مسرح الدمى أبرز الغائبين عن المشهد الثقافي

الجسرة الثقافية الالكترونية
*أشرف مصطفى
المصدر: الراية
كشف الفنان فهد الباكر أن ورشة العرائس التي يقيمها حاليًا المركز الشبابي للفنون المسرحية وصلت إلى محطاتها الأخيرة، حيث يستعدّ فريق الورشة لتقديم مسرحية بعنوان “كر وفر” قام هو بتقطيرها بينما يعود التأليف لمُشرف الورشة الفنان موسى الأمير، قام بكتابة الأغاني وتلحينها الفنان فيصل رشيد، ويشارك بتحريك العرائس بها كل المُنتسبين للورشة، والمسرحية تعتبر نتاجًا عمليًا لما تمّ التدريب عليه على مدار ما يقرب من شهر، ويعد أهم ما يميّز تلك الورشة أنها جمعت عددًا من الشباب الراغبين في طرق هذا المجال الفني إلى جانب أسماء لامعة في مجال المسرح بشكل عام أرادوا التعرّف على أحد الأشكال المسرحية التي باتت تعاني نقصًا في الساحة الإبداعية.
جولات في المدارس
وأوضح الفنان فهد الباكر الذي يعدّ أحد المنتسبين للورشة أن فريق العمل وصل لمراحله النهائية في الاستعداد لتقديم عرضه المسرحي الذي سيكون باكورة الأعمال التي سيتم تقديمها على خشبة الشبابي للفنون المسرحية بعد إنشائه في مقر المركز بالمعمورة وذلك لمدة ليلتين خلال الأسبوع المقبل، كما سيجوب العمل عددًا من المدارس الابتدائية خاصة بعد نجاح عرضهم الذي قدموه العام الماضي بعنوان “الأميرة والصياد” في 10 مدارس، وذلك بعد التنسيق مع المجلس الأعلى للتعليم، ونوّه إلى أنه سيتم توزيع الأسطوانة التي تتضمن أغنيات مسرحية “كر وفر” على الطلاب، مشيرًا إلى أن العرض يحمل الكثير من القيم التربويّة، ولفت إلى أن مسرح الطفل عمومًا والعرائس بوجه خاص يمكن أن يسهم في زيادة وعي الطفل، ويعمل على تثقيفه وإرشاده.
كر وفر
وأشار إلى أن مسرحية “كر وفر” تحكي قصة “ديك” قرّر أن يترك القطيع الذي يحيا معه وينطلق نحو الغابة ليعيش بمفرده وهناك يتعرّض للعديد من الأخطار والمواقف الصعبة، إلى أن ينقذه كلب الحراسة الذي يعرف معنى العيش وسط مجتمع، فيدرك الديك قيمة الجماعة، كما يحاول العرض أن يوضح ضوابط الحريّة، وكونها ليست مطلقة، ولفت إلى أن العمل يتضمن كمًا من الكوميديا قادرة على جذب انتباه الأطفال والتفاعل معها، كما به شيء من المطاردة التي تتمثل في مسمى المسرحية وهو “كر وفر” ما يعني أنه مليء بالإثارة والمتعة، فضلاً عن إدخال الألعاب الشعبية متمثلة في لعبة الخشيشة التي تعتمد على الكر والفر ضمن سياق الأحداث، وأشار إلى أن العمل وصل إنجازه للمراحل النهائية، حيث بدأ فريق العمل تسجيل الأغاني والمؤثرات الصوتية منذ الأسبوع الماضي ولم يتبقَ سوى مرحلة المكساج، وسيقوم فريق العمل بالتدريب لمدّة أسبوع على تحريك العرائس بمصاحبة الصوت الذي تمّ تسجيله وسيعمل بطريقة “البلاي باك” .
