مصر تطلق ‘الثقافة فى مواجهة الإرهاب’

الجسرة الثقافية الالكترونية
شهد د. عبدالواحد النبوي وزير الثقافة، ومعه الكاتب المسرحي محمد عبدالحافظ ناصف رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة ود. محمد أبوالفضل بدران أمين المجلس الأعلى للثقافة انطلاق أولى فعاليات مبادرة الثقافة في مواجهة الإرهاب على مسرح السامر بالعجوز.
أعلن عبدالحافظ ناصف في كلمته عن انطلاق فعاليات المبادرة في 32 موقعاً ثقافياً في توقيت واحد، مشيراً إلى أن هذه المبادرة تعد محاولة لمواجهة كل قوى الظلام التي تريد أن تطفئ أنوار هذا الوطن، مؤكداً على إصراره على حمل مشاعل الوطن إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، كما وجه الشكر للدكتور عبدالواحد النبوي على هذه المبادرة التي جمعت بين هيئة قصور الثقافة والمجلس الأعلى للثقافة للعمل معاً في منظومة واحدة لتقتطع دبر الإرهاب.
ومن جانبه طلب د. محمد أبوالفضل في بداية كلمته بالوقوف دقيقة حداد على شهداء الوطن، وأوضح أن مواجهة الإرهاب تأتي عن طريق الثقافة والأزهر والكنسية والمثقفين والفنانين، موضحاً أن مصر هي رائدة الثقافة في الوطن العربي وقادرة على المواجهة الإرهاب بكل قوة، كما أشار إلى أن المبادرة تضمن 150 مفكرا وأديبا وشيخا وقسا من الدلتا ومطروح وسيناء والصعيد، لافتا أن قصور الثقافة والمجلس يعملان معا في منظومة متكاملة ومتجانسة لا تتنافس إلا في الجودة.
أعقب ذلك عقد أولى ندوات المبادرة حيث شارك فيها د. شاكر عبدالحميد وزير الثقافة الأسبق، والفنان سامح الصريطى عضو نقابة المهن التمثيلية، والقمص بولا نبيل فوزى نائباً عن أسقف الشباب بالجيزة، والشيخ محمد أبوحبسة وكيل وزارة الأوقاف بالجيزة، والأديبة فاطمة المعدول.
وأشار د. شاكر عبدالحميد إلى معنى الثقافة، موضحا الفروق بين ثقافة الإبداع وثقافة الإرهاب، حيث أوضح أن ثقافة الإبداع هي تفكير إيجابي مبدع ومتجدد يدعو إلى التطوير قادر على التحدى ومواجهة الضعف والفساد، أما ثقافة الإرهاب فهي تفكير سلبي مغلق يدعو إلى العنف والقتل ونشر الخوف، ويقوم على عنصر السمع والطاعة والإنكار، كما أشاد بالمبادرة التي تهدف إلى مواجهة الروح الظالمة الانتقامية ضد الإنسانية بالثقافة والعلم والتنور.
وأشار الفنان سامح الصريطى في كلمته إلى أن ما يحاربنا اليوم هو عدو جبان أفعاله تجعلنا نلتف أكثر وبقوة وحب حول الوطن والقيادة السياسية، مشيراً إلى ضرورة عودة الأنشطة الرياضية والثقافية في مدارسنا، مع ضرورة تعليم الطلاب مفهوم المنافسة والروح الرياضة وقبول الآخر وفكرة الاختلاف، كما دعا قصور الثقافة إلى العودة لدورها من خلال وضع خطة واضحة لمواجهة الإرهاب من خلال المثقفين والفنانين والشعب.
ومن جانبه أكد د. عبدالواحد النبوى على أن الوزارة لديها بالفعل رؤية واضحة تعمل على 18 محوراً أولها مثل هذا الندوات التي تسعى لرفع الوعي الثقافي، مؤكداً أن الوزارة سوف تقوم بتوزيع 50 كتابا على 40 من ضعاف الدخل في صعيد مصر، إلى جانب مشاركة 30 عرضاً مسرحياً للبيت الفني للمسرح تجوب محافظات مصر، بالإضافة لإقامة 27 معرضاً للكتاب، إلى جانب عقد مجموعة من المسابقات الأديبة التي تشمل جميع فروع الثقافة.
كما أوضح الوزير أن الوزارة خصصت ميزانية لوزارة الأوقاف والكنسية لإنتاج كتب تحتوى على روح التسامح والانتماء والقدوة، موضحاً أن الوزارة على استعداد لإنتاج أفلام سينمائية تدعو لنشر روح المواطنة والتآخي، وعلى جانب آخر أوضح أن وزارة الثقافة قامت بتوقيع 9 بروتوكولات مع بعض الوزارات منها وزارة التربية والتعليم، موضحاً أنه طلب بوصفه عضواً في لجنة وضع المناهج بضرورة إبراز السيرة الذاتية للنماذج المشرفة، مع ضرورة إعادة حصص الموسيقى والمسرح والنشاط الرياضي بالمدرسة، مؤكداً على أن هذا سوف يحدث في العام الدراسي القادم.
أعقب ذلك كلمة القمص بولا نبيل الذي أكد فيها على ضرورة الاهتمام بأولادنا من خلال غذاء الروح والعقل بالقيم المعتدلة حتى لا يكونوا فريسة لكل حقد، مؤكداً على مفهوم وقيمة الإنسانية وحب الآخر.
وأشاد الشيخ محمد أبوحبسة بالجهد المبذول من جانب وزارة الثقافة في محاربة هذا الفكر المرضي الذي يتنافى مع الأديان السماوية التي تخضع للمودة والرحمة والتسامح وقبول الأخر، مستشهداً بسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم من غضبه ورفضه لوسائل العنف في التعامل مع الإنسان أو الحيوان قائلاً “لزوال الكعبة حجراً حجراً يلقى بها فى اليم أهون عند الله من قتل نفس برئية”.
واُختتمت الندوة بكلمة لفاطمة المعدول أكدت فيها على ضرورة تعليم أطفالنا كيفية الاختيار عن طريق ممارسة الهويات والأنشطة الثقافية والرياضية، مؤكدةً على أهمية دور قصور الثقافة في ذلك لأنها تستطيع الوصول إلى كل فئات الشعب المصري من خلال فروعها وأقاليمها المختلفة والمنتشرة في كل ربوع مصر.
أعقب ذلك أمسية شعرية شارك فيها مجموعة من الشعراء ماجدة عبدالرحيم، فاتن متولي، عارف البادريس بمصاحبة فرقة الفنان أحمد صالح، تلاها تقديم عرض فني مسرحي للأطفال بعنوان “العنب بتاعنا مش للتعلب” لفرقة أطفال شلاتين, وأخر بعنوان “ليلة الغنى والذهب” لفرقة قصر ثقافة شلاتين من تأليف أحمد أبو خنيجر وإخراج محمد فؤاد.
وأُختتمت الفعاليات بتقديم عرض فني لفرقة قصور لأغاني الشباب حيث قدمت الفرقة مجموعة من عروضها الفنية المتميزة.
المصدر: ميدل ايست اون لاين