مصطفى جوهر: أعيش متعة التنقُّل بين الفصيح والعامي بديوانين جديدين

الجسرة الثقافية الالكترونية
يعمل الشاعر المصري مصطفى جوهر، حالياً، على مشروعَين إبداعيين، لكلٍّ منهما توجهه وقالبه المختلف عن الآخر، أحدهما ديوان شعر فصحى تفعيلة، والآخر ديوان عامية نثري.
يقول: “كلاهما يمثل تجربة جديدة عليّ، ومختلفة عن التجارب السابقة، وإن كان المحور الأساسي الرابط والممتد عبر جميع تجاربي: المنحى الإنساني، إلا أنني أعتقد أن زوايا التناول هنا مختلفة، تسمح بتعدد وتنوّع على مستوى الطرح، ومثل هذا التباين في خطّي الديوانين، يتيح لي متعة التنقُّل بين الفصيح والعامي، بين النثري والموزون، وهو ما يجعل اللجوء إلى أحدهما فرصة التقاط الأنفاس، والوقوف في ظلال جديدة”.
وأضاف: “أشعر أن الكتابين محطة جديدة ومهمة، أصبو أن يكونا إضافة لمشروعي العام، وأرجو أن يكونا إضافة للمكتبة الإبداعية العربية، كما أنني أجمع بعض الدراسات والمقالات التي كتبتها حول بعض الأعمال السينمائية المصرية والعالمية محاولاً جمعها في كتاب، بالإضافة إلى بعض القراءت النقدية في كتب إبداعية متنوعة سبق لي قراءتها، وراقتني كثيرًا، ودفعتني دفعًا – بجودتها – إلى الكتابة عنها وحول كتابها”.
ما الجيل الذي ينتمي إليه جوهر؟ يجيب: “رغم عدم قدرتي القبض على لحظة المجايلة هذه، ذلك أن الأمر لا يبدو محدَدًّا وصريحًا، فأنت تتنفس جو الإبداع قبل الانغماس فيه، وترافق من سبقك، قد تسبقه قليلا بعد ذلك، ثم يأتي في هذه المرحلة من يشاركك الرحلة، لكنني أعتقد أن بداية الخطو الواعي كانت في منتصف تسعينات القرن الماضي”.
وجوده في الصعيد بعيداً عن العاصمة هل يؤثر على مقروئية أعماله؟ وهل يوجد لديه إحساس بالمظلومية بسبب هذا البعد؟ يجيب: “قبل استهداف الشبكة العنكبوتية لنا أو استهدافنا لها، نعم كنا – مبدعو الأقاليم – نشعر بالبعد عن بؤرة العاصمة، والبعد عن دوائر النشر، لكن اليوم بات وجودك في القاهرة كوجودك خارجها، فقط قد تفوتك الفعاليات اليومية، والتي ليست كلها على نفس القدر من الأهمية، إلا أن زيارتك للقاهرة بعد مواقع التواصل الاجتماعي بدت مغايرة تمامًا للزيارات السابقة عن وجودها الحقيقي/ الافتراضي، صار دخولك ندوة، أو مقابلة أصدقاء على المقهى، لا يحتاج إلى المقدمات السابقة، ومساحات التعارُف التي كانت مطلوبة قبلها، وفّرت تلك الأندية – شديدة الرحابة – وجودك بين الناس بشكل شبه حيّ، بالصوت والصورة أحيانًا، وهو ما أبعد الشعور بالمظلومية نوعًا، وزاد من حجم الانتشار”.
ويؤكد أنه يتواصل مع الوسط الثقافي في القاهرة عبر زيارات خاطفة، وطبعاً عبر مواقع التواصل، ومتابعة الأعمال المنشورة في الدوريات والكتب قدر المستطاع والمتاح منها.
وحول الأصدقاء الذين يأتنس بأرائهم فيما يكتبه يقول: “الأنُس بآراء الأصدقاء يتوقّف على حجم موضوعيتك، وعلى ثقتك في وعي الصديق، ما زلت لا ألِجُ عالم تجربة جديدة إلا وأنا أتحسس نبضي المتقافز، حتى أسمع رأي توأمي وصديقي الروائي والقاص والناشر: محمد علي إبراهيم”.
وأخيراً وحول الشعراء الذين يفضلهم على المستوى المصري والعالمي يقول: “عبيد عباس، أشرف البولاقي، فتحي عبد السميع، سمير سعدي، صلاح الراوي، مصطفى الجارحي، محمد جمعة الإسناوي.. وغيرهم كثير قد لا تسعفني الذاكرة الآن لتذكرهم، أما الشعر العالمي فلعل الترجمة حائل بيني وبينه، أو قناعتي أنهم أهل سرد في المقام الأول”.
مصطفى جوهر صدر له عدد كبير من الأعمال الإبداعية منها “القطرة الأولى من الصبح” “قعدة مونتاج”، و”ما عادتش بتجيلك”.
……
ثقافة