مسرح الدمى
وأكد الفنان فهد الباكر أن مسرح الدمى يُعاني اليوم الكثير من المشكلات أهمها غيابه عن المشهد الثقافي القطري وذلك لانصراف عدد كبير من المُتخصصين به عن الساحة وهو ما جعله يتراجع، وأردف قائلاً: إن تلك الورشة تسعى لتعويض غياب هذا النوع من المسرح الذي تم إهماله على مدى عقود، وهو الذي كان يعتبر وسيلة هامة لدى الأجيال القديمة في الترفيه والتعليم في الوقت ذاته، مؤكدًا أن مسرح العرائس بشكل خاص يحتاج للعمل بأساليب مختلفة تتواءم مع طبيعة العصر الحالي، والمركز الشبابي للفنون المسرحية لم يتوانَ عن لعب دور في إحياء مسرح العرائس. وأوضح أن أهم ما يميّز تلك الورشة هو أن فريق العمل قام بتصنيع العرائس الخاصة بالعرض المسرحي بأنفسهم، وذلك تحت إشراف فنان العرائس موسى الأمير، لافتًا إلى أنها تنتمي لشكل عرائس القفاز، وسيتم إقامة معرض فني للعرائس ومراحل التصنيع التي مرّوا عليها من البداية إلى أن وصلوا لمرحلة التصنيع الأقرب للاحترافية في ذلك المعرض، كما قام الفنان ناصف الجمل بتصميم وصناعة البرفان المتنقل الذي سيتم الاعتماد عليه بتحريك عرائس القفاز من خلفه، منوهًا إلى أنه سهل الفك والتركيب ليتمكن فريق العمل من التنقل به بسهولة في المدارس والهيئات المختلفة.
أسماء لامعة
وعبّر الباكر عن سعادته كون الورشة استطاعت أن تجذب كوكبة من الأسماء الهامة في مجال المسرح مثل الفنانين فيصل رشيد، عبدالله العثم، أحمد العقلان، إيمان ذياب، هبة لطفي، هدى المالكي، يوسف الحداد، محمد البكري، عبدالله البكري، محمد الحمادي، وأكد أنه بالرغم من كونه استطاع أن يحقق اسمًا في مجال الإخراج على الساحة المسرحية إلا أنه يحرص دائمًا على مواصلة التعلم، قائلاً: أحرص على متابعة كل الورش بالمركز فأعشق التعلم، وأملك يقينًا بأنني لن أخرج خالي الوفاض في ورشة تستمرّ لمدة 30 يومًا، خاصة أن بعض أشكال المسرح قد تكون لم تأخذ حقها في العرض جيدًا على الساحة المسرحية في قطر ومن ضمنها “مسرح العرائس” ، لذلك فقد حرصت على التعمق في هذا الشكل المسرحي، فالمخرج الجيّد يجب أن يملك كمًا وافرًا من الثقافة، والإلمام بكافة أشكال المسرح ربما يحتاج إلى بعض منها في يوم. حيث أدرك منذ البداية أن الورشة تهدف إلى التدريب على فن العرائس بشكل عام بداية من تصنيعها وانتهاء إلى تحريكها، حيث تمّ من خلالها تدريب المنتسبين على استخدام خامات متنوّعة بهدف الانتفاع بها في العديد من الأغراض المسرحية، مشيرًا إلى أن بداية الورشة شهدت تقديم نظرة عامة حول هذا النوع من الفن، ثم بدأوا بعدد من التمرينات العمليّة في التحريك وطرق الوقوف الصحيحة، وأبرز أنهم على الرغم من كونهم تعرفوا على كل تفاصيل العمل المسرحي المعتمد على عرائس القفاز إلا أن مشرف الورشة الفنان موسى الأمير قد حرص على أن يعطيهم لمحات سريعة عن أشكال مسرح العرائس المختلفة، وأهمها مسرح الماريونيت الذي يعد أصعب أشكال مسرح العرائس نظرًا لاعتماده على الخيوط الكثيرة التي تحتاج لحرفية خاصة في التعامل معها حتى يستطيع مُحرك العروسة أن يُظهر إنسانيتها.