأخرى، إذ وضعناها بعد دراسة شاملة لغيرها من الجوائز في المجال نفسه، وهدفنا وراء ذلك تقديم كتاب عربي متكامل، بنص على أعلى مستوى من الجودة».

خبرات

وذكرت العقروبي أنه تم اعتماد لجنة تحكيم تتكون من 5 أعضاء، تتغير بشكل سنوي، وعنها قالت: «4 أعضاء عرب وخبير أجنبي صاحب خبرة في تقييم الجوائز، ونهدف من هذا التنوع إلى توليد خبرات متميزة بينهم، كون الخلفية الثقافية لأعضاء لجنة التحكيم العرب مختلفة ومتنوعة، سواء كانت في مجال النشر أو الكتابة أو الرسم وغيرها».

وأشارت إلى أن الجائزة تعول كثيراً على مصداقيتها، إذ تشترط ألا يكون أحد أعضاء اللجنة مشاركاً بالجائزة مراعاة للحيادية، وقالت: نجحت الجائزة في تكوين سمعة متميزة لا يستطيع أحد المساس بها، فالاختيارات واعية، وتمتاز اللجنة بشفافية عالية في التعامل مع كل الأعمال.

دعم الكاتب والقراءة

وعن دعم الكاتب الإماراتي وتعزيز مفهوم القراءة، ذكرت أن جائزة «اتصالات» لكتب الطفل، تتفق مع أي دار نشر، تتقدم للمشاركة بالجائزة، حول ضرورة تنظيم قراءات قصصية في بلدانها للأطفال، كما تستضيف الجائزة الفائزين، وتأخذهم بزيارات مدرسية تقدم من خلالها القراءات القصصية، وتثقف المعلمين وأمناء المكتبة، وتزيد وعيهم بالكتاب المناسب لكل مرحلة عمرية، وقالت: لا نتوانى عن التفكير للحظة بما يمكن أن يعزز القراءة لدى الأطفال، ولدينا حالياً خطة تهدف إلى توزيع مجموعة من الكتب الفائزة في جائزة «اتصالات» على مدارس الدولة، لتكون متوفرة في المدارس التابعة لوزارة التربية والتعليم، كما ينظم المجلس الإماراتي لكتب اليافعين حملة «اقرأ احلم وابتكر»، التي تتم عن طريقها تقديم قراءات قصصية داخل مدارس الدولة، وقد غطينا أكثر من إمارة، ولا نزال مستمرين فيها.

وعبرت العقروبي عن سعادتها باستقبال الجائزة لمشاركات من دول عربية عدة، وقالت: «اعتدنا على مشاركات مصر ولبنان والأردن، ولكننا سعدنا بمشاركة السودان في الدورة الماضية، وسنسعى لتوسيع رقعة الجائزة لتعريف الوطن العربي كاملاً بها».

وعما تطمح له، قالت: «طموحنا كبير، إذ نسعى في الدورات المقبلة لأن تشارك الجائزة في المعارض الخارجية، ولدينا خطة مبدئية في المشاركة بمعرض بولونيا لكتاب الطفل، ومعرض لندن، ومعرض فرانكفورت، ولكننا رأينا أن نبدأ بالوطن العربي، إذ نشارك في 2015 بمعارض عربية كمعرض الدوحة، كما سنشارك في المعارض العربية الأخرى».

فكرة

 

انطلقت فكرة جائزة «اتصالات» لكتاب الطفل، من وعي الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، الرئيس الفخري للمجلس الإماراتي لكتب اليافعين، التي لفت نظرها عدم توفر كتب ذات قيمة أدبية عالية موجهة للطفل، ورغبتها في تشجيع الناشرين من خلال توفير حافز يدفعهم للإبداع وإصدار كتب ذات قيمة وجودة، وأوصلها فكرها المتميز إلى ضرورة إيجاد جائزة أدبية ترقى لمستوى الجوائز العالمية في مجال كتب الطفل، وبادرت شركة «اتصالات» بدعم الفكرة والمشروع، حتى أصبح هناك دعم من جهتين؛ «اتصالات» وحكومة الشارقة، ما وفر الدعم المادي واللوجيستي للجائزة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى