مسفر الغامدي يعود بـ63 نصاً بعد انقطاع

الجسرة الثقافية الالكترونية

*سعد الخشرمي

 

بعد انقطاع طويل عن مجموعته الشعرية الأولى «حيناً من الضوء» يصدر الشاعر مسفر الغامدي مجموعته الشعرية الجديدة بعنوان «شجرة يسقيها الشاي» الصادرة عن دار أثر في ١٢٠ صفحة وتضم ٦٣ نصاً شعرياً.

جاءت نصوصه الشعرية في خط زمن كسيرة شخصية بلغة شعرية واضحة. تنطلق أول النصوص بعنوان «نافذة»، وكأنه في هذا النص يجعلنا نطل من نافذة على عوالمه الشعرية، وتلك الذكريات الخضراء لطفولة خضراء، مرتبطة بجنوب المملكة في العموم وبقريته بصفة خاصة بمنطقة الباحة، التي قضى فيها الشاعر مراحله الأولى من الولادة حتى تخرجه من الثانوية.

تنبع عوالمه من ذاكرته، تلك الذاكرة الممتدة لسنوات قضاها في قريته القصية، يقرأ كل التفاصيل بعين الشاعر وقلبه المتوقد، وقد تمتد تلك الذاكرة إلى سنوات طويلة جداً إلى الديانات القديمة كما في نصه الأول «نافذة»، إذ يقول «نجومٌ كانت آلهتهم في يوم من الأيام لذلك ظلت تحتفظ لهم بذلك الود القديم وتعلمهم كل شيء: «متى يزرعون ومتى يحصدون، إلى أين تسير بهم خطواتهم وكيف يقولون الشعر لحبيباتهم؟»، وبهذه النافذة الأولى يدشن أولى الذاكرات التي يسعى لفتحها، وينتقل بعد ذلك في تسلسل زمني من الأقدم حتى الأحدث في تجربته الذاتية. وفي آخر نص من المجموعة الشعرية كتب الشاعر مسفر الغامدي وعنونه «الرسالة»، كأنه يخبر القارئ عن رسالته الطويلة التي عاشها منذ النافذة الأولى، عندما يصدح قائلاً: «سيصل بها إلى المدينة، سيطير بها الهواء من رصيف إلى رصيف، ستنتقل من يد إلى يد ولن تصل أبداً إلى العنوان الذي خطه أبي على مغلفها». هكذا هو الشعر إذ ينطلق من نافذة مشرعة على أودية العوالم في ذاكرته القروية، وفي النهاية تصبح رسالة تشرع نافذتها للتأويل والرؤى المتعددة، وتجوب كل الأمكنة عبر الأزمنة وستبقى رسالة قلقة لن تصل.

المصدر: الحياة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى