مشاركون: الثقافة الوسيلة الاولى لحوار الحضارات ونبذ التعصب والخلافات

الجسرة الثقافية الإلكترونية

المصدر: الديار

عبدالله محمد القاق

اختارت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري مراكش مكانا لعقد دورتها ال¯14 والاحتفال بمرور ربع قرن على انطلاقها, ومن هذه المدينة المغربية غرد شعراء عدة عزفا على وتر الوفاء للكويت التي اختارتها الامم المتحدة مركزا للعمل الانساني, واختيار سمو الامير قائدا للعمل الانساني, ففي الاحتفال الذي خصص معظمهم للكلمات عن المؤسسة والواقع الثقافي العربي, وعن شخصية الدور الشاعر ابي تمام الطائي, كانت هناك مساحة للشعر قبل البدء في الندوات والامسيات الشعرية التي يتضمنها البرنامج. فبرعاية ملكية مغربية و بالتعاون مع جمعية فاس سايس الثقافية, استهل حفل الافتتاح بكلمة لرئيس مجلس امناء المؤسسة الشاعر عبدالعزيز سعود البابطين, الذي رأى في  هذا اليوم يوما مباركا من أيام مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري, إذ تعقد دورتها الرابعة عشرة في ظل رعاية سامية من الملك محمد السادس, وهذه مأثرة من مآثر الملك تشهد له برعايته ومؤازرته للفنون والآداب التي تمثل الروح السارية في عروق الأمة, وقد أكرم الملك المؤسسة سابقًا وهو ولي للعهد بحضوره الكريم في الدورة الرابعة في مدينة فاس عام ,1994 وقد نالت المؤسسة هذه المكرمة السامية مرة ثانية عند توزيع معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين على الشعراء المذكورين بهذا المعجم من شعراء المملكة المغربية.

اضاف: نلتقي اليوم في هذا المكان العريق, لنحتفل بمناسبتين أثيرتين: الأولى الاحتفاء بالشاعر العربي الكبير أبي تمام الطائي, هذا الشاعر الذي خرج من قرية صغيرة جنوب سورية وانداح في الفضاء العربي, مرددًا:

في الشام أهلي وبغدادُ الهوى وأنا

والواقع ان هذه اللقاءات في دورة ابي تمام واحتفالها  باليوبيل الفضي تمثل صورة حية وضاءة  لخدمة الشعر والشعراء  من لدن شخصية رفيعة  هو الشاعر عبد العزيز البابطين رئيس مجلس الامناء  الذي وضع  بصماته  غائرة في سجل  اصحاب الايادي البيضاء  على الفكر والثافة العربية  والذي اقام للشعر   مؤسسة شامخة  التفت حولها قوافل الادباء والشعراء العرب  لكون الشاعر الاستاذ عبد العزيز البابطين   شاعر رقيق  المعاني مرهف الحس   والوجدان  نشرت قصائده  عربيا وعالميا     وانشا مؤسسسة   البابطين للابداع الشعري  ومركز البابطين لحوار الحضارات   وحصل على احدى عشرة  شهادة دكتوراة  فخرية بالاضافة الى العديد من الو سمة كما لعب شقيقه نائب الرئيس  الاستاذ عبد الكريم البابطيمن والامين العام الاستاذ عبد الرحمن البابطين الذي وصف بانه الدينامو بالاعدد والترتيب لانح هذهه الفعالية الادبية والفكرية والثقافية  مما سبب في انجاح  هذا المؤتمر الذي ضم اكثر من 300 شخصية  ادبية وفكرية واعلامية وثقافية  متنوعة في العطاء الشغري والابداعي رقتينِ وبالفسطاط إخواني.

 ووالواقع انه خلال  حضوري الايام الاربعة للندوة  مع شعراء وادباء وكتاب ادركت ما للمؤسسة  الكويتية من دور كبير في خدمة الثقافة والمثقفين العرب وحوار الحضارات حتى ان ممثل جلالة الملك محمد السادس السيد عبد السلام بكيرات  قال لي  ان هذه المؤسسة التي نحتفل   بمرور 25 عاما على انطلاقها أدرك بحدس فطري أن الشعر هو شعلة تزداد اتقادًا في الأماكن المشرعة وينتابها الذبول والانطفاء في الأماكن المغلقة, وأن الإخلاص للتراث يكون بإنمائه لا بتحنيطه, هذا الشاعر الذي أحدث هزة شديدة في المشهد الشعري وانقسم نقاد الشعر بين م¯ن عَ¯دَّه عاقاً للتراث ومن عَدَّه مجددًا له, هذا الشاعر الذي أمد ذاكرتنا بكثير من الأبيات والقصائد التي لا تزال تتردد على ألسنتنا. حضر الاحتفال    محافظ الفروانية الشيخ فيصل المالك الحمود الصباح وهو اديب وشاعر وكاتب سياسي مرهف وسفير الكويت في الاردن ادكتور حمد صالح الدعيج ووزراء عرب واجانب وشخصيا كويتية لامعة في الادب والشعر

وعن المناسبة الثانية قال: هي الاحتفال باليوبيل الفضي لمؤسستنا التي بزغت إلى النور منذ خمسة وعشرين عامًا.كان التحدي الأول الذي فُرض علينا هو كيف تتمكن مؤسسة ثقافية تعتمد على إمكانيات فردية محدودة من إثبات وجودها وسط مؤسسات ثقافية حكومية تمتلك إمكانات لا محدودة, وتَمكنَّا من إثبات وجودنا بإدراكنا أن النجاح في أي عمل هو الذي يخلق الإمكانيات, وأن الثروة المعنوية هي التي توفر لأي عمل أبرز متطلباته, وأدركنا منذ الخطوة الأولى أن أي مشروع ثقافي لا يتطابق مع الساحة العربية على امتدادها لن يكون مجديًا, فتحررنا من ضيق الإقليم إلى فضاء الأمة, وأيقنا أن الاعتماد على الله ثم على أنفسنا هو سبيل النجاح, فلم نعتمد أساسًا في عملنا على جهاز وظيفي بل انفتحنا على المثقفين العرب على اختلاف توجهاتهم واعتبرناهم شركاء لنا في مشروعنا .

وأعلن البابطين بمناسبة الاحتفال بمرور ربع قرن على إنشاء المؤسسة زيادة في جوائز المؤسسة المحكمة, واطلاق جائزة جديدة للشعراء الشباب دون الأربعين من العمر تحفيزًا لشعراء الأمة على مواصلة الإبداع.

بعدها ألقى والي مراكش عبدالسلام بكيرات ممثلاً الملك محمد السادس كلمة أكد فيها على الدور الريادي لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري في تكريم الأدب والإبداع الشعري من خلال تعريفها بالثقافة العربية في العالم. وقال:إن للشعر دوراً مهماً في المجتمعات فهو يسهم بشكل مباشر في بناء الحضارات الإنسانية.

وأوضح أن للمثقف دوراً أساسياً اليوم لأن بلداننا في صلب زوبعة نسأل الله أن تمر على أمن بلداننا بسلام. واستطرد: إن لنا أسوة حسنة بالحضارة الأندلسية فهي النموذج الناصع للحضارات.

ثم ألقى الممثل السامي للأمم المتحدة لتحالف الحضارات ناصر عبدالعزيز النصر كلمة مما قال فيها: لا يخامرني أدنى شك في أنكم تتفقون معي أننا وفي الآونة الأخيرة غدونا في أمس الحاجة لأمثال هذه المؤسسة المهمة من أجل نشر الفكر البناء والصورة السليمة عن ثقافة العرب وقدرته على العيش المشترك مع الغرب.

وأضاف:أود أن أخص بالذكر, جهود المؤسسة في عقد ندوات حول الحوار والعلاقة بين الشرق والغرب, دور الإعلام في مكافحة خطاب الكراهية والصور النمطية السلبية, وكذلك بحث سبل التصدي للمفاهيم الخاطئة التي تتسبب في توتر العلاقة بين الثقافات.

وتحدث ايضا المدير العام للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم أليسكو الدكتور عبدالله المحارب الذي اشاد ب¯الدور الثقافي التنموي الذي تؤديه مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري والخط الذي تنتهجه في دعم حركة النهضة العربية ودور صاحبها.

وألقى الدكتور يوسف أبو العدوس كلمة نيابة عن الفائزين مما قال فيها: إنني على يقين معشر العلماء أنكم تدركون أن المشكلة التي ستواجهكم ستكون تحديًا لكم, هذا التحدي الذي سيفجر الكامن من طاقاتكم ومواهبكم, وأدرك أنكم القادرون على وصل الماضي بالحاضر والخيال بالحقيقة, والأصالة بالمعاصرة, والمحافظة على الهوية في عصر العولمة, ووحدكم القادرون على جمع هذه العناصر معًا, لتترك للنور كوى يدخل منها, لتنير جوانب الحياة شيئًا فشيئًا.

وخلال الاحتفالية أعلنت مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع أسماء الفائزين بجوائزها الشعرية للدورة الرابعة عشرة دورة أبي تمام الطائي وجاءت الجوائز, فكانت جائزة أفضل قصيدة مناصفة بين كل من الشاعر اليمني أحمد عبده علي الجهمي عن قصيدته  نفخة في رحم اليباب والشاعر المصري سمير فراج, عن قصيدته نزع القناع. وفاز بجائزة أفضل ديوان الشاعر الدكتور المنصف الوهايبي من تونس, عن ديوانه ديوان الوهايبي اما جائزة الإبداع في مجال نقد الشعر, فكانت من نصيب الناقد الدكتور يوسف أبو العدوس من الأردن عن كتابه الأسلوبية ونقد الشعر? رؤية نظرية وآفاق تطبيقية, أما الجائزة التكريمية وهي جائزة يمنحها رئيس المؤسسة تكريمًا لمسيرة شاعر عربي كبير, فقد اختار رئيس المؤسسة عبدالعزيز سعود البابطين في هذه السنة تكريم الشاعر اللبناني جورج جرداق.

وعلى هامش الملتقى قدمت الإعلامية أمل عبدالله أمسية شعرية بمناسبة حصول صاحب سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح على لقب قائد للعمل الانساني تكريما لدوره المشهود في المبادرات والأعمال النبيلة لخدمة البشرية جميعا, اضافة لاختيار الكويت مركزا للعمل الانساني, وشارك فيها ست شعراء من الفائزين بجائزة الشعر لمؤسسة البابطين.

 

ويتضمن برنامج الدورة كذلك عدداً من الندوات حول تجربة التأصيل والتحديث في شعر ابي تمام الطائي تهتم باللغة وبنية الصور الفنية في شعر ابي تمام وأصول التجديد الفني في شعره واثره.كما يتضمن برنامج الاحتفالية باليوبيل الفضي لمؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للابداع الشعري تنظيم ندوتين حول اسهامات المؤسسة في احياء الحركة الثقافية العربية وجهودها في اغناء حوار الحضارات اضافة الى الافاق المستقبلية لتطلعات وطموحات هذه المؤسسة بعد ربع قرن من نشاطها في طريق الثقافة. 

 

 

 ويثول د. عبدالله التطاوي من كلية الآداب ¯ جامعة القاهرة ان هذا  التشكيل الجمالي للنص الأدبي, لشعر ابي تمام الطائي  بما له من منطلقات معرفية ووجدانية وتأثيرات اجتماعية وفكرية وإيحاءات نفسية تتطلب  بدورها – إعادة قراءة القصيدة عبر الأنماط الصوتية والصرفية والتراكيب النحوية والمستويات الدلالية, ثم يتواصل الحوار النظري وصولاً إلى تميز أبي تمام بين شعراء عصره بما عُرف عنه من تزاوج الفكر والشعور ومقاييس الصنعة والكد الذهني, وما تجلى في وعيه النقدي من خلال نظرية الشعر بين فهمه للماهية والأداة والوظيفة, وانعكاس ذلك كله على شعره.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى