مسرحية “بوابة 5”..مالذي يدفع الشباب العربي للهجرة؟

الجسرة الثقافية الإلكترونية-
من: خالد سامح
آخر أعمال المخرجة مجد القصص
أختتمت مؤخرا في العاصمة الأردنية عمّان عروض مسرحية “بوابة 5” للمخرجة الأردنية د.مجد القصص، وهي من تأليف الروائية ليلى الأطرش، وتمثيل كل من: مرام محمد، زيد مصطفى، موسى السطري، نهى سمارة، محمد عوض، أريج دبابنة، رناد ثلجي، يزن أبو سليم، طارق زياد، وقد انطلقت عروضها منتصف أبريل وبرعاية وزيرة الثقافة الأردنية لانا مامكغ.
تطرح “بوابة 5” قضايا الشباب العربي المعاصر لاسيما بعد موجة الانتفاضات العربية وماتلاها من أعمال عنف وسيطرة قوى التطرف والتعصب الديني على المشهد، وذلك من خلال حكاية مجموعة من الشباب العربي المهاجر ينتمون لشرائح اجتماعية وفكرية مخلتفة وحين يلتقون في مطار دولة أجنبية سعيا للجوء سياسي وانساني يبدأ كل منهم بسرد حكايته بلغة ساخرة وضمن أساليب “الكوميديا السوداء”، فتكشف الحورات المتوترة بينهم عن عمق المأساة التي يعيشها الانسان العربي في ظل تردي الأوضاع الاقتصادية وانتشار التطرف والارهاب وغياب لغة الحوار بين المكونات الاجتماعية المختلفة.
كما في غالبية مسرحياتها التي أخرجتها خلال السنوات القليلة الماضية تتخذ المخرجة مجد القصص من لغة الجسد مرتكزا جماليا وتعبيرا للعمل، فقد برع الممثلون في اعادة كتابة النص بأجسادهم عبر رقصات ايمائية صممتها المخرجة نفسها وبالتعاون مع أخصائية الكوريوغرافيا اني قره ليان وقد طغت لغة الجسد على كامل بعض لوحات المسرحية، بينما منحت المخرجة الحوار المنطوق مساحة كبيرة في لوحات أخرى لاسيما وأن العمل ساخر ويناقش قضايا ساخنه بقوالب مسرحية لاتعتمد على كوميديا الموقف فقط وانما القفشات والنكات المباشرة، وكان اللافت توظيف عددا من الأغاني التراثية العاطفية منها والوطنية في معظ اللوحات،والمقطوعات الموسيقية التي وضعها محمد طه وموسى السطري.
وجاءت الصور البصرية غنية وموحية كذلك التشكيل السينوغرافي التجريبي، حيث استخدمت قطع الأثاث المتحركة في عدة مستويات وأغراض مختلفة.
وفي تصريح خاص بالجسرة تقول مخرجة المسرحية الدكتورة مجد القصص إن عرضها الجديد يدعوا للتمسك بالأوطان وبنائها بالحوار بين الجميع بغض النظر عن أديانهم ومذاهبهم وخلفياتهم السياسية والفكرية، وأضافت «تسخر المسرحية من الواقع العربي والعالمي والأزمة التي يعيشها الانسان العربي المعاصر في ظل التطرف والارهاب الذي يعصف ببلادنا.. انها دعوة للحوار ونبذ العنف ضمن أساليب دراما «الكوميديا السوداء» والدراما الغنائية». وعبرت القصص عن سعادتها لتعاونها للمرة الثانية مع الروائية والكاتبة المسرحية ليلى الأطرش، حيث كتبت لها قبل ذلك مسرحية «أوراق للحب»، وتضيف القصص « الكاتبة ليلى الأطرش قدمت لي نصا مسرحيا بأدواتها وتعاملت معه بأدواتي كمخرجة والتي تشمل لغة الجسد والموسيقى والاضاءة والغناء وغيرها من العناصر».
أما كاتبة النص الروائية ليلى الأطرش فتشير كذلك إلى أن النص يرتكز في مضمونه على فكرة أهمية الحوار والسلبيات الكثيرة التي تنتج عن غيابه، وتضيف: «أحترم حق المخرجة في صياغة النص مسرحيا وفق أدواتها وما تبتدعه من تقنيات بصرية وسمعية، إلا أنني حرصت وبالتعاون مع المخرجة على عدم طغيان تلك العناصر على النص الذي قمت بكتابته، وأن لايخرج عن روح وجوهر النص المكتوب».
تجدر الاشارة الى أن مجد القصص حاصلة على دكتوراة في الفنون المسرحية من الجامعة اللبنانية، وماجستير في المسرح / تخصص لغة الجسد من بريطانيا، ودرست الفنون المسرحية والعلوم السياسية في الأردن.
أخرجت القصص عشرات المسرحيات التي شاركت في مهرجانات عربية وعالمية، ومنها : “الحاجز”، “القناع”، “قبو البصل”، “الملك لير صوفيا”، “بلا عنوان”، وغيرها من الأعمال، كما قامت باعداد مجموعة من الكتب الأكاديمية في فن المسرح.