مشارقة والمعازي في معرض مشترك بـ(الأردنية).. متاهة الحيرة

الجسرة الثقافية الالكترونية

المعرض المشترك مجدي مشارقة وخالد المعازي تضمن في مكان إقامته 36 عملاً فنياً، 21 لمشارقة من بينها تسع منحوتات، و15 للمغازي مجدولة بألوان الزيت وتعاريج السوريالية.
لوحات المغازي العائد للرسم والساحة التشكيلية بعد غياب دام 24 عاماً، تحركت عموماً وفق تقنيات رسم وتنفيذ وتلوين بياض متقاطعة، مسكونة بالإيقاع، وانسيابية الكتل والأجساد ومختلف مفردات اللوحة.
كما تكررت عنده في كثير من لوحاته للمعرض مفردات دلالية رمزية بعينها: القارب الحيران الفاقد بوصلته في لجة متاهته، مفتاح البيوت المنتظرة خلف جدران العزلة والتمييز العنصري.. وجوه نساء فلسطينيات، وعيونهن، وأثوابهن، القدس وما يسكن داخل أسوارها من مجد ومقدسات. سوريالية تتوثب داخل دلالات أعمال المغازي، تحاول أن تتناسل حرارة المعنى، راصدة في السياق ملامح كنعانية متوهجة في قلب المكان، ورقُ الحيرة دائرية الورق وحركته وانسيابيته، مع تلميح شفيف للكوفية ودلالاتها، وحيرة العيون واليد على الخد.. والدم يملأ مساحات التأمل، وعيون اليمامة ترصد البعيد المريب.. تأملات طفل أمام خيمة تشرده ومفردات نكبة شعبه، وجوه وأقنعة تشبه أقنعة (الهاكرز)، رجل مصلوب (مشبوح)، صرخات غضب، حرارة ألوان كأنها تشير إلى حرارة تعبير، ما تقدم وغيره بعض مفردات أعمال خالد المغازي، ومدخل أولي نحو قراءة الدلالة، والتقاطع مع شطحات اللون، وفسيفساء التعبير.
الفنان المشارقة يجعل فسحة التأمل الأولى تبدأ بمنحوتاته قبل أن يتجول المشاهد داخل أفياء رسوماته.
في تلك المنحوتات يتلاقى، بداية، غير معدنٍ وغير مادةِ تشكيل وتكوين وسرد قصص الحياة.. كما تتلاقى في تفاصيل تلك المنحوتات أكثر من علاقة تفاعل، وأكثر من مستوى دلالة: منحوتة رجل يحمل حقيبته، كائن خرافي، رقصة غير مكتملة تحلل خلال مواصلة إيقاعها نصف الراقصة العلوي، ذاب في الذوبان وتاه في المتاهة.
أما في أعمال مشارقة غير النحتية فقد تلاقت أكثر من أسلوبية وأكثر من روحانية تعبيرية. كما عكست بعض لوحات مشارقة فتنته بالأزرق، وميله لانسيابية التعبير، وحسن تعبيره عن رومانسية الغروب، وتقليبه أخبار شجرة السر، وتحديقه في غير لوحة بتموجات النخل والبحر والليل وكل أشياء الوجود.
………….

الراي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى