مسرحية “الأبواب المقفلة” تعيد مسرح الغرفة لقطر من جديد

الجسرة الثقافية الالكترونية

*مصطفى عبد المنعم

المصدر: الراية

 

لأوّل مرّة في قطر وفي الخليج سيتم تقديم مسرحية “الأبواب المقفلة” لجان بول سارتر داخل مسرح الغرفة بالمدينة التعليمية، وهي من إنتاج وإخراج يلدا وتمثيل فهد الباكر وفاطمة الزهراء والمسرحية ستُعرض للجمهور من طلاب الجامعة أيام 3 ،4 و5 أبريل المُقبل، كما سيحضر العرض مجموعة من الأساتذة والنقاد المسرحيين وهو عرض نوعي ليس مسموحًا بدخول الجمهور أقل من 18 عامًا.

 

وتدور أحداث المسرحية داخل إطار المسرح العبثي، حيث إن مجرياتها تحدث داخل غرفة لا تحتوي على نوافذ أو مرآة وبها باب واحد وأبطال القصة شخوص ثلاثة هم رجل وامرأتان “جارسين واينس وايستل” ينتقلون من واقعهم الدنيوي إلى تلك الغرفة التي تعدّ محطة وصول للعالم الآخر حيث الحساب والعقاب أو ربما تكون بمثابة الجحيم لهم اذ أنهم اقترفوا كثيرًا من الخطايا والآثام في دنياهم، ويدخلون جميعًا إلى الغرفة ويقفل الباب. ثلاثتهم يتوقعون أن يُعذبوا، ولكن لا عذاب يأتي. بالمقابل، يدركون أنهم يفترض أن يعذبوا بعضهم البعض، ويفعلوا ذلك بطريقة مؤثرة، عن طريق التحقيق في ذنوب كل واحد منهم ورغباته وذكرياته المؤلمة.

 

وتقول مخرجة العمل يلدا إن العمل عبارة عن تجربة جديدة تُضاف لعالم المسرح وهي جزء من مناقشة الماجستير الخاص بي الذي يحمل عنوان “مدى تأثير الرقابة على إبداع المُخرج للنصوص العالمية في دول الخليج”، وأوضحت أن العمل يتميّز بأنه من الأعمال المختلفة لسارتر.

 

وقالت يلدا إنها حصلت على موافقة الرقابة لعرض المسرحية بعد أن أجرت العديد من التعديلات على النص الأصلي بحسب ما طلبوا منها، كما أعلنت أيضًا أنها ستقدّم العمل في نيويلاندا بممثلين نيوزلانديين وبرؤية مختلفة تمامًا كما جاء في نص جان بول سارتر وهي رؤية مغايرة تمامًا لتلك في قطر.

 

أما الفنان والمخرج فهد الباكر فيقول إن العمل عميق جدًا كعادة أعمال سارتر وشخوصه مركبة ولكنها تجربة مثيرة وفريدة حرصت على أن أخوضها دون أي مقابل فقط حتى أضيف لرصيد خبراتي في مجال العمل المسرحي، مضيفًا إنه يعتبر نفسه فنانًا محظوظا كونه سيقدّم تجربته الأولى كأول فنان قطري يقدّم مسرحية في هذا المكان، وأضاف الباكر: إنه سيقوم بدور جارسين وستصاحبنا في تقديم العمل الممثلة المغربية فاطمة الزهراء تلعب دور أينس، بينما ستقدم يلدا شخصية ايستل.

 

ولفت الباكر إلى ضرورة أن يحرص الفنانون القطريون على أن يخوضوا تجربة تقديم الأدوار المركبة وخوض مثل هذه المشاريع الجديدة، مضيفًا إنه ولأوّل مرّة سيقدّم عرضًا ولا يفصله عن الجمهور سوى مسافة ربع متر فقط، مشيرًا إلى أن الأمر سيُشكل عبئًا وضغطًا رهيبًا عليه كممثل إلا أن الأمر جدير بالتجربة، وقال الباكر: وسنقدم هذا العمل بدون أي موسيقى وهو ما يجعل العمل أكثر تحديًا حيث سيعتمد الإيقاع طيلة العمل على أدائنا وسنجعل المتلقي يعيش معنا ساعة كاملة دون كلل وملل، وقال إنه لأول مرّة رغم مسيرته الطويلة في عالم المسرح سواء كان ممثلاً أو مخرجًا يعرف أن هناك مسرح غرفة معدًا خصيصًا لتقديم أعمال مسرحية في المدينة التعليمية وطالب بضرورة استغلال هذا الأمر والاستفادة القصوى من مسرح الغرفة.

 

وأضاف الباكر: إن يلدا تبحث في عملها عن الرقيب الآخر وهو المُتلقي وسوف تقوم بتوزيع استبيان على الحضور لتعرف منهم ردود الفعل وتتعرّف على رأي الجمهور النخبوي الذي يُمارس دور الرقيب أيضًا، وسيكون من بين الحضور طلاب الجامعة وأساتذة من جامعة أوكلاند.

 

وبدورها قالت الفنانة المغربية فاطمة الزهراء إنها وافقت على المشاركة في العمل فور عرض الأمر عليها خاصة أنها اشتغلت على نفس النص في المغرب وقامت بإعداد الدراماتورج للعمل وهو الأمر الذي جعل العمل بالنسبة لي سهلاً خصوصًا أنني عايشته من قبل، وأبدت سعادتها بالعمل مع المخرجة يلدا والفنان فهد الباكر وأشادت كثيرًا بأدائهما وأكدت أن التجربة مميّزة وستسهم كثيرًا في تبيان مدى التطوّر الذي تشهده الحركة المسرحية القطرية والخليجية بشكل عام، خاصة أن المسرح في قطر يشهد تطورًا كبيرًا واهتمامًا على المستوى الرسمي وهو ما سيجعله يُحقق خُطوات للأمام.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى