مشروع أدبي لتعزيز مكانة السرد القطري والقصة القصيرة

الجسرة الثقافية الالكترونية

 

مصطفى عبد المنعم

 

قال الدكتور مرزوق بشير، مدير إدارة البحوث والدراسات بوزارة الثقافة والفنون والتراث: إن الإدارة بصدد تنظيم ندوة متخصّصة تدور حول القصة القصيرة، وذلك تحت رعاية سعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة والفنون والتراث، مشيرًا إلى أن الندوة تنطلق من رؤية قطر 2030، التي أطلقها ورعاها صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى.

 

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي أمس أداره الإعلامي صالح غريب وشارك فيه الكاتب جمال فايز مدير مشروع الندوة، حيث أوضح الدكتور مرزوق بشير أن رؤية 2030 غايتها تأسيس مجتمع المعرفة من خلال مدخلات متعدّدة اقتصادية واجتماعية وتعليمية وبيئية وسياسية، وأن الثقافة هي القاعدة الأساسية تصل تلك المدخلات كافة، وقال: إنه من هذا المنطلق شرعت الدولة بتعضيد تلك الرؤية ورفدها بعدد من المشاريع الاستراتيجية في التنمية الوطنية ومن بينها مشاريع ثقافية التي توزعت على كافة القطاعات والمؤسسات المعنية، ومن بينها وزارة الثقافة والفنون والتراث التي تحتضن مشاريع متعدّدة في مجال الثقافة والفنون والآداب، وكان نصيب إدارة الدراسات والبحوث الثقافية عددًا من المشاريع المستمرة في المجالات الفكرية والبحوث بالشراكة مع الإدارات في الوزارة أو هيئات ووزارات خارج الوزارة في البحوث والدراسات الميدانية والترجمة لتأسيس قاعدة معلومات في قطاع الثقافة، كاشفًا أن الندوة العلمية للثقافة ستتواصل مستقبلاً من خلال مواضيع أخرى في مجالات الشعر والمسرح والرواية والنقد والدراسات الأدبية والفكرية.

 

 

 

أنشطة نقدية

 

وحول أسباب عدم مناقشة الأعمال الأدبية للمكرّمين قال الدكتور مرزوق: إن الفكرة كانت مطروحة ولكنها ألغيت لعدم وجود وقت كاف ولأن البرنامج يركز على الجانب النظري، وأضاف: إن هناك أنشطة تكون ذات طابع نقدي تستعرض فيه تجارب القامات الأدبية، كاشفًا أن الإدارة تعتزم تنظيم ندوة في يوم ١٠ نوفمبر عن سيرة الشاعر مبارك بن سيف آل ثاني ومجمل أعماله الشعرية وتجربته الرائدة كما سيتم ترجمة أعماله إلى عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية. وحول ما إذا كانت هناك أفكار لاستمرارية المشروع قال: نحن نأمل ذلك وأن يتوسّع المشروع لكل فنون وجوانب الأدب، ولفت إلى أن مجال الكتابة وخصوصًا في مجال الدراما أصبح له شغف ويستهوي الكثيرين كما أصبح له مردود اقتصادي.

 

 

 

ثقافة قطر

 

من جهته قال الكاتب جمال فايز الاستشاري الثقافي، ومدير مشروع الندوة: إن الندوة العلمية تقام ضمن إستراتيجية وخطط هذا العام، وأكد أن الهدف من البرنامج هو تشجيع التواصل بين الباحثين بما يعزّز ثقافة قطر، وأضاف فايز: نحن اخترنا للندوة عنوان (رؤية نقدية في السرد القطري..القصة القصيرة نموذجًا) ولها عدة محاور متنوعة، وهناك ورش عمل منها فن كتابة القصة، وتحليل النص الأدبي، وكيفية كتابة القصة القصيرة.

 

وأشار فايز إلى أنه سيكون هناك تكريم لعدد من الشخصيات التي أثرت الساحة الأدبية ومن بينهم سعادة الدكتور محمد عبد الرحيم كافود وسبب التكريم أنه أول من كتب كتابًا عن تطور ونشأة القصة القصيرة، والأستاذ يوسف النعمة والدكتورة كلثم جبر، وأعلن أن موعد إقامة الندوة ٣٠ و٣١ أكتوبر الجاري في قاعة جاسم زيني وأن الندوة تستهدف الباحثين والطلاب والمهتمين من الأدباء والمثقفين، وستبدأ الندوة في السادسة مساءً بكلمة لسعادة الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري وزير الثقافة. هذا ويحتوي البرنامج على ورش مكثفة ومتداخلة مدتها ساعة فقط، ومن المحتمل أن تكون المحاضرة الأخيرة بمثابة تطبيق نظري لما تمّت مناقشته في الورش السابقة.

 

 

 

طلاب الجامعة

 

وردًا على اختيار توقيت الندوة في يومي الجمعة والسبت قال جمال فايز: إن المستهدفين من البرنامج طلاب الجامعة والشباب، لذلك حاولنا إيجاد كل عناصر النجاح في المشروع. وحول وجود تشابه بين ورشتي فن كتابة القصة، وورشة كيف تكتب القصة، قال: إن هذا يعد أمرًا تقنيًا حيث إن هناك عناصر لفن كتابة القصة، بينما ستتناول الكاتبة نورا في ورشتها أشهر الطرق والأنماط الشائعة في كتابة القصة دون التوقف عند العناصر والخصائص.

 

إلى ذلك قال الإعلامي صالح غريب: إن موضوع الندوة غاية في الأهمية خصوصًا بعد أن طغت الأساليب الحديثة والتكنولوجية على الأدب والثقافة، وأكد أن تكريم أدباء ومثقفين وهم على قيد الحياة هو دليل على وعي القائمين على الندوة.

 

وفي مداخلة له، تساءل حمد حمدان المهندي مدير إدارة التراث بالوزارة فيما إذا كان سيتم تقديم المحتوى النظري مثل عناصر الكتابة في أوراق، ليرد الدكتور مرزوق بشير قائلاً: إن النقد يجب أن يحتوي على التحليل والمقاربة أو المقارنة، ونحن سنعمل على تحليل القصة القصيرة العربية وتحليل موقعها بين القصة في مختلف العالم. وأوضح أن هناك حافظة أوراق سيتم توزيعها على المشاركين وستكون هناك فرصة للجانب النظري في البداية ثم يتم الانتقال إلى الورش خاصة أن الجمهور بحاجة أكثر إلى التطبيق العملي.

 

وحول ما إذا كان هناك التزام أدبي بين الإدارة وبين المتدرّبين في المشروع أو ما شابه قال الدكتور مرزوق : إن التجربة تهدف إلى تعليم المشاركين فن أو صنعة الكتابة فنحن كمن يقدّم رخصة القيادة للراغبين ممن يجيدون القيادة ولكننا غير مسئولين عنهم أثناء قيادتهم، وأضاف: إن القصة القصيرة ربما تكون احتلت محل الشعر وهناك كثيرون يرغبون في تعلم فن القصة القصيرة.

 

 

المصدر: الراية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